رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

حرب داخلية بين ساسة الاحتلال.. نتنياهو "المُبتلى بالفضائح"» يقع فى شر أعماله

نتنياهو
نتنياهو

دعا رئيس حزب الوحدة الوطنية الإسرائيلي، بيني جانتس، رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو إلى التراجع عن تصريحاته التي ألقى فيها اللوم على رؤساء أجهزة الأمن والمخابرات في عملية "طوفان الأقصى"، التي وقعت يوم 7 أكتوبر الجاري، في أول علامة علنية على التوترات والانقسامات داخل الحكومة الإسرائيلية مع تصاعد المطالب بإقالة نتنياهو، حسبما ذكرت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل".

ويقول جانتس: "هذا الصباح على وجه الخصوص، أريد دعم جميع قوات الأمن وجنود الجيش الإسرائيلي، بمن في ذلك رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، ورئيس المخابرات العسكرية، ورئيس الشاباك".

وأضاف: "عندما نكون في حالة حرب، يجب أن تكون القيادة مسئولة، وأن تقرر القيام بالأشياء الصحيحة ودعم القوات الأمنية بطريقة يمكنها من خلالها تنفيذ ما نطلبه منهم، وأي تصرف أو تعليق آخر يضر بصمود الشعب وقواته".

تفاقم الخلافات داخل إسرائيل بسبب نتنياهو  

وأوضحت الصحيفة العبرية أن تصريحات جانتس جاءت بعد منشور لنتنياهو عبر موقع X، أصر فيه على أنه لم يتلق أي تحذيرات بشأن "نوايا حرب" للفصائل الفلسطينية في أي مرحلة، مضيفًا "جميع الأجهزة الأمنية، بمن في ذلك رئيس المخابرات العسكرية ورئيس الشاباك، كانوا يرون أن حماس مترددة وتريد التوصل إلى تسوية".

وعلى جانب آخر، أكدت صحيفة "الجارديان" البريطانية، أنه بعد مرور 12 عامًا على تحرير الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، تحتجز حركة حماس أكثر من 220 إسرائيليًا، ويتعين على نتنياهو الآن أن يقرر الثمن الذي ترغب إسرائيل في دفعه مقابل عودتهم الآمنة، حتى لو كان ذلك ممكنًا أثناء شن حرب التي أسفرت عن استشهاد أكثر من 7 آلاف فلسطيني.

وتابعت أن نتنياهو يواجه نفس الضغط الشعبي الذي واجهه مع شاليط، ولكن على نطاق لم يكن من الممكن تصوره في السابق، لقد تكشفت هذه الكارثة في عهده، وبغض النظر عما يفعله الآن، فمن غير المرجح أن تحكم غالبية الإسرائيليين بلطف على زعيمهم المثير للانقسام والمبتلى بالفضائح، حيث يمكن أن تكتب هذه الأزمة نهايته.

وقال رئيس أركان جيش الاحتلال، ورئيس الشاباك، وجهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي، وحتى نفتالي بينيت، الذي كان رئيسًا للوزراء لمدة 12 شهرًا بعد إقالة نتنياهو لفترة وجيزة من منصبه في عام 2021، إنهم يتحملون المسئولية في 7 أكتوبر، والتي اندلعت بسبب اعتماد إسرائيل المفرط على التفوق التكنولوجي، والاستهانة بقدرات حماس وأهدافها، وكانت هذه التصريحات، التي أدلى بها يوم الأربعاء الماضي، هي أقرب ما توصل إليه نتنياهو من اعتذار، أو الاعتراف بأنه بعد ما يقرب من 20 عامًا في منصبه هو المسئول بأي درجة عن عدم الاستعداد الذي قوبل به هجوم حماس.

وأوضحت الصحيفة أن مصير نتنياهو أصبح على المحك، حيث يسعى من خلال حملة معقدة بالاستمرار في منصبه، تتضمن طرح القضايا الشائكة على الطريق مثل الغزو البري، الذي يخشاه الكثيرون في الحكومة الإسرائيلية، وخصوصًا وزير الدفاع والجنرالات، كما نصح حلفاء رئيس الوزراء الأمريكيين بالتأخير، خوفًا من أن يؤدي إرسال قوات برية إلى إنهاء إمكانية مفاوضات المحتجزين، وإشعال حريق أوسع نطاقًا في جميع أنحاء الشرق الأوسط يمكن أن يجذب إيران ويجعل القوات الأمريكية في مواجهة صعبة في الشرق الأوسط.

وتابعت أن إسرائيل كانت منقسمة بالفعل إلى معسكرين مؤيدين ومعارضين لنتنياهو، وتفاقمت التوترات بسبب عودته إلى منصبه العام الماضي على رأس ائتلاف يميني متطرف سعى إلى تقويض النظام القضائي في البلاد، وحتى الناخبون المؤيدون له يتخلون الآن بأعداد كبيرة عن حزب الليكود الذي سيطر لفترة طويلة، حيث تشير استطلاعات الرأي إلى أن أربعة من كل خمسة يتهمون الحكومة بالمسئولية عن أحداث 7 أكتوبر، وأكثر من نصفهم يريدون استقالة نتنياهو، وقد تعرض وزراؤه للصراخ من قبل أفراد غاضبين من الجمهور أثناء زياراتهم للمستشفيات والمجتمعات المتضررة.