رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"ماعت": يجب ضرورة الكف عن سياسة المعايير المزدوجة فى التعامل مع الحرب على غزة

 أيمن عقيل الخبير
أيمن عقيل الخبير الحقوقي ورئيس مؤسسة ماعت

أصدرت مؤسسة ماعت للسلام والتنمية وحقوق الإنسان تقريرا جديدا بعنوان "المعايير المزدوجة والسياسات الانتقائية: الرؤية الغربية للحرب على قطاع غزة وأوكرانيا"، وركز التقرير على السياسات التي اتبعتها الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية إزاء الحرب على قطاع غزة المتواصلة منذ يوم 7 أكتوبر 2023 وحتى الآن، لا سيما السياسات والإجراءات الانتقائية ناحية المتظاهرين الداعين لوقف إطلاق النار ورفض الانتهاكات الجسيمة التي تقوم بها قوات الاحتلال الإسرائيلي

وعقد التقرير مقارنة بين هذه السياسات ومثيلتها التي اتخذتها الدول بعد نشوب الحرب الروسية على أوكرانيا في فبراير 2022. وقال التقرير إن الرواية الغربية السائدة تتمثل في أن إسرائيل لها الحق في الدفاع عن نفسها مع تجاهل الانتهاكات الجسيمة التي يؤدي إليها القصف المدمر التي يقوم به سلاح الجو الإسرائيلي والذي راح ضحيته الآلاف من الفلسطينيين، 70% منهم من المدنيين لاسيما النساء والأطفال مع تدمير ما يقترب من نصف البنية التحتية المدنية في قطاع غزة، وهو ما يجعل أي جهود لإعادة الأعمار تحتاج لسنوات.

وتوصل التقرير إلى نتيجة مفادها أن الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية لجأت إلى معايير مزدوجة وسياسات غير عادلة وانتقائية حيث رحبت بالتظاهرات التي دعمت إسرائيل ودعت لحظر التظاهرات التي أيدت القضية الفلسطينية، وأشار التقرير إلى أن هذه المعايير تخالف الحقوق الواردة في المعاهدات والمواثيق الدولية لا سيما الحق في التجمع السلمي والحق في حرية الرأي والتعبير. 

كما لفت التقرير الانتباه إلى أن الشركات التكنولوجية اتبعت معايير مزدوجة هي الأخري في التعامل مع المحتوى الفلسطيني مقارنة بالتعامل نفسه مع المحتوى الإسرائيلي بعد الحرب على غزة، وأضاف التقرير أن الشركات بما تشمله من منصات مثل فيسبوك وانستجرام قيدت وصول الجمهور إلى المنشورات الداعمة لفلسطين في الوقت الذي روجت فيه للمنشورات الداعمة لإسرائيل حتى لو كانت تحض على العنف.

 حقوق الإنسان غير قابلة للتجزئة ولا يمكن منحها لفئة وانتزاعها من أخرى

في هذا السياق، قال أيمن عقيل، الخبير الحقوقي ورئيس مؤسسة ماعت إن حقوق الإنسان غير قابلة للتجزئة ولا يمكن منحها لفئة وانتزاعها من فئة أخري مهما كانت الذرائع. وانتقد عُقيل ما أقدمت عليه الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية من احتجاز تعسفي لبعض المشاركين في التظاهرات المؤيدة لفلسطين والداعية لوقف إطلاق النار وإنهاء القصف الوحشي على قطاع غزة وطالب عقيل بإطلاق سراح هؤلاء المشاركين دون قيد أو شرط.

 السياسات التمييزية التى أقدمت عليها الدول الغربية ستعمق خطابات الكراهية فى هذه المجتمعات

من جهته، قال شريف عبد الحميد، نائب رئيس مؤسسة ماعت لشئون الأبحاث والدراسات، إن السياسات التمييزية التي أقدمت عليها هذه الدول ستعمق خطابات الكراهية داخل المجتمعات الغربية. ودعا عبد الحميد إلى منح المقيمين في المجتمعات الغربية فرص متساوية للتعبير عن آرائهم بحرية. وطالب الدول الغربية بما في ذلك الولايات المتحدة فورا بضرورة وقف المعايير المزدوجة والكيل بمكيالين في التعامل مع الحرب على قطاع غزة.

وطالبت مؤسسة ماعت بضرورة اتباع شركات التكنولوجيا سياسات عادلة وغير انتقائية في التعامل مع المحتوى الفلسطيني على منصات التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك وإنستجرام، مقارنة بالمحتوى الإسرائيلي، والتوقف عن الفصل التعسفي للأشخاص المتعاطفين مع غزة وعودتهم إلى العمل بأسرع وقت ممكن.