رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

حرب بالوكالة وركود يُهدد العالم.. سيناريوهات الصراع في الشرق الأوسط

غزة
غزة

أثار تصاعد الأحداث في فلسطين مخاوف من اشتعال حرب إقليمية متعددة الأطراف في الشرق الأوسط، في ظل جرائم الحرب التي ترتكبها قوات الاحتلال ضد المدنيين من أهالي قطاع غزة، وما قد يترتب على تلك الحرب من ركود في الاقتصاد العالمي.

وكشف خبراء عن حجم المخاوف المتزايدة لدى المستثمرين من تبعات اشتعال الأحداث في الشرق الأوسط..

مستثمرون أجانب يراقبون الحرب بالشرق الأوسط

ووفقًا لتقارير دولية فإن المستثمرين العالميين يراقبون عن كثب، ما إذا كانت الحرب بين إسرائيل وحماس ستمتد إلى بقية المنطقة، ولكن في الوقت الحالي، يظل المستثمرون أكثر تركيزا فيما يتعلق بقرارات البنك الاحتياطي الفيدرالي المتعلقة بالفائدة.

ووفقًا لتقرير “بلومبيرج”، رصد 3 سيناريوهات حول مسارات الاقتصاد العالمي وفقا للتصعيد الحالي في الأراضي الفلسطينية.

السيناريو الأول: بقاء الصراع داخل غزة

في حال فرضت الولايات المتحدة عقوبات على إيران دون تدخل طهران رسميا الحرب، فقد تشهد الأسواق زيادة أسعار النفط ما بين 3 إلى 4 دولارات، وذلك في حال تأثر إنتاج طهران النفطي بعد زيادة بما يصل إلى 700 ألف برميل يوميا هذا العام.

وفي هذا السيناريو، أشار التقرير إلي أن التأثير سيكون على الاقتصاد العالمي في ظل هذا السيناريو ضئيلا، خاصة إذا قامت دول أخرى من أوبك بتعويض البراميل الإيرانية المفقودة باستخدام طاقتهما الاحتياطية.

السيناريو الثاني: توسع دائرة الحرب خارج فلسطين

أما في حال امتد الصراع إلى لبنان وسوريا، فيزيد ذلك من احتمال نشوب صراع مباشر بين إسرائيل وإيران وسوف ترتفع التكلفة الاقتصادية، مما سيؤدي على الأرجح إلى ارتفاع أسعار النفط.

ويأتي التأثير الاقتصادي العالمي في هذا السيناريو من صدمتين الأولي قفزة في أسعار النفط بنسبة 10%، وتأثر الأسواق المالية تزامنا بالمخاطر التي تشابه ما حدث خلال الربيع العربي، حيث لا يستبعد التقرير أن يشهد العالم احتجاجات شبيهة بالربيع العربي بحال تفاقمت الحرب.

ويمثل هذا السيناريو بانخفاض النمو العالمي في العام المقبل بنسبة 0.3 نقطة مئوية أي نحو 300 مليار دولار، وهو ما من شأنه أن يبطئ وتيرة النمو إلى 2.4%، وباستثناء أزمة كوفيد 2020 والركود العالمي في عام 2009، سيكون هذا هو الأضعف منذ ثلاثة عقود.

كما أن ارتفاع أسعار النفط من شأنه أن يضيف نحو 0.2 نقطة مئوية إلى التضخم العالمي، مما يبقيه بالقرب من 6%، ويواصل الضغط على محافظي البنوك المركزية لإبقاء السياسة النقدية متشددة حتى في ظل النمو المخيب للآمال.

السيناريو الثالث: حرب ما بين إسرائيل وإيران

وفي حال حدوث صدام مباشر بين إيران وإسرائيل وهو السيناريو ذات الاحتمال الضعيف، ولكنه خطير ويمكن أن يكون سببا لركود عالمي، ومن شأنه ارتفاع أسعار النفط وانخفاض الأصول الخطرة أن يوجها ضربة قوية للنمو الاقتصادي العالمي، مما قد يعني ارتفاع التضخم.

وفي هذه الحالة، قد لا تستطيع الطاقة الإنتاجية الفائضة في دول "أوبك" ومنها السعودية والإمارات يانقاذ الموقف، خاصة إذا قررت إيران إغلاق مضيق هرمز، الذي يمر عبره خمس إمدادات النفط العالمية اليومية، فسيكون هناك أيضا زيادة في نسبة تخارجات من الأصول عالية المخاطرة في الأسواق المالية، ربما يمكن مقارنته بارتفاعات مؤشر "VIX" في عام 1990 عند 16 نقطة حينها.

حرب مستمرة وسقوط عدد من أكبر من الشهداء

أكد سيميون باغداساروف الباحث السياسي الروسي في مشاكل الشرق الأوسط وآسيا الوسطى، أن الوضع العسكري السياسي في الشرق الأوسط يتطور بشكل ديناميكي، ولا يزال من الممكن نشوب حرب كبرى تشمل العديد من دول المنطقة. 

وكشف باغداساروف عبر قناته علي التليجرام عن ثلاثة سيناريوهات محتملة.

السيناريو الأول، ان إيران وحزب الله والجماعات الأخري في سوريا والعراق لن تتدخل تحت ضغط الولايات المتحدة وبريطانيا، في الصراع، ولكنهم في هذه الحالة، سيفقدون مكانتهم في العالم الإسلامي، الأمر الذي سيؤدي إلى شطب العديد من إنجازات إيران الأخيرة.

السيناريو الثاني، وهو أن يتدخل جميع خصوم إسرائيل، بما في ذلك التشكيلات الشيعية في سوريا والعراق، بدعم غير مباشر من إيران، في الصراع بين إسرائيل وفلسطين، ويشنوا عمليات عسكرية واسعة النطاق على حدود إسرائيل مع لبنان وسوريا، ويطلق الحوثيون صواريخ وطائرات مسيرة على أهداف إسرائيلية استراتيجية.

وأشار باغداساروف أنه في حال حدوث السيناريو الثاني، ستستخدم الولايات المتحدة وبريطانيا مجموعاتهما في شرق البحر الأبيض المتوسط ​​لضرب سوريا ولبنان والعراق، مثل هذه العمليات من قبل الأنغلوساكسونيين يمكن أن تسبب عاصفة في العالم الإسلامي، ما قد يؤثر على أمن الولايات المتحدة وبريطانيا خارج نطاق الشرق الأوسط.

وحول السيناريو الثالث،  هو انتهاء التصعيد سلميا نتيجة للمفاوضات الجارية خلف الكواليس، لكن في الوقت الحالي، الأمل ضعيف في التوصل إلى حل وسط.

وحول الاجتياح البري التي أعلنته إسرائيل، قال  باغداساروف إن الأمر لن يكون سهلًا بالنسبة للجيش الإسرائيلي، وستستمر هذه العملية فترة طويلة، وتتسبب بخسائر بشرية فادحة، ربما أكثر مما سقط في معركة الموصل.