رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

حدود مصر أمن قومى طوال التاريخ

إذا كانت معاهدة وستفاليا عام ١٦٤٨، وذلك بعد حروب الثلاثين عامًا، والتى بدأت من عام ١٦١٨ إلى عام ١٦٤٨، والتى كانت بين الكاثوليك والبروتستانت. كانت أول معاهدة دولية تحدد حدودًا سيادية للدول. فإن حدود مصر ومنذ بداية تاريخها حددها المصريون. فلم تتغير حدود مصر- حسب جمال حمدان-  بالرغم من ثلاث هجرات جماعية قد جاءت إلي مصر  "هكسوس- يهود- عرب"، بالإضافة إلى  خمسين غزوة حربية. ولقد كانت فلسفة الحفاظ على هذه الحدود التاريخية هي أن مصر لا تسعى إلى الهجوم، لكنها تدافع عن نفسها وعن حدودها بكل ما تملك، فهى لا تتدخل فى شئون الغير، كما أنها لا تسمح للغير بأن يتدخل فى شئونها. والتاريخ خير شاهد على ذلك. هذا كان ولايزال فى إطار تلك الرغبات الاستعمارية التى تطمع دائمًا وأبدًا فى السيطرة على مصر وعلى حدودها. وذلك لموقعها الاستراتيجى فى المنطقة كلها. فقد قال نابليون بونابرت "لو استوليت على مصر سأستولى على العالم كله". وهذا يجعلنا نضع ما يحدث الآن، وبعد تلك الهجمة الهمجية التى تشنها إسرائيل ضد غزة. وما سبق تلك الهجمة وبعدها من خطة استعمارية حقيرة تهدف إلى تهجير أهل غزة الفلسطينية إلى سيناء. وذلك بهدف تفريغ غزة من سكانها الفلسطينيين تنفيذًا لمخطط آخر يهدف إلى موات وتمويت القضية الفلسطينية، وذلك على حساب مصر. 
فهل خطة التهجير إلى سيناء هذه هى المقصودة فقط؟ بالطبع لا. فإنه بالرغم من أن مصر أول من عقدت معاهدة سلام مع إسرائيل فإن الشعب المصرى لا ولن يوافق على التطبيع مع تلك الدولة التى احتلت أرضًا تحت زعم أساطير توراتية. كما أنه وهذا هو الأهم فإن إسرائيل لا تنسى ولا تتغاضى عن  معتقدها التوراتى هذا فلا بد من استكمال تطبيقه على أرض الواقع حتى وإن قامت بأعمال تكتيكية مثل معاهدة السلام. فالاستراتيجية الإسرائيلية التوراتية تقول إن دولة إسرائيل الكبرى هى من النيل الفرات. وهذا يعنى أنه سيظل المفهوم المؤامراتى قائمًا بهدف الاستيلاء على أرض مصرية تحقيقًا لهذه الاستراتيجية!!! 
لذلك كان موقف مصر وسيظل دائمًا أول من قدم وضحى من أجل القضية الفلسطينية، حيث إن مصر هى أول بلد عربى يعلن عن المقاومة عام ١٩٦٥. وإذا كانت كل الحروب التى خاضتها مصر ضد العدو الإسرائيلى هى حماية لأمنها القومى فقد كانت أيضًا حماية لفلسطين وشعبها. لذلك شاهدنا موقف مصر من عدم التخلى عن القضية مثل آخرين. ولكن ستظل تعمل من أجل القضية ومن أجل السلام الحقيقى بعيدًا عن الشعارات داخليًا وخارجيًا. أما كون أن مصر تدافع وتحمى أمنها القومى "كخط أحمر"، وتحفاظ على حدودها، فهذا طبيعى؛ لأن مصر هى وحدها وفقط، التى تدافع عن أرضها ولا تسمح لأي من كان أن يتخطى تلك الحدود. حفظ الله مصر وشعبها العظيم.