رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

فيلم "مقتل إسكوبار" على شاشة "الوثائقية" في نوفمبر

جريدة الدستور

أعلنت قناة "الوثائقية" عرضها خلال شهر نوفمبر، الفيلم الوثائقي "مقتل إسكوبار"، الذي يوثق - في أجواء من الإثارة والتشويق- مهمة اغتيال "بابلو إسكوبار"، أحد أشهر زعماء عصابات المخدرات في العالم، وهي المهمة التي بدأ التحضير لها منذ العام 1989، وتم تنفيذها بعد أربع سنوات في العام 1993.
ويعرض الفيلم، الذي يتكون من جزأين، مشاهد حقيقية تظهر لأول مرة قبل تنفيذ المهمة، وفي أثنائها وبعدها، كما يقدم مقابلات خاصة مع أطراف متنوعة ذات صلة بالقضية التي حازت اهتمام وسائل الإعلام العالمية في ذلك الوقت.

من هو إسكوبار؟

ولد من عائلة تعمل بالفلاحة، وقد أظهر إسكوبار مهاراته في العمل وهو صغير. بدأ حياته الإجرامية في أواخر ستينيات القرن العشرين في التهريب، وفي بداية الثمانينيات شارك في إنتاج وتسويق الماريجوانا والكوكايين إلى الخارج. أسس إسكوبار منظمة كارتل ميديلين بعد أن شكل تحالفات مع غونزالو رودريغيز غتشا، وكارلوس ليهدر، وخورخي لويس أوتشوا، وكانت المنظمة في ذروة قوتها تحتكر نشاط الكوكايين من الإنتاج إلى الاستهلاك، وسيطرت على أكثر من 80% من الإنتاج العالمي من المخدرات و75% من سوق المخدرات في الولايات المتحدة. 

وخلال عشر سنوات تمكن من تعزيز إمبراطوريته الإجرامية، وجعلته أقوى رجل في المافيا الكولومبية. تكونت لديه ثروة هائلة تقدر ما بين 25 و30 مليار دولار أمريكي (تعادل تقريبا 54 مليار دولار في عام 2016)، ما جعله أغنى رجل في العالم لمدة سبع سنوات متتالية وفقًا لمجلة فوربس.

في بداية الثمانينات حاول إسكوبار تلميع صورته من خلال أداء الأعمال الخيرية، والتوغل أيضًا في السياسة. وفي عام 1982 احتل مقعدًا في مجلس النواب الكولومبي، الذي كان جزءًا من الحركة الليبرالية البديلة، ومن خلالها كان مسؤولًا عن بناء المنازل وملاعب كرة القدم في غرب كولومبيا.

واكتسب بذلك شعبية كبيرة لدى سكان المدن التي كان يتردد عليها. في عام 1983، فقد مقعده بتوجيهات مباشرة من وزير العدل رودريغو لارا، بعد أن نشرت صحيفة الإسبكتادور العديد من المنشورات عن أعماله غير الشرعية. وبعد عدة شهور قُتل كل من «رودريغو» ومدير الإسبكتادور غييرمو كانو إيساسا بأمر من بابلو إسكوبار.

في 1985 ازدهرت تجارة المخدرات وكذلك الكارتلات في كولومبيا، وأثارت حربا ضد الحكومة، وسببت قلقًا لرئيس الحكومة الكولومبية آنذاك بيليساريو بيتانكور، وقال إنه مستعد لمحاربتهم وتسليم تجار المخدرات إلى الولايات المتحدة. وبعد محاولتين للتفاوض واختطافات واغتيالات انتقائية لقضاة وموظفين عموميين، أعلنت كارتل ميديلين في عام 1989 بقيادة إسكوبار الحرب الشاملة ضد الدولة. 

ونظم ومول شبكة واسعة من القتلة الأوفياء، وقد قتلوا شخصيات رئيسية لمؤسسات وطنية وارتكبوا أعمالًا إرهابية عشوائية باستخدام السيارات المفخخة في المدن الرئيسية للدولة، ما أدى إلى زعزعة استقرارها الأمر الذي جعل السلطات تركع «على ركبتيها». وفي أوائل تسعينيات القرن العشرين أصبح أكثر مجرم مطلوب للعدالة. 

وكان مسؤلًاعن اغتيال 657 ضابط شرطة بين عامي 1989 و1993، كما كانت لديه مواجهات شرسة ضد كارتل كالي، والقوات الشبه عسكرية في «ماجدالينا ميديو» وأخيرًا «لوس بيبيس (Los Pepes)».