رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

فايننشال تايمز: الفصائل الفلسطينية كشفت وهم المخابرات الإسرائيلية في طوفان الأقصى

طوفان الأقصى
طوفان الأقصى

كشفت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، انهيار وهم المخابرات الإسرئيلية خلال عملية طوفان الأقصى، حيث رفض الجهاز الإسرائيلي الانتباه لكافة التقارير التي وردت من قبل فريق متطوعين من الإسرائيليين بشأن مراقبة شبكات الاتصالات في غزة وإجراء الفصائل الفلسطينية وخصوصًا حماس مناورات حربية معقدة بالقرب من الحدود، ونقلت المخابرات الإسرائيلية معلومات طفيفة للغاية إلى الجيش الإسرائيلي.

غرور المخابرات الإسرائيلية ووهم "أسياد المخابرات في العالم"

وأفادت الصحيفة بأن العلاقة بين الجواسيس الإسرائيليين والمخابرات كانت شبه رسمية، وبالرغم من ذلك تم تجاهل تحذيراتهم، وقال أحد هؤلاء الجواسيس: "قال لنا الضابط العسكري الإسرائيلي أنتم لستم مهمين، ولسنا بحاجة إليكم"، حيث تسبب الغرور ومحاولات جعل أنفسهم أسياد المخابرات في العالم في أسوأ هزيمة لهم منذ حرب 6 أكتوبر المعروفة بحرب يوم الغفران.

وتابعت الصحيفة أن نفس المصير تكرر بعد 50 عامًا، حيث استهانت إسرائيل بقدرات الجيش المصري في عام 1973، واليوم تهاونت في قوة حماس والفصائل الفلسطينية الأخرى، وحذر الكثيرون إسرائيل من أن حماس تستعد لشئ ما ولكنهم تجاهلوا الأمر برمته، وحتى التحذيرات الصادرة عن هيئة الاستخبارات القتالية الإسرائيلية، التي تراقب حدود البلاد مع غزة، تم تجاهلها. 

وقالت إحدى الجنديات، وهي نوا ميلمان، لرؤسائها في وقت سابق من هذا العام إن مقاتلي حماس كانوا يمارسون هجمات على سياج وهمي، ويفجرونه مرارًا وتكرارًا، مضيفة: "لكن الجميع تعاملوا مع الأمر وكأنه أمر طبيعي، وكأنه روتيني".

صدمة إسرائيلية كبرى

وأفادت الصحيفة أن في 7 أكتوبر شنت الفصائل الفلسطينية هجومًا أسوأ حتى من أحلك هواجس غيدا وميلشتاين وميلمان، وفي حوالي الساعة 6:30 صباحًا، وتحت غطاء وابل صاروخي ضخم، قام أكثر من 1500 من مقاتلي حماس بتدمير الاتصالات الحدودية الإسرائيلية بطائرات بدون طيار محملة بالمتفجرات، واخترقوا الحواجز الأمنية بالجرافات، وداهموا الأراضي الإسرائيلية بالدراجات النارية والطائرات الشراعية.

وتابعت أن طوفان الأقصى تسببت في تدمير ثقة إسرائيل في جيشها وأجهزتها الاستخباراتية، ولم يقتصر الأمر على فشلهم في تتبع ما كان يخطط له الفصائل الفلسطينية، بل تجاهلوا تحذيرات متعددة مفادها أن حماس كانت تستعد لهجوم كبير، وغالبًا ما يكون ذلك على مرأى من الجميع.

وقال رئيس الوزراء السابق إيهود أولمرت إن إسرائيل عانت من الثقة المفرطة التي أدت إلى الغطرسة، والرضا عن النفس، لقد فعلت بنا حماس ما ندعي فعله دائمًا وهو المفاجأة، والذكاء، والتفكير خارج الصندوق".

وأوضحت الصحيفة أن الكارثة الإسرائيلية والخسائر الكبرى لها، تعود إلى الاستخفاف بقدرة حماس على شن مثل هذه العملية واسعة النطاق مع كل الإجراءات الأمنية العملياتية المشددة والتخطيط المنضبط والمعرفة التفصيلية بالتضاريس الإسرائيلية التي تتطلبها.

تكرار نفس الخطأ قبل 50 عامًا

وأشارت الصحيفة إلى أن إسرائيل ارتكبت خطأ مماثلًا قبل 50 عامًا بالضبط، قبل حرب يوم الغفران ضد مصر وسوريا، عندما اعتقدت خطأً أن الدول العربية لن تهاجم أبدًا بسبب قوتها العسكرية، ولكن هناك تطورًا تاريخيًا إضافيًا في هجوم هذا العام، والذي قارنته إسرائيل في كثير من الأحيان بهجمات 11 سبتمبر 2001، ولكن هناك فارق كبير بين أحداث 11 سبتمبر وعملية طوفان الأقصى.

وتابعت أن سبب الفشل الإسرائيلي في حرب اكتوبر أمام مصر وفي طوفان الأقصى أمام الفصائل الفلسطينية، هو ما وصفه أحد المسؤولين الغربيين بـ "الغطرسة التكنولوجية" - إيمان متعجرف بأن التكنولوجيات المتقدمة، مثل الطائرات بدون طيار التي تتنصت على غزة والسياج المجهز بأجهزة استشعار والذي يحيط بالقطاع، سوف تتفوق على القدرات التكنولوجية لحماس أو للجيش المصري في هذا الوقت.