رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

من فؤاد حداد للكابتن غزالي.. كيف واجه شعراء العامية المصرية مجازر الكيان الصهيوني

جريدة الدستور

يعتبر الشعر السياسي على وجه التحديد، انعكاسا للقضية بصورتها الأجمل أيا كان نوعها، فهو التأكيد المطلق أن الكلمة عصية على الموت، وأن القصيدة يمكن أن تتحوّل إلى رصاصة لا تُقهر بوجه الاحتلال والظلم.

 

وفي التقرير التالي نتحدث عن كيف واجه شعراء العامية المصرية رصاص الكهيان الصهيوني

 

 شعر العامية يواجه الصهيونية

 

قال الكاتب والشاعر محمد علي عزب، لـ"الدستور"، إن شعر العامية لعب دورا ثقافيا وتوعويا هاما في مواجهة الصهيونية وكانت أكثر الفترات التي تجلّت فيها القصيدة العامية المواجهة للكيان الصهيوني هي الفترة الممتدة من هزيمة يونيو 1967 حتى  نصر أكتوبر1973م، حيث بعد الهزيمة مباشرة كتب فؤاد حداد قصيدة: "الأرض بتتكلم عربي" التي غناها سيد مكاوي للتأكيد على هوية الأرض.

 

وأضاف لـ"الدستور": "وفى سنة 1969م أصدر فؤاد حداد  ديوان "من نور الخيال وصنع الأجيال فى تاريخ القاهرة"، الذى غنّى قصائده سيد مكاوى فى الإذاعة ضمن الاحتفالات بمرور ألف عام على اٍنشاء مدينة القاهرة، وقد حشد فؤاد حداد قصائد هذا الديوان بالرموز والأحداث التاريخية، بهدف اٍيقاظ ذاكرة الانتصارات العربية والخروج من حالة الاٍحباط التى سببتها هزيمة يونيو، وعقب انتصار أكتوبر كتب فؤاد حداد العديد من القصائد عن نصر أكتوبر فى ديوانيه "المسحراتى" و"كلمة مصر" ومنها "قوة الشهداء"، و"جندى فى قلب الميدان" و"أجمل ما فى الدنيا".

صلاح جاهين: “الدرس انتهى لموا الكراريس”

وحول صلاح جاهين قال محمد على عزب، إنه كان رفيق درب  الشاعر فؤاد حداد فقد دخل بعد هزيمة يونيو 1967م فى حالة اكتئاب واٍحباط، فهو شاعر ثورة يوليو 1952م التى غنى لها وكان مؤمنا بها، وكانت هزيمة يونيو 1967م طعنة فى قلب ثورة يوليو 1952م، انهارت على إثرها كل الأحلام التى كان يغني لها جاهين، ورغم هذا الاكتئاب والاٍحباط اٍلاّ أن جاهين فى تلك الفترة كتب أروع قصائده الوطنية وهى قصيدة "على اسم مصر" وعقب انتصار أكنوبر كتب جاهين قصيدة "أكتوبر" التي خرج فيها من حالة الاٍحباط، ثم قصيدة "لموا الكراريس" التي يصور فيها وحشية العدو الصهيوني في قصف مدرسة "بحر البقر" وأننا لم نستسلم وسنظل منتصرين. 

الأبنودي.. عدى النهار 

 كتب الشاعر عبد الرحمن الأبنودى بعد هزيمة يونيو مباشرة أغنية "عَدّى النهار" كما كتب عدة أغاني بعد نصر أكتوبر على رأسها أغنية "يابيوت السويس"، وكتب الأبنودي قصيدة “الاسم المشطوب” اعتراضا على اتفاقية كامب ديفيد مع الصهاينة.

الكابتن غزالي: “بينا يلا بينا نحرر أراضينا”

 ومن أكثر شعراء العامية الذين ارتبطت أشعارهم ارتباطا وثيقا بالمقاومة فى مدينة السويس الشاعر المناضل كابتن غزالي، الذى رفض أن يغادر مدينة السويس بعد هزيمة يونيو وانضم للمقاومة الشعبية، وأسس فرقة "أولاد الأرض" التى كانت تلهب حماسة المصريين بأشعار وأغانى المقاومة التى كتبها كابتن غزالى، وكانت المقاومة بالنسبة له تجربة حياتية امتزجت فيها أنغام آلة السمسمية ذات الخمسة أوتار سليلة آلة الهارْب الفرعونية بصوت المدافع، وللكابتن غزالي ديوان كبير عنوانه "ديوان كابتن غزالي" به قصائده وأغانيه الخاصة بمقاومة العدو الصهيوني والتي منها " “بينا يلا بينا نحرر أراضينا”.