رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أكاديمى يثمن جهود مصر لوقف التصعيد فى الأراضى الفلسطينية

حاتم الجوهري
حاتم الجوهري

ثمّن د. حاتم الجوهري، أستاذ الدراسات الثقافية المنتدب بالجامعات المصرية جهود الدولة المصرية في وقف التصعيد في غزة وما تقدمه القاهرة من أجل حل القضية الفلسطينية.

جهود الدولة المصرية لرفع الحصار عن غزة

وقال الجوهري لـ"الدستور": مع عملية 7 أكتوبر العسكرية التي قامت بها المقاومة الفلسطينية ورد الفعل "الإسرائيلي" بقصف المدنيين في غزة قصفا يدفعهم للجنوب باتجاه مصر، قامت مصر بعقد قمة القاهرة للسلام للتأكيد على ثوابت القضية الفلسطينية بمشاركة ممثلي الدول الإقليمية والعالمية، وحينما تعثر الاتفاق بين المشاركين العرب والدول الأوروبية على بيان موحد أصدرت الرئاسة المصرية بيانًا يطرح وجهة نظرها إزاء ما يحدث ويؤكد على الثوابت الفلسطينية والعربية.

في الوقت نفسه، رفضت القاهرة أن يكون معبر رفح ممرًا لخروج بعض المحتجزين لدى المقاومة الفلسطينية دون فتحه لإغاثة غزة المحاصرة ومدها بالوقود اللازم للمستشفيات وسبل الحياة، والأدوية والأغذية وطواقم الإغاثة الطبية، وخصصت مصر مطار العريش لاستقبال كافة مواد الإغاثة المرسلة إلى رفح، وتعاملت بضبط نفس شديد إزاء الاستفزازت "الإسرائيلية" وقصفها الجانب الفلسطيني من المعبر.

وتابع الجوهري عن جهود الدولة المصرية، في أزمة غزة الحالية: وأعلنت القاهرة رفضها التام لتصريحات بعض المسئولين في "إسرائيل" لتهجير الفلسطينيين إلى سيناء مثلما كانت تطرح صفقة القرن، وأكدت على رفضها تصفية القضية الفلسطينية عبر مشروع التهجير/ الترانسفير لسكان قطاع غزة وأعلن الأردن رفضه تهجير سكان الضفة إليه، وتوالت التصريحات المصرية والمقابلات والاتصالات مع دول العالم لطرح عدالة الرواية الفلسطينية ووجهة نظرها في الصراع، ورفض الرواية الزائفة التي تقدمها دولة الاحتلال.

وعن جهود الدولة المصرية في رفع المعاناة عن أهالي غزة لفت "الجوهري" إلى أن أمريكا المأزومة في حرب أوكرانيا تريد أن تمارسا تعويضا جيوسياسيا يرد على الصين وروسيا في المنطقة، فأرسلت حاملات الطائرات والمجموعات القتالية لتأمين درع صاروخي مثلما حدث في حرب الخليج الثانية ضد العراق لإخراجه من معادلة القوة العربية، وتحريض "إسرائيل" على الانتقام لتسترد صورتها الذهنية باعتبارها السوبرمان ممثل الحضارة الغربية في الشرق العربي المتخلف.

واختتم "الجوهري" تصريحاته حول جهود الدولة المصرية، لرفع المعاناة عن المحاصرين في غزة: مصر تبذل ما في وسعها للعمل في ظل كل التناقضات والأوضاع الاقتصادية الصعبة، لكننا في حاجة إلى مقاربات واجتهادات جديدة لضبط سياسات الهوية ومفاهيم الأمن القومي العربي مجددا، الاستقطابات التي تلت مرحلة ما بعد الثورات العربية في العقد الماضي لم نستطع تجاوزها بعد، ونحتاج إلى تصورات عاجلة لإعادة صف وبناء اللحمة العربية وموقفها الوجودي عامة في القرن الحادي والعشرين، فالسرديات الكبرى إرث القرن الماضي في مرحلة ما بعد الاستقلال تفككت، وعلينا أن نكون بالشجاعة للاعتراف وطرح البدائل وإلا سيكون الأمر صعبا على الجميع.