رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

لا رحمة للمصابين.. إسرائيل تستهدف المستشفيات في غزة و"تاريخ أسود من الدماء"

استهداف مستشفيات
استهداف مستشفيات غزة

على مدار أيام من الحرب على قطاع غزة، يواصل الاحتلال ضرب واستهداف المستشفيات بجانب القصف المستمر على المنازل لتنهار في لحظة على رؤوس ساكنيها. 

استهداف المستشفيات والمدارس والمناطق الحيوية يوضّح مدى خسة الاحتلال التي باتت تهدد دائما بالقصف دون توقف التي تضرب سيارات الإسعاف، لاستكمال حرب الإبادة التي تقوم بها على أرض غزة.

بداية الحرب على المستشفيات كانت بضرب مستشفى المعمداني، واستشهاد أكثر من 400 شهيد ووقوع آلاف الإصابات، ليدين ذلك العالم أجمع ويرى أنها حرب ضد الإنسانية، وحرب إبادة يجب أن تتوقف. 

قصف مستشفى المعمداني

وأدانت منظمة الصحة العالمية استهداف المستشفى، داعية إلى توفير الحماية الفعالة الفورية للمدنيين ومرافق الرعاية الصحية، مع التراجع عن أوامر الإخلاء، والامتثال للقانون الدولي الإنساني، الذي يعني أنه يجب توفير حماية فعالة لمرافق الرعاية الصحية وعدم استهدافها أبدًا.

لقراءة بيان منظمة الصحة العالمية.. اضغط هنا

https://www.who.int/ar/news/item/02-04-1445-who-statement-on-attack-on-al-ahli-arab-hospital-and-reported-large-scale-casualties

بجانب المستشفى الأهلي المعمداني، ضربت قوات الاحتلال الإسرائيلي إحدى المستشفيات المتخصصة في الولادة بالقنابل الفسفورية، ومستشفى النصر للأطفال، ومستشفى القدس، والمستشفى الإندونيسي، ومستشفى الصداقة التركي المتخصص لمرضى السرطان. 

استهداف محيط مستشفى القدس

استهداف سيارات الإسعاف 

لم تكتف قوات الاحتلال بالمستشفيات بل زاد الأمر درجات عندما قررت قصف قافلة من سيارات الإسعاف كانت تستعد لنقل الجرحى من مستشفى الشفاء باتجاه معبر رفح الحدودي مع مصر.      

وبرّرت القوات الغاشمة استهداف سيارة إسعاف عند مدخل مستشفى الشفاء في مدينة غزة، بأنها كانت تستخدم من جانب خلية إرهابية تابعة لحماس، غير أنّ مدير منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم أكد أنه "يشعر بصدمة عميقة". 

استهداف سيارات الإسعاف في غزة

الأطقم الطبية لم يسلموا من القصف.. ما الأرقام؟ 

  • توقف 16 مستشفى في قطاع غزة عن تأدية الخدمة إما بسبب استهدافه أو نقص الوقود لتشغيل المولدات.
  • استشهد 150 فرد من الطواقم الطبية.
  • تدمير 57 سيارة إسعاف.

تاريخ أسود: 

وعلى مدار سنوات طويلة ضربت قوات العدو الإسرائيلي عدد من المستشفيات في قطاع غزة، ففي عام 2019 ضربت عدد من المستشفيات واتهمتها منظمة الصحة العالمية بضربها متعمدًا، وبعد ذلك بخمس أعوام قصفت عدد من المستشفيات الأخرى واستشهد عدد من الأفراد وأصيب العشرات، وتضررت سيارات الإسعاف والمستشفيات بقوة كمستشفى شهداء الأقصى. 

مستشفى شهداء الأقصى

القانون الدولي يستباح 

قالت وزارة الصحة الفلسطينية، وفق ما أعلنت قناة القاهرة الإخبارية في وقت سابق، إن الاحتلال يتعمد استهداف المستشفيات ومحيطها، وأنّ القانون الدولي يُستباح على عتبات مستشفيات غزة.

يأتي ذلك بعد الواقعة المؤسفة التي قام بها طيران الاحتلال الإسرائيلي باستهداف موكب إسعاف خرج من مجمع "الشفاء" لنقل عدد من المصابين والجرحى إلى معبر "رفح".

في الوقت الذي استهدف قصف إسرائيلي آخر قافلة من السيارات المدنية كانت على الطريق الساحلي من شمال القطاع إلى جنوبه، حيث أعلنت عنه قوات الاحتلال أنه مكانًا آمنًا، إلا أنه لم يسلم هو الآخر من القصف الإسرائيلي.

قصف إسرائيلي على غزة

مديرو المستشفيات: متمسكين بآداء رسالتنا الصحفية 

وإيمانا بدورهم الطبي، أكد مدراء وممثلو المستشفيات الحكومية والأهلية في قطاع غزة في رسالة لهم قالوها نقلوها عبر مؤتمر صحفي للعالم أجمع إنهم متمسكين بأداء رسالتهم الصحية والإنسانية تجاه أبناء الشعب الفلسطيني، على الرغم من كافة التهديدات والتحذيرات التي تصلهم، مشددين على التمسك بواجبهم قائلين: "لن نترك مرضانا وجرحانا مهما كانت الظروف".

مديرو المستشفيات نقلوا التهديدات التي يتلقونها عبر الاحتلال الإسرائيلي بإخلاء المستشفيات، مؤكدين في ذلك الوقت أن ما حدث مع المستشفى الأهلي المعمداني هو مجزرة وجريمة مع سبق الإصرار والترصد، محذرين العالم بأن المحتل ماضٍ في تهديداته إذا لم يكن هناك من يلجمه.

وتابع مدراء المستشفيات في غزة أن إخلاء المستشفيات مخالف لجميع الأعراف والقوانين الدولية، ومن الناحية العملياتية فهو من المستحيل تنفيذه، مؤكدين أن مستشفيات قطاع غزة لم تعد مكانًا للمرضى فقط، بل أصبحت مكانًا يلجأ له النازحون المدنيون الأبرياء العزّل الذين ضاقت بهم السبل فلم يجدوا مكانا آمنا في كل قطاع غزة.

أطباء مستشفيات غزة

السيسي: انتهاكًا صريحًا للقانون الدولي ومقررات الشرعية الدولية

وأدان الرئيس السيسي ما تعرض له مستشفى الأهلي المعمداني في قطاع غزة، موضحًا أنه يعتبر انتهاكًا صريحًا للقانون الدولي ومقررات الشرعية الدولية والإنسانية، وأن موقف مصر دولة وشعبًا رافضة لاستمرار هذه الممارسات ضد المدنيين، مطالبًا بوقفها بشكل فوري.

جريمة حرب تبيّن وحشية وخِسّة الاحتلال 

وفي تعليق على استهداف قوات الاحتلال للمستشفيات، أدان النائب حسانين توفيق، عضو لجنة العلاقات الخارجية والعربية بمجلس الشيوخ ما يحدث، واصفًا إياه بـ"جريمة الحرب التي تؤكد للعالم مدى وحشية وخسة وغدر ذلك الاحتلال. 

وتابع "توفيق" أنّ العالم العربي يجب عليه اتخاذ موقف موحد تجاه ما تقوم به، من أجل الضغط على إسرائيل وإجبارها على وقف الإبادة الجماعية التى تمارسها، وإنقاذ ما تبقى من إنسانية العالم، محذرًا من استمرار ذلك الصمت الدولي تجاه جرائم الاحتلال.

النائب حسانين توفيق

إدانات دولية كبرى 

وصاحب استهداف المستشفى الأهلي المعمداني تنديد كبير على الصعيد العربي والدولي، حيث دعا رئيس المفوضية الأفريقية المجتمع الدولي إلى التحرك، مؤكدًا أنّ "استهداف مستشفى يعتبر ملاذًا آمنًا بموجب القانون الإنساني الدولي هو جريمة حرب"، في الوقت الذي أدانت فيه الأمانة العامة للأمم المتحدة الهجوم داعية إلى إنهاء الهجمات على المدنيين والمنشآت الصحية.

وندّد المفوض الأعلى للأمم المتحدة لحقوق الإنسان فولكر تورك بالقصف "المرفوض تمامًا"، وقال رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل، إن القصف "لا يتماشى مع القانون الدولي".

وكتب الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون: "تُندّد فرنسا بالهجوم على المستشفى الأهلي العربي في غزة الذي راح ضحيته الكثير من الضحايا الفلسطينيين، قلوبنا معهم، ويتعين كشف الملابسات"، مؤكدًا: "يتعين إعادة إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة دون تأخير".