رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تداعيات حرب غزة على اقتصاد العالم خاصة الشرق الأوسط

حرب غزة
حرب غزة

مع احتدام الحرب في غزة يستمر الصراع الإسرائيلي الفلسطيني في التصاعد، ما يتسبب في أضرار جسيمة للمدنيين ويهدد الاستقرار في جميع أنحاء الشرق الأوسط، يقدم خبراء مجموعة الأزمات رؤية 360 درجة لكيفية رؤية مختلف العواصم في المنطقة لهذه الأزمة ومصالحها الخاصة فيها.

فقد أدى الهجوم منذ  7 أكتوبر على المجتمعات الإسرائيلية المحيطة بقطاع غزة المحاصر إسرائيليًا إلى مقتل 1400 إسرائيلي واحتجاز أكثر من 200 محتجز لا يزال معظمهم في الأسر، مما أثار رد فعل غاضب من قبل الجيش الاحتلال، حسبما أفادت صحيفة فاينانشال تايمز البريطانية. 

ومنذ ذلك الحين، أدى الانتقام الإسرائيلي العنيف إلى مقتل الآلاف من الأرواح المدنيين الفلسطنيين، في ظل مخاوف من استمرار الصراع بين البلدين. 

وقد نزح مئات الآلاف، والعديد منهم ليس لديهم منزل يعودون إليه بينما تقوم إسرائيل بتسوية جزء كبير من شمال ووسط غزة بالأرض، ولكن بينما كان العنف محسوسًا بشكل أعمق في غزة وإسرائيل، إلا أن له أيضًا تداعيات في جميع أنحاء المنطقة، كما توضح مجموعة الأزمات في الاستطلاع التالي.

مخاوف من استمرار تأثير الحرب

 

في مصر واجهت البلاد العديد من المخاوف حول تأثر الاقتصاد بالحرب المستمرة في غزة، والتوترات المتصاعدة في منطقة الشرق الاوسط، وذلك بعدما لاقى قطاع السياحة في مصر ازدهارًا كبيرًا على مدار الشهور الماضية، خاصة أن السياحة هي أحد مصادر العملة الصعبة الرئيسية في مصر، وفي السنة المالية 2022-23، وصلت إيرادات السياحة في مصر إلى مستوى مرتفع بلغ 13.6 مليار دولار، مقارنة بـ10.7 مليار دولار في 2021-2022.

وقالت وكالة ستاندرد آند بورز للتصنيفات الائتمانية في تقرير صدر حديثًا هذا الأسبوع إنه من المتوقع أن تشهد مصر انخفاضا في إيرادات السياحة يتراوح بين 10 و30 في المائة نتيجة للأزمة التي تشهدها المنطقة. 

وأضافت أن هذا الانخفاض قد يؤدي إلى خسارة البلاد ما بين 4 إلى 11 في المائة من احتياطياتها من النقد الأجنبي.

وفي الأردن، حيث تمثل السياحة 10% من الناتج المحلي الإجمالي، قال أحد منظمي الرحلات السياحية إن الحرب أدت إلى سلسلة من عمليات الإلغاء، وبهذه الطريقة، اختفت أشهر وأشهر من الحجوزات.

وتعاني الدول المجاورة لفلسطينين،  مصر والأردن ولبنان، المعتمدة على السياحة، من  الصراع.

وقالت كريستالينا جورجييفا، المديرة التنفيذية لصندوق النقد الدولي، في مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار في المملكة العربية السعودية الأسبوع الماضي: "إن عدم اليقين قاتل لتدفقات السياح".

وقال وزير السياحة وليد نصار لشبكة CNN Business عربي، إن لبنان، الذي يعاني بالفعل من أزمة عميقة، يعتمد على السياحة لنحو 40 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي ويواجه الآن المزيد من التدهور الاقتصادي.

ومن ناحية أخرى، بالنسبة للدول النفطية في الخليج، فإن ارتفاع أسعار النفط يمكن أن يعزز إيرادات الدولة التي تأثرت بتخفيضات إنتاج منظمة أوبك.

وقال جيمس ريف، كبير الاقتصاديين في جدوى للاستثمار في الرياض: "لكن من المرجح أن يقابل ذلك انخفاض تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر والدخل السياحي". 

وأضاف: نظرًا لأن الأولوية هي التنويع الاقتصادي، فهذه هي الخسارة الأكبر.

وعلى الرغم من الحرب، توافد كبار الممولين على مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار الذي عقد الأسبوع الماضي، والذي أطلق عليه اسم "دافوس في الصحراء"، في محاولة للاستفادة من صناديق الثروة السيادية في المملكة العربية السعودية للاستثمار في الأصول العالمية أو النظر في الفرص المحلية، مثل تصنيع السيارات الكهربائية.