رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الكنيسة القبطية الكاثوليكية تحتفل بذكرى القديس بولس المعترف

الكنيسة
الكنيسة

تحتفل الكنيسة القبطية الكاثوليكية بذكرى القديس بولس المعترف رئيس أساقفة القسطنطينية، وبهذه المناسبة أطلق الأب وليم عبد المسيح سعيد الفرنسيسكاني نشرة تعريفية قال خلالها إنه وُلد بولس في تسالونيكي في أواخر القرن الثالث، أو أوائل القرن الرابع للميلاد. جاء القسطنطينية يافعًا، ولم يلبث أن انضمّ إلى خدّام الكنيسة فيها. أبدى منذ أول عهده بالخدمة تمسّكًا بالإيمان القويم اقترن بالصلابة والتقوى والطهارة في المسرى والوداعة. وقد سامه البطريرك ألكسندروس، وفي وقت قصير نسبيًا، شمّاسًا ثم كاهنًا وكانت عينه عليه.

خلافته للبطريرك

و لمّا شعر البطريرك بدنو أجله في العام 336 م، سُئل بمَن يشير خلفًا فكان جوابه: إذا رغبتم في راعٍ فاضل وصاحب إيمان قويم وعلم جزيل فعليكم بمكدونيوس الشمّاس. فما أن فارق البطريرك حتى جرى اختيار بولس. ولكن كان هذا إيذانًا بعهده لم يعرف خلاله طعم الراحة لأنّ ما لحقه من الافتراء والتنكيل والأضطهاد من الآريوسيّين، لم يتوقف، وكان هو ثابتاّ راسخًا شامخًا كالطود، رمزًا للإيمان القويم، حتى الموت. خمس مرات أُبعد عن كرسيّه وشعبه وأربع مرّات عاد.

ثلاث مرات لجأ إلى رومية. مرّتان أخذ بالحيلة وقيّد بالسلاسل واقتيد إلى المنفى. والشعب وقف بجانبه في مواجهة الدولة التي آزرت اتباع آريوس، لا سيما الأمبراطور قسطانس. وكم من صدام دموي حصل بسببه بين المؤمنين والعسكر حتى إنّ الدولة لم تعد تجرؤ على اتخاذ أي تدبير علني ضدّ بولس مخافة ردّ الفعل الشعبي. وقد كانت المواجهة ضارية أحيانًا إلى درجة أنّ قائدًا أوفده قسطانس لواد ما اعتبره فتنة، اسمه هرمجان، انقضت عله الجموع وقتلته وجرّت جثته في الشوارع وأحرقت منزله.

كل ذلك زاد من حقد الآريوسيين على بولس، كما زاد من سعي الأمبراطور إلى التخلص منه بكل الطرق الممكنة. وما كان ليحتمله، أحيانًا، مرغمًا لأن الأمبراطور قسطان، سيّد الأمبراطورية في الغرب وأخ الأمبراطور البيزنطي قسطانس، وكان يستعمل نفوذه، لدى أخيه، لإعادة بولس إلى كرسيّه. ولا شك أن لبابا روما يوليوس دوره في ذلك. ومما عمله أنّه دعا إلى مجمع في سرديكا (347م) أدان فيه الأساقفة الآروسيين وطلب إعادة الأساقفة إلى كراسيهم.

و لكن، بقيت الأمور تتقلّب إلى أن جرى نفي بولس إلى كوكوزا، في أقاصي أرمينية، إلى حيث سيِنفى أيضًا القدّيس يحنا ذهبيّ الفم، بعد نصف قرن تقريبًا. وفي كوكوزا تحمل بولس الجوع والعطش والتعب ولهب الشمس. أخيرًا، فيما كان، مرّة، يقيم الذبيحة الإلهية، دخل عليه الآريوسيين وخنقوه. وكان ذلك في العام 351 م.

ثم إنّه جرى نقل رفات القدّيس بولس إلى القسطنطينية في أيام الإمبراطور ثيودوسيوس الكبير (381م). بعد ذلك سطا عليها الصليبيون ونقلوها إلى البندقية في العام 1236 م، حيث ما تزال إلى اليوم.