رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مصر.. الدرع والسند

لا يختلف اثنان على إيمان الشعب المصرى بالقضية الفلسطينية وعروبة القدس والمسجد الأقصى.
ورغم كل ما بذلته مصر وتبذله فى سبيل قضية فلسطين، ما زال البعض يشكك فى مواقفها الوطنية ويطالبها بفتح معبر رفح على مصراعيه لاستقبال الملايين من أهل غزة والهاربين من شدة القصف الجوى والهجوم البرى على غزة.
لا يعلم الكثير الموقف فى معبر رفح.. دعنا عزيزى القارئ نتصفح سويًا فى التاريخ القريب.
فى عامى ١٩٩٣ و١٩٩٥ تمت اتفاقيات أوسلو.. وهى مجموعة من التفاهمات بين حكومة إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية تضم إعلان المبادئ حول ترتيبات الحكم الذاتى الانتقالى "المشهور باتفاق أوسلو 1"، الموقع فى واشنطن في 1993 بحضور الرئيس الأمريكى السابق بيل كلينتون، واتفاقية أوسلو 2، الموقعة فى طابا عام 1995.
وسمى الاتفاق نسبة إلى مدينة أوسلو النرويجية التى تمت فيها المحادثات السرّية التى تمت فى عام 1991. 
تم التوقيع على أوسلو 2 أولًا فى طابا "فى شبه جزيرة سيناء، مصر" من قبل إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية فى 24 سبتمبر 1995، ثم بعد أربعة أيام فى 28 سبتمبر 1995 من قبل رئيس الوزراء الإسرائيلي إسحاق رابين، ورئيس منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عرفات، وبشهادة الرئيس الأمريكي بيل كلينتون وممثلين عن روسيا، مصر، الأردن، النرويج، وأصبحت منذ يومها ملزمة للطرفين.
حددت الاتفاقية إدارة معبر رفح عن طريق مصر ومنظمة التحرير الفلسطينية وقوات من الأمم المتحدة، على أن يتم تركيب كاميرات مراقبة إسرائيلية على المعبر لتراقب الأخيرة التزام الأطراف بعدم نقل أسلحة من خلال المعبر.
استمر الحال بسلام حتى ظهرت حركة حماس فى الصورة عام ٢٠٠٧، وأزاحت منظمة التحرير من السلطة، ونكلت بقادتها وألقتهم من فوق أسطح المنازل، ثم دمرت كاميرات المراقبة من على معبر رفح.
بالتالي انسحبت منظمة التحرير من المعبر، وتلتها قوات الأمم المتحدة، مما اضطر القيادة المصرية إلى إغلاق معبر رفح تمامًا، حتى لا تتحمل أى مسئولية دولية نتيجة انتهاك اتفاقية أوسلو.
وبعد أحداث غزة ٢٠٠٨ هجم الفلسطينيون على معبر رفح، للهروب إلى مصر من القوات الإسرائيلية.
طلبت إسرائيل من مصر إعادة إغلاق المعبر لأسبابٍ أمنية، إلا أن الرئيس المصرى حسنى مبارك أمر جنوده بالسماح لأهل غزة بعبوره لتخفيف حدة الأزمة الإنسانية، مع عدم السماح بدخول السلاح إلى غزة. 
تكرر الحال هذا العام بعد القصف الشديد على غزة، فقامت مصر بالسماح بعلاج الجرحى فى مستشفيات العريش والسويس وبورسعيد، وانتقلت الحالات الحرجة إلى القاهرة، وجاءت جهود الرئيس السيسي فى السماح بدخول المساعدات عبر المعبر بعد أن ربطت إسرائيل بين دخول المساعدات وتسليم الأسرى لدى حماس، واستمر الرئيس السيسى فى جهود مضنية بين كل الأطراف الإقليمية والدولية حتى نجحت جهوده فى دخول المساعدات الإنسانية، وزيادة عدد الشاحنات عن الذى سمحت به إسرائيل فى البداية، وكذلك قافلات الإمدادات الطبية والغذائية لسكان غزة، كما أقامت مستشفيات ميدانية على الحدود لعلاج الجرحى.
هكذا هى مصر دومًا الدرع الحامية والسند لإخوتنا العرب مهما تقَولوا عليها وأنكروا الجميل.. ستبقى هى وحدها أم الدنيا.