رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الوسيط الموثوق.. لماذا نجحت مصر في خلق "مسار آمن" لعبور أزمة غزة؟

جريدة الدستور

نجحت الجهود المكثفة التي تبذلها مصر من إطلاق سراح محتجزتين  كانتا بحوزة حركة حماس الفلطسينية داخل قطاع غزة المحاصر.

وأفرجت حماس، في ساعة متأخرة من مساء أمس، الاثنين، عن محتجزتين كانتا لديها، قائلة إن ذلك جاء بجهود مصرية، في ظل الخطوات الضخمة التي تتخذها القاهرة من أجل احتواء التوترات الحالية داخل غزة، والعمل على إعادة الهدوء.

مصر “وسيط موثوق ونزيه"

نجاح الجهود المصرية في الإفراج عن المحتجزتين يأتي في إطار الدور المصري التاريخي الراسخ كوسيط موثوق ونزيه في المنطقة، لاسيما في جولات التصعيد السابقة بين إسرائيل والحركات الفلسطينية.

وتتمتع مصر بثقل واضح لدى أطراف الصراع الحالي سواء الجانب الإسرائيلي أو الجانب الفلسطيني، وكذلك  لدى الأطراف الإقليمية والدولية مثل الولايات المتحدة الأمريكية.

وساهم نجاح الجهود المصرية في اتخاذها لقرارات حاسمة، منها إدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى أهالي غزة، وتكثيف جهودها بالعمل على العودة إلى التهدئة ووقف إطلاق نار حتى ولو بشكل إنساني.

مسار آمن

ويعد مسار إطلاق سراح الرهائن يوساطة مصرية هو الأفضل، فشملت الجهود المصرية تأمين مسار لتسليم المجتجزتين عبر منظمة الهلال الأحمر الدولي في الجانب الفلسطيني، والتي بدورها أوصلتهما عبر معبر رفح إلى الجانب المصري.

ويعتبر المسار المصري هو الأمثل عن مسارات أخرى من حيث الأمان والثقة، بجانب الصقة التي يحظر بقى من كافة الأطراف المنخرطة في الصراع مثل إسرائيل وحركة حماس، أو المؤثرة فيه مثل أمريكا.

وكذلك، فإن الطرق المؤدية إلى معبر رفح تتمتع بظروف آمنة كافية لنقل المحتجزتين، وهو ما يعد ميزة أخرى تتمتع بها مصر كوسيط، مما يضمن سلامة المجتجزتين خلال عملية النقل، كما يضمن استقبال الهلال الأحمر المصري لهما تلقي الرعاية الكاملة والفورية، خاصة في ظل الظروف الصحية التي تمران بها المحتجزتين.

“تهدئة غزة” هي الأولوية المصرية الآن

وتجسد هذه الجهود الملحوظة التزام مصر الدائم بتعزيز السلام والاستقرار في المنطقة، وأن الأولوية المصرية هي إحلال السلام والتوصل إلى تسويات سلمية، حيث تلعب القاهرة دورًا حاسمًا في تحقيق هذه الأهداف.

وتؤكد مصر دائمًا على استعدادها الكامل للتعاون مع الجهات الدولية لتحقيق هذا الهدف الإنساني  في المقام الأول، بوقف إطلاق النار واستمرار دخول المساعدات إلى الفلسطينيين داخل غزة، وهي أهداف يتطلع الجميع إلى نجاحها بشكل كامل، لمنع توسيع رقعة التصعيد العسكري في المنقطة.