رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

نشوى فتحي: "نساء الخديوي إسماعيل" كتاب يرصد تاريخ المرأة من بيت الحريم لمشاركتها في ثورة 19

نساء الخديوي إسماعيل
نساء الخديوي إسماعيل

يصدر قريبا عن دار أم الدنيا للدراسات والنشر كتاب “ نساء الخديوي إسماعيل.. دراسة في دواف الوقف ” للكاتبة والأكادمية الدكتور نشوى فتحي.

قالت الكاتبة والأكاديمية نشوى فتحي للدستور " هناك كثير من المراجع والمصادر التى تكلمت عن الخديو إسماعيل وعن فترة حكمه، منهم من يمجد فيه ومنهم من ينقد فترته باستياء شديد وذلك للنهاية المأساوية التي مرت بها مصر من كثرة الديون من الدول الأجنبية وعدم المقدرة على السداد والذي نتج عنه الاحتلال الإنجليزي على مصر في 1882م.

وتابعت فتحي: "هناك أعمال كثيرة تناولت نزوات إسماعيل وبذخه ومحاكاته لزعماء فرنسا في أبهة الحكم من ملبس ومسكن وامتلاك الثروات له ولأسرته، مما جعلني أقرأ عنه وعن تاريخه.

ولفتت إلى أن "وكان ارتكازي على نسائه ونساء أسرته في فترة حكمه وما قمن به من أدوار عادت على المجتمع المصري بالنفع والتغيير خاصة في وضع المرأة المصرية، التي كان وجودها قاصرًا على البيت ومراعاة الزوج والأولاد أو مساعدة زوجها في الفلاحة فقط وغير مسموح لها بأكثر من هذا.

وأشارت: "عندما شرعت الأميرة جشم هانم زوجة الخديوإسماعيل في إنشاء مدرسة للبنات كانت أول مدرسة تم بنائها للبنات فقط والتي أوقفت عليها أراضي زراعية ذات مساحات كبيرة، وقاومت رفض الأهالي لإرسال بناتهن للتعليم بإرسال جواريها وجواري أصدقائها للمدرسة للتعليم، وابتدت الطفرة الحقيقية من هنا تعلمت المرأة وتوظفت وأصبحت طبيبة ومحامية وصحفية وأديبة وعلى سبيل المثال وليس الحصر لبعض السيدات اللاتي تخرجن من هذه المدرسة وهن نبوية موسى وملك حفني ناصف، والتى لقبت بباحثة البادية وغيرهما كثيرات، ومن طالباتها من وقفن وتظاهرن في ثورة 1919م وكانت المرة الأولى التى أصبح للمرأة صوت عالي ينادي بالحرية والاستقلال، ومن هنا انطلقت الحركة النسائية أو النسوية.

وإذا كان ارتكازي على دور نساء القصور من زوجات وأمهات ومحظيات وجواري وما قمن به من أعمال خيرية متمثلة في الأوقاف الخيرية وبعض الأوقاف الأهلية والتى آلت فيما بعد لعامة الناس، إلا أن الأعمال الخيرية شملت جميع طبقات النساء في المجتمع على قدر استطاعتهن مما جعل لهن بصمات لها أثر كائن حتى الآن.

وأكدت فتحي على أن "كان من الضروري من وجهة نظري شرح طبيعة الحياة داخل جناح الحريم، والتي كان لها الأثر في هذه الخيرات والمبرات، وأيضًا لاستنتاج الدوافع الحقيقية وراء هذه الأوقاف، وتبين أن من أهم الدوافع كان الدافع الديني والدافع النفسي لنساء هذه الأسرة الحاكمة في رغبتها لاستجلاب محبة قوى الشعب وترديد اسمها والدعاء لها، وأنها بذلك قد تساوت مع الرجل في الثواب ومحبة الناس.

أوضحت "فتحي": أستطيع أن أجسد التاريخ بمعانيه الحقيقية، فقد تحدثت في الفصل الخامس عن دور العمارة في كيفية توظيف الأوقاف، لأن العمارة مرآة صادقة عن عادات وتقاليد ومدى إمكانياتهم وكرمهم والمتمثل في فخامة مبانيهم والصرف عليها وكيف اختلفت مباني أوقافهن عن غيرها من المباني التي سبقتهم.

وختمت: "كان هدفي الأساسي من هذا الكتاب هو إظاهر الدوافع الضمنية وراء هذه الأعمال والأوقاف الخيرية من قبل نساء الخديو إسماعيل، وهل كان المصريين يعيشون في نفس المستوى الاجتماعي والثقافي والمادي الذي كانت تعيشه الأسرة العلوية؟، بالطبع لا فكان عامة المصريين يعيشون في فقر واحتياج طول الوقت لعطايا أولياء النعم وهم الأسرة العلوية من نساء ورجال في مختلف فترات حكمهم لبلادنا.