رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

العد التنازلى لحكومة نتنياهو.. سيناريوهات "عزل بنيامين" بسبب حرب غزة

نتنياهو
نتنياهو

تظاهر آلاف الإسرائيليين، مساء اليوم، ضد بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي، في مناطق متفرقة داخل إسرائيل، أبرزها أمام مقر إقامته في شارع "غزة" بالقدس المحتلة.

وطالب المتظاهرون الإسرائيليون باستقالة نتنياهو فورًا على خلفية التصعيد العسكري المستمر داخل قطاع غزة المحاصر، والفشل الذريع سياسًا وأمنيًا في التصدي للهجمات التي تشنها الحركات الفلسطينية.

وتزامنت التظاهرات الإسرائيلية المطالبة برحيل نتنياهو، ومحاسبته، مع تظاهرات أخرى، في تل أبيب، نظمتها عائلات المحتجزين الإسرائيليين لدى حركة حماس.

ووقعت صدامات قوية بين المتظاهرين والشرطة في إسرائيل، خاصةً خلال التظاهرات التي جرى تنظيمها أمام مقر إقامة نتنياهو، حسبما نشرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية.

76% من الإسرائيليين يطالبون برحيل نتنياهو

وتظهر استطلاعات الرأي في إسرائيل انخفاض شعبية نتنياهو، وكذلك فقدان ثقة الجمهور الإسرائيلي في قيادته للحكومة وللأوضاع التي تتصاعد على الحدود الشمالية مع لبنان وسوريا، والجنوبية مع غزة.

وأظهر أحدث استطلاع للرأي، أجرته القناة الـ 13 في التلفزيون الإسرائيلي، أن 76% من الإسرائيليين يرى أنه يجب على نتنياهو الرحيل فورًا من منصبه.

مظاهرات في إسرائيل تطالب برحيل نتنياهو

وفي المقابل، أيد 18% من الإسرائيليين المشاركين في استطلاع الرأي أنه يجب استمراره في رئاسة الحكومة الإسرائيلية.

ويسعى نتنياهو إلى إطالة أمد الحرب الحالية في غزة، والدخول في مسار مفرغ وغير محدد للتصعيد العسكري، في محاولة للإفلات من التحقيقات والمحاكمات التي ستجرى في حال فشله وحكومته من التصدي للهجمات الفلسطينية.

ويحاول نتنياهو المراوغة من أية عواقب تطاله بعد انتهاء الحرب ضد غزة، سواء من خلال المحاكمات، وتحمله المسئولية الأكبر في انهيار الأمن الإسرائيلي ضد أية هجمات، وهو ما يجعله عاجزًا عن توفير أية خروج آمن لنفسه من المشهد السياسي الإسرائيلي.

سيناريوهات استمرار نتنياهو بعد الحرب

ويعمل نتنياهو على وجود خطوات لعدم إدانته بشكل كامل مع مكونات المشهد السياسي والأمني في إسرائيل، حتى لا ينهي مسيرته تحت بند تعريض أمن إسرائيل إلى خطر شامل، والفشل في الجهوزية لصد الهجمات عنها، وبدلا عن ذلك انشغل في أزمات ومعارك سياسية داخلية.

التقديرات الحالية تشير إلى أن التصعيد العسكري الإسرائيلي ضد غزة من المرجح أن يستمر حتى نهايات العام الجاري بوتيرة متفاوتة، في ظل الضغوط المصرية والأمريكية، وتغيير وجهة النظر الدولية في دعم إسرائيل إلى معارضة عنها والتعاطف مع الفلسطينيين.

تشكيل لجنة تحقيق.. متى سيرحل نتنياهو؟

وبعد ذلك، يجد نتنياهو نفسه أمام عد تنازلي لوجوده في منصب رئيس وزراء إسرائيل، ويقترب أكثر من التوجه لتحقيقات ومحاكمات معه حول الفشل الأمني غير المصدق بالنسبة للداخل الإسرائيلي.

مظاهرات أمام مقر إقامة نتنياهو

ومن المتوقع أن تشكل لجنة للتحقيق من المحكمة الدستورية العليا في إسرائيل وبطلب من الحكومة، ومن ثم تبدأ التحقيقات على أن تصدر قرارها في غضون 6 أشهر، ويتضمن تحديد واضح للمتسببين عن ذلك الفشل سواء القيادات السياسية أو العسكرية.

6 أشهر لحكومة نتنياهو

وقد تستمر حكومة نتنياهو لفترة لن تتجاوز النصف الأول من عام 2024، في أعقاب انتهاء الحرب الحالية ضد القطاع المحاصر.

ومن المتوقع أن يكون استمرار حكومة نتنياهو لمدة تتراوح ما بين 3 لـ 6 أشهر فقط، خاصةً في ظل سعي تيار اليمين الإسرائيلي للتخلص منه، وتصاعد وتيرة الضغوط الداخلية ضده.

وكذلك، فإن هناك قيادات في الداخل الإسرائيلي، سواء في تيار اليمين أو المعارضة، تعمل على خطوات التخلص من نتنياهو، أبرزهم بيني جانتس الوزير في حكومة الطوارئ الإسرائيلية، ويائير لابيد زعيم المعارضة، أو أفيجدور ليبرمان.

ويسعى هؤلاء إلى التوجه لانتخابات مبكرة، بالتوازي مع تشكيل لجنة قضائية للتحقيق مع الحكومة الحالية لكشف الحقائق حول أحداث 7 أكتوبر وما تلاها.

“المذنب.. أقيلوه الآن” شعارات من المظاهرات الإسرائيلية ضد نتنياهو

هل يستمر نتيناهو لمدة عام بعد "حرب غزة"؟

من المتوقع أن يحاول نتنياهو إطالة أمد بقائه في رئاسة الحكومة الإسرائيلية لعدة أشهر إضافية، والتي قد تصل لمدة عام بعد انتهاء الحرب الحالية ضد غزة.

وخلال ذلك العام، سيعمل نتنياهو على ترميم صورته خاصةً أنه كان يعتمد على ترويج كونه الشخص «الرجل الذي بقى أطول فترة في منصب رئيس الوزراء بإسرائيل»، وأنه تمكن من تحقيق إنجازات عدة منها اتفاقيات التطبيع مع دول عربية.

وكذلك، سيحاول نتنياهو أن يجمل فشله الأمني أو على الأقل تقاسم المسئولية مع الأجهزة الأمنية التي انهارت أمام الهجمات المفاجئة من حدود غزة، وهي الجبهة الأكثر سخونة على مدار العشر سنوات الماضية، ومن ثم يجد نتنياهو مفرًا من محاكمة قاسية قضائيًا، ربما تؤثر ولو قليلا على ملاحقة الرأي العام ضد كـ"المذنب الرئيسي" في تعريض أمن إسرائيل للخطر.

كما أن مدة العام قد تمكنه من تحقيق أي انتصار في أي مجال، يستغله للتغطية على فشله في التصدي للهجمات الأخيرة، وعدم نجاح أهداف الحرب الحالية حتى الآن.

ومن المرجح أن بقاء نتنياهو في السلطة، خلال ذلك السيناريو، لن يطول عن العام، وبعدها تجبره الضغوط السياسية والرأي العام الإسرائيلي على خيارين، إما التوجه لانتخابات مبكرة، أو تقديم استقالته بعد صدور تقرير لجنة التحقيق التي سيتم تشكيلها، وإدانته فيها.