رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

في الذكرى الـ39 لرحيلها.. مؤلفات تناولت سيرة أنديرا غاندى

أنديرا غاندي
أنديرا غاندي

تمر خلال تلك الأيام، الذكرى الـ39 لرحيل أنديرا غاندي  أول رئيس وزراء للهند، بعد جلاء قوات الاحتلال الإنجليزي، والتي رحلت في 31 أكتوبر 1984.

ونستعرض في هذا التقرير، أبرز الكتب التي تناولت سيرة أنديرا غاندي:

كتبت المؤلفة كاثرين فرانك سيرة ذاتية تحت عنوان "أنديرا.. قصة حياة أنديرا نهرو غاندي" عن رئيسة الوزراء الهندية القوية والمثيرة للجدل، أنديرا غاندي، التي أرست قواعد أضخم دولة ديمقراطية في العالم.

سردت كاثرين فرانك السنوات الأولى من حياة إنديرا غاندي "١٩١٧–١٩٨٤"، التي تصف بشكل واف علاقتها المعقدة مع والدها، البطل القومي جواهرلال نهرو. وقد كانت هذه العلاقة حميمة عندما كانت مشاعرهم تتدفق عبر الخطابات التي كانوا يتبادلونها، لكن شابها التوتر بعد أن جمعت بينهما الأيام وجهًا لوجه.

تلفت الكاتبة إلى أننا أمام امرأة ذكية ومثابرة تبلغ سن الرشد في فترة مليئة بالاضطرابات، ويُزج بأقربائها في تلك الفترة في السجون باستمرار في ظل نضال الهند للتحرر من قبضة بريطانيا العظمى.

كانت أنديرا غاندي نشطة سياسيًّا عقب الاستقلال، عندما أصبح نهرو رئيسًا للوزراء، لكنها قاومت على مدار سنوات عدة الحصول على سلطة تستحقها بالفعل.

يؤكد الكتاب أن نجم إنديرا لمع عقب موت زوجها "فيروز غاندي، الذي لا تربطه صلة قرابة بالمهاتما غاندي" في ١٩٦٠م، ووفاة نهرو في ١٩٦٤م، وكان ذلك مدفوعًا بالانطباع الخاطئ الذي تولد لدى زعماء حزب المؤتمر الهندي بأنها ستصبح رئيسة صورية يمكنهم التلاعب بها كيفما شاؤوا. لكن على عكس ذلك.

تُظهر كاثرين فرانك لجوء رئيسة الوزراء إنديرا غاندي إلى الأعمال الفاشستية المتزايدة نتيجة لخوفها الشديد من حدوث حالة اضطراب في البلاد، ولعل أشهرها حالة الطوارئ التي أعلنتها في ١٩٧، عندما أمرت بالقبض على العديد من زعماء المعارضة.

وتصور كاثرين فرانك إنديرا بأنها كانت تثق في العلاقة الشخصية التي تربطها بالشعب الهندي أكثر من ثقتها في أعمال الديمقراطية الفوضوية.

لكن الجهات الدينية والسياسية التي أثارتها سياسات إنديرا عادت لتسبب المشاكل في ١٩٨٤، فاغتيلتْ على يد حارسها الشخصي الذي ينتمي للسيخ، الذي غضب نتيجة لمذبحة المقاتلين السيخ التي وقعت في "المعبد الذهبي". يوضح هذا التصوير العطوف، والقاسي في الوقت ذاته، أن إنديرا غاندي كانت زعيمة لا تخلو من النقائص، إلا أنه يظهر عطفًا تجاه امرأة ناضلت ضد إرث شخصي وسياسي صعب.

وأنديرا غاندى هي ابنة جواهر لال نهرو، أول رئيس وزراء للهند، بعد جلاء قوات الاحتلال الإنجليزي، الذى تتلمذ على يد غاندى ولقب ابنته بلقب معلمه من شدة الإعجاب به.

تزوجت أنديرا من فيروز غاندي ١٩٤٢ زميل دراستها في أكسفورد، الذي كان يدرس الاقتصاد، وانفصلا في عام ،١٩٤٦ولديها ولدان هما"راجيف وسانجاي".

كانت رئيس وزراء الهند لثلاث فترات متوالية من ١٩٦٦ إلى ١٩٧٧ ولفترة رابعة من ١٩٨٠ حتى اغتيالها في مثل هذا اليوم من عام ١٩٨٤، كانت أول امرأة "وحتى الآن المرأة الوحيدة" بالهند تتولى منصب رئيس الوزراء.

نجحت أنديرا في أثناء فترة حكمها للهند في إدخال بلادها عصر التكنولوجيا والعلوم، وفي تعزيز قدرتها العسكرية وبناء جيش قوي وقامت الهند إبّان حكمها بأول تفجير نووي عام ١٩٧٤ كذلك نجحت في تعزيز مكانة الهند الدولية بمواصلة سياسة عدم الانحياز، التي كان والدها أحد أقطابها، وبدعم حركات التحرر الوطني في العالم. وفي أثناء سنوات حكمها تطورت علاقات التعاون بين الهند والبلدان العربية في مختلف المجالات.

واتخذت أنديرا موقفًا مساندًا لحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة، وقامت بإصلاحات اقتصادية في الداخل مست في بعض الأحيان مصالح الإقطاعيين وكبار الرأسماليين. وقد أثارت سياساتها الداخلية والخارجية عداوات شديدة لها في الداخل والخارج، وتعرضت أكثر من مرة لمحاولات اغتيال. وأظهرت التحقيقات التي جرت لبعض المتآمرين ارتباطهم بقوى معادية من خارج البلاد.

وبعيد اغتيالها اختار مجلس الوزراء ولدها راجيف "١٩٤٤ - ١٩٩٤" رئيسًا لوزراء الهند، وشهدت البلاد بعدها اضطرابات عنيفة بين السيخ والهندوس، استلزمت نزول الجيش إلى الشوارع للسيطرة.

أما عن مؤلفة الكتاب كاثرين فرانك: وُلدت وتعلمت في الولايات المتحدة، وكتبت ثلاث سير شهيرة: سيرة حياة "لوسي دوف جوردون" و"إميلي برونتي" و"ماري كينجزلي". عملت كاثرين أستاذة في جامعات مختلفة بغرب إفريقيا والشرق.