رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"ابن سعد البار".. تفاصيل الأسباب التاريخية لـ"لكتاب الأسود" لمكرم عبيد

مكرم عبيد
مكرم عبيد

تحل هذه الأيام ذكرى ميلاد وليم مكرم عبيد باشا (25 أكتوبر 1889 - 5 يونيو 1961)، وهو السياسي والمحامي والمفكر مصري.. توثقت صلاته بـسعد زغلول بحيث خلع عليه لقب "ابن سعد البار"، وهو اللقب الذى كن وراء وضعه كتابه الوحيد الذى أثار أزمة كبيرة فى الشارع السياسي المصري.

وصدر الكتاب تحت عنوان «الكتاب الأسود في العهد الأسود» وتضمن فضائح حزب الوفد ورئيس  الوزراء مصطفى النحاس باشا وطاقم حكومته في عام 1943، وأغضب الملك فاروق، وطالبت المعارضة الملك بمحاسبة النحاس، وهدّد الملك بإقالة الحكومة ولكن السفير البريطاني رفض، إلا أن النحاس قام من خلال البرلمان بالرد على الاتهامات التي ساقها عبيد في كتابه.

الكتاب الأسود في العهد الأسود

واقعة حصار قصر عابدين الدافع وراء صدور "الكتاب الأسود"

قصة كتاب مكرم عبيد الأسود تعود لانقلابه على الوفد والنحاس باشا في 1942، ومن هنا جمع الاستثناءات التي حدثت على يده هو نفسه في هذا الكتاب؛ حيث وردت بعض التفسيرات لمؤرخين حيال الأسباب التي دفعت بصدور الكتاب الوحيد لمكرم عبيد، ومنها أن الملك فاروق نفسه هو من أمر بطبعه بشكل سري وتسلم نسخا منه في الوقت الذي توزع فيه علي أعضاء الوفد، كرد فعل لما قام به النحاس باشا وقت تشكيل وزارته الرابعة فى أعقاب حصار الإنجليز لقصر عابدين بالدبابات وفرضهم علي الملك فاروق احد خيارين؛ أما تكليف النحاس بتولي الحكم وإما تنازله عن العرش.

تلك الواقعة لم يغفرها الملك فاروق للنحاس ولا للإنجليز رغم أنه وقت حدوثها كان لا يزال يتمتع بقسط وافر من الشعبية بحيث نال عطف أغلبية المصريين الذين عدّوا ماحدث اعتداء على كرامة البلاد واستقلالها، مما أدي إلي مساس بشعبية زعيم  حزب الوفد الذي كان قد تشكل قبيل ثورة 1919 برئاسة سعد زغلول.

الكتاب صيغ فى صورة عريضة موجهة للملك 

بالنظر إلى "الكتاب الأسود فى العهد الأسود" نجد انه صيغ في صورة عريضة موجهة للملك فاروق؛ ويقع الكتاب في 320 صفحة، وينقسم إلى سبعة فصول في استغلال النفوذ للحصول على الثراء عن طريق الأوقاف، والانتفاع الشخصي من أملاك الدولة ضمن المصلحة العامة، والتستر على بعض أصهار النحاس باشا وأنصاره، ورخص التصدير وصفقات التحويل وتفشى الوساطة والرشوة والصفقات التجارية ووظائف الحكومة.

ويكشف مكرم عبيد فى كتابه أن رجال النحاس فتحوا خزائن المال والتموين للأقارب والأبناء، وأن أبناء النحاس هددوه بإخراجه من وزارة التموين إذا تصدي لصفقاتهم المشبوهة، وأن رئيس الحكومة النحاس حاول منعه من التحقيق في جنحة تهريب ضد أبنائه وتقديمه للمحاكمة العسكرية.