رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

هل تلغى إسرائيل الغزو البرى بسبب الأسرى لدى حماس؟

قوات الاحتلال
قوات الاحتلال

قال المحلل العراقي محمد علي الحكيم إن تداعيات الحرب التي تشنها قوات الاحتلال على قطاع غزة ستكون كارثية على المنطقة بل ستمتد للعالم، لافتًا إلى أن الوضع اقترب من اندلاع حرب إقليمية طاحنة في الشرق الأوسط، قد تحرق الأخضر واليابس وربما ستمتد لحرب عالمية، لا سيما بعدما أصبح العالم متعدد الأقطاب بعد الحرب الأوكرانية الروسية، على حد قوله.

أوراق الضغط الفلسطينية

وأشار الحكيم، لـ"الدستور"، إلى أنه بالرغم من تهديدات الاحتلال بتصفية القضية الفلسطينية والقضاء على حركة حماس، إلا أن هناك أوراقًا كثيرة يمكن أن يناور بها محور حركة حماس والفصائل الفلسطينية، أبرزها ملف الأسرى الإسرائيليين الذين يشكلون ورقة ضغط على نتنياهو داخليا ودوليًا.

ويأتي حديث الحكيم، بينما تجمع العشرات من الإسرائيليين أمام منزل رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، مطالبين باتخاذ بخطوات جادة من أجل تحرير الأسرى الإسرائيليين.

كما كشفت وكالة بلومبيرج الأمريكية عن قرار الحكومة الإسرائيلية لاستمرار المفاوضات من أجل تحرير الأسرى، مما يلزم تأجيل العملية البرية المزعومة للقوات الإسرائيلية في قطاع غزة.

في السياق، يقول المحلل العراقي: "بناءً على ذلك يرجح أن ينتهى العمر السياسي الافتراضي لنتنياهو قريبًا، حيث إن عملية طوفان الأقصى أنهت تاريخه السياسي الأسود وقد يمثل أمام المحاكم بتهم عديدة بعد انتهاء الحرب".

أوراق الضغط الإسرائيلية

في المقابل، أشار علي الحكيم إلى أن هناك أوراقًا عديدة لإسرائيل تحاول أن تناور بها، أبرزها تحريك ملف داعش في بلدان محور المقاومة بالتحديد العراق وسوريا ولبنان، لتزلزل الجبهة الداخلية لكي تكون وسيلة ضغط على محور المقاومة لإلهاء الشارع والمقاومة في الداخل.

وأردف: "في نهاية المطاف إذا تم أي اقتحام بري على غزة، ستتغير جميع المعادلات السياسية والعسكرية وهنا جميع السيناريوهات لدى جميع محور المقاومة واردة للتنفيذ على أرض الواقع".

وفي الوقت الذي قدم فيه الكاتب الأمريكي البارز توماس فريدمان، نصائح للولايات المتحدة وإسرائيل، بعدم تنفيذ الغزو البري لغزة، وكشفه أن "واشنطن" لا تريد توسيع الحرب على النحو الذي يريده اليمين المتطرف الإسرائيلي، أشار المحلل العراقي للأمر نفسه.

وقال الحكيم: "التصريحات التي يُدلي بها المسئولون الأمريكيون تكشف عن أن أمريكا لا تريد توسيع رقعة الحرب لأنها تتعارض مع المصالح الأمريكية، وبالتحديد بالنسبة للرئيس الأمريكي جو بايدن، خلافًا لرغبة إسرائيل التي تريد توسيع رقعة الحرب وانخراط الولايات المتحدة والغرب في الحرب".

الحرب الإسرائيلية تتعارض مع المصالح الأمريكية

عن أسباب عدم رغبة الولايات المتحدة في توسيع الحرب، قال المحلل العراقي: "لا تريد توسيع رقعة الحرب، لأنه يتعارض ويتقاطع مع مصالح واشنطن بسبب انشغالها بساحات دولية أخرى، مثل الحرب (الأوكرانية الروسية) وكذلك الحرب الاقتصادية مع الصين".

وأردف: "أي اقتحام بري على غزة سيُغير جميع المعادلات في منطقة الشرق الأوسط، وسيجعل المنطقة أمام كابوس وبرميل بارود قد ينفجر في أي لحظة ويحرق المنطقة برمتها"، لافتًا إلى أن إسرائيل لا تبالي بهذا السيناريو في مقابل رغبتها للانتقام، واسترجاع هيبتها بعدما كشفت عملية طوفان الأقصى عن كذب مزاعم "أن إسرائيل الدولة التي لا تهزم".