رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

رئيس متحف الحضارة: نجهز قاعة عرض جديدة تعتمد على التكنولوجيا الحديثة

المتحف القومي للحضارة
المتحف القومي للحضارة

قال الدكتور أحمد غنيم، الرئيس التنفيذي لهيئة  المتحف القومي للحضارة المصرية بالفسطاط، إنه يتم حاليا التجهيز لقاعة جديدة بالمتحف يتم استخدام التكنولوجيا فيها بشكل كبير.

وأضاف غنيم، أن القاعة الجديدة ستشمل استخدام تقنية "الهولوجرام" وغيرها من التكنولوجيات الحديثة، وتحتاج موارد كبيرة وبالتالي تم التفكير في شراكة مع القطاع الخاص لتشغيل وتجهيز هذه القاعة.

وأكد أن حضور الرئيس عبدالفتاح السيسي للافتتاح المهيب للمتحف في أبريل 2021 وموكب المومياوات قدم دعاية عالمية للمتحف، خاصة أن الافتتاح كان في فترة غلق عالمية بسبب جائحة "كورونا"، وكان مساء يوم السبت، وهو وقت ذروة في المشاهد التليفزيونية في العالم، وهو ما أدى إلى أن الملايين شاهدوا حفل الافتتاح.

وأوضح أنه خلال عامين من افتتاح المتحف تحول إلى منظومة ثقافية متكاملة بتوفيق من الله، وبفضل جهود وأفكار العاملين الذين أطلق عليهم اسم "أهل المتحف".

المتحف تحول إلى محطة مهمة لكل ضيوف مصر

وأضاف قائلًا: "نستغل كل الطاقات ونرحب بكل الأفكار من كل العاملين سواء من أثريين أو مرممين أو إداريين وهم يقفون وراء أغلب المبادرات التي أطلقها المتحف"، متابعًا: "أصبح لدينا شركاء من بنوك وشركات وسفارات أو من منظمات المجتمع المدني ونهدف لأن يكون هذا الصرح أكبر من مجرد متحف".

وأشار إلى أن المتحف تحول إلى محطة مهمة لكل ضيوف مصر من المسئولين الأجانب من رؤساء وملوك ووزراء، حيث تحرص كل الهيئات المصرية والأجنبية إذا كان لديها ضيف مهم على أن يزور المتحف.

وأكد غنيم أن هذه الزيارات تسهم في الترويج للمتحف وتشكل دعاية عالمية له، خاصة إذا كان الضيوف من نجوم الفن أو الرياضة مثل المدرب العالمي بيب جوارديولا.

وقال إن الملكة الأم بإسبانيا زارت المتحف قبل فترة، وطلبت عدم الإعلان عن الزيارة لأنها زيارة خاصة، وخلال تجولها في المتحف التقت وفودا إسبانية وتحدثت معهم والتقطت معهم صورا تذكارية، وبعدها بيومين اتصل بها مكتبها وطلب نشر الخبر والصور، لأن أعضاء الوفود السياحية الإسبانية نشروا صورهم معها في وسائل التواصل الاجتماعي في كل إسبانيا.

وتطرق الدكتور غنيم إلى أنشطة معمل الترميم بالمتحف، مؤكدا أنه لا مثيل له إلا في متحفي اللوفر بباريس وأبوظبي.

وأشار إلى أنه تم افتتاح مدرسة شتوية للترميم بها مشاركين من كل دول العالم وهي تدر دخلا للمتحف، كما أن المعامل مجهزة لإجراء التحاليل والفحوصات لأي قطعة أثرية أو اكتشاف سواء للبعثات الأثرية أو المتاحف الأخرى.

وأوضح أن المتحف يعمل على جذب الزوار بأكثر من طريقة لأن سيناريو العرض المتحفي في أي متحف لا يتم تغييره بصورة دورية.

وقال الدكتور غنيم: "نهدف لأن يأتي الزائر أكثر من مرة، وذلك عن طريق الأنشطة والفعاليات مثل مبادرة (تراثنا) ومبادرة (طبلية مصر) والأنشطة وورش العمل الخاصة بالأطفال خاصة في موسم الإجازة الصيفية".

وأضاف: "نقيم كذلك معارض مؤقتة للآثار وتستمر من 6 أشهر لسنة ولكن عمومًا هذه المعارض صعبة، لأن الآثار سلعة صعب نقلها وتكلفة تأمينها ونقلها عالية".

وكشف عن أن المتوسط اليومي لعدد الزائرين يبلغ ألفي زائر يوميًا، مشيرا إلى أنه منذ بداية نوفمبر الجاري زادت أسعار التذاكر بشكل طفيف سواء للمصريين والأجانب؛ بسبب الظروف الاقتصادية الحالية.

وأكد أنه في العام الماضي غطت الإيرادات المصروفات وحققت فائضًا وهو أمر نادر في مجال المتاحف، مشيرا إلى أن إدارة المتحف تسعى لزيادة موارده دون تحميل وزارة السياحة والآثار أعباء إضافية مثل تأجير بعض القاعات أو المنطقة التجارية التي يوجد بها أماكن لبيع تذكارات للزائرين.

وأكد أهمية الدور المجتمعي للمتحف من خلال مبادراته المختلفة الأمر الذي يربط المواطن بالمتحف، وكذلك يتم الترويج عبر صفحة المتحف على موقع "فيسبوك" للتواصل الاجتماعي وعدد متابعيها في زيادة مستمرة، بالإضافة إلى نشر كل جديد عن المتحف في وسائل الإعلام.

وأشار إلى أنه في الذكرى الأولى للمتحف تم افتتاح قاعة عرض النسيج التي تعرض منسوجات من فترات الحضارة المصرية المختلفة، وفي الذكرى الثانية أقيم حفل للفنانة أميرة سليم صاحبة الأنشودة الرائعة في موكب المومياوات.

مواصلة الفعاليات الثقافية دون أي مظاهر احتفالية 

وأوضح غنيم أنه كأستاذ للاقتصاد، فإنه يوازن بين البعدين الثقافي والاقتصادي في إدارة المتحف، وقال: "لو أردنا الربح فقط لوافقنا على أمور كثيرة لا تليق بمقام المتحف، ولكنها ستدر دخلا مثل إقامة حفلات عقد القرآن أو أي فعالية لا تمت للثقافة والحضارة المصرية بصلة ولكن هذا أمر مرفوض".

وأكد أن المتحف يراعي الظرف العام، حيث قرر مواصلة الفعاليات الثقافية دون أي مظاهر احتفالية؛ بسبب ما يتعرض له قطاع غزة.

وأشار غنيم إلى أن ما يشغله هو كيف يحافظ المتحف على دوره الثقافي والحضاري والمجتمعي، وهو ما سيتحقق عبر التفكير دوما في تقديم الجديد للزائرين.