أطفال رُضّع ونساء حوامل.. إرهاب إسرائيل لا يميّز بين سكان غزة

لا تتوقف المآسي الإنسانية مع كل ثانية تمر على الجرائم التي تنفذها قوات الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة والممتدة منذ أكثر من أسبوعين، فصور الأطفال والنساء الحوامل ومعاناتهم لم تعد تغيب عن الأذهان، بل باتت حديث وسائل التواصل الاجتماعي.

أكثر من 20 يومًا مرت على العملية العسكرية التي أطلقتها قوات الاحتلال مستهدفة قطاع غزة ردًا على هجمة "طوفان الأقصى" التي استهدفت غلاف غزة في السابع من أكتوبر الجاري، ارتكبت خلالها قوات الاحتلال جرائم إبادة جماعية في حق المدنيين من سكان القطاع.

ما يُوصف بعقوبات إسرائيل على الفلسطينيين، ردًا على هجوم حماس على غلافها، لا تنتهي بتدمير منازل أهالي القطاع على رؤوس ساكنيها، ولا بتشريدهم في المستشفيات والمدارس وبيوت الأقارب، حيثُ تُقتل الأرواح دون تمييز بين أطفال رُضّع ونساء حوامل.

فمع استمرار سقوط القنابل على غزة وسط الصراع المستمر بين إسرائيل وقوات المقاومة الفلسطينية، تواجه آلاف النساء احتمال الاضطرار إلى الولادة في منطقة الصراع، حيث يفتقرن إلى الماء والغذاء والحصول على الأدوية المنقذة للحياة، وفقا لخبراء طبيين.

الأطفال تراقب غارات الاحتلال

وفي خضم الحرب، يُراقب الأطفال الصغار، غارات الإحتلال، أملًا أن يهربوا منها وينجون دون إصابات، بينما تصعد أرواح الأطفال الرُضّع قبل أن يُشاهدوا شعاع السماء حتّى، وتُسابق الصحف وتُسطّر العناوين بمقتلهم نتيجة القصف الإسرائيلي الذي يقع أينما كانوا.

صندوق الأمم المتحدة للسكان قدّر أن هناك 540.000 امرأة في سن الإنجاب تعيش في غزة، من بينهن 50.000 حامل حاليا، ومن المتوقع أن يلدن 5.500 في الشهر المقبل. 

وتواجه هؤلاء النساء تحديات كبيرة وسط الحصار، حيث لا يقتصر الأمر على افتقارهن إلى إمكانية الوصول إلى خدمات الولادة الآمنة ونفاد مخزون الإمدادات المنقذة للحياة فحسب، بل يفتقرن أيضًا، مثل جميع المدنيين في غزة، إلى الملاذ من القصف والحصول على الغذاء والماء.

تحذيرات منظمة الصحة من انهيار النظام الصحي في غزة

وحذرت منظمة الصحة العالمية الأسبوع الماضي من أن النظام الصحي في القطاع بأكمله على وشك الانهيار، مضيفة أن التأثير سيكون مدمرا على المرضى الأكثر ضعفا، بما في ذلك الجرحى الذين يحتاجون إلى جراحة منقذة للحياة، والمرضى في وحدات العناية المركزة، والأطفال حديثي الولادة، اعتمادا على الرعاية في الحاضنات.

وقال ألين من صندوق الأمم المتحدة للسكان إن النساء الحوامل في غزة "يواجهن تحديات لا يمكن تصورها"، قائلًا إن القصص التي سمعها من غزة "مروعة".

حصار شامل على غزة

وبدأت إسرائيل "حصارها الشامل" على غزة بعد أن نفذت حركة حماس بقطاع غزة صباح السبت 7 أكتوبر الجاري، هجومًا مباغتًا على إسرائيل، شمل إطلاق صواريخ وعمليات تسلل برًا وبحرًا وجوًا، في عملية سُميت بـ"طوفان الأقصى"، فيما أمرت إسرائيل بفرض حصار كامل على القطاع، يشمل قطع المياه والكهرباء.

ويخضع سكان غزة لحصار إسرائيلي أدى إلى قطع الغذاء والماء والدواء والكهرباء منذ أن اجتاحت الحرب البلاد في 7 أكتوبر.

ويعاني سكان المنطقة الذين يزيد عددهم عن مليوني نسمة من الغارات الجوية الإسرائيلية ومع تضاؤل الموارد منذ ذلك الحين.