رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

غزة.. إلى أين؟

الحجر الذي ألقته حماس يوم ٧ أكتوبر الماضي ليحرك الماء الراكد كان للأسف باهظ الثمن.. وأشك أن العواقب كانت محسوبة، بل هي ضربة يائس يعاني من إهمال العالم لحقوقه في أرضه التي سرقها واحتلها غاصب يفتقر لأدنى حدود الإنسانية وتسانده قوى عالمية شريرة تدّعي دومًا دفاعها عن حقوق الإنسان، وتصرفاتها عكس ذلك تماما.
ثمن الحجر المغامر الذي ألقته حماس هو تحرك الآلة الشيطانية الغاشمة لتحصد أرواح الفلسطينيين الأبرياء، وتتسبب في استشهاد عشرات الآلاف من المدنيين، ٧٠٪؜ منهم من النساء والأطفال.

اللعبة القذرة التي لعبتها قناة الجزيرة بنشر فيديوهات وصور في بداية المعركه تبين اعتداء وحشيا من شباب حماس المسلح على المستوطنين الإسرائيليين، مما أدى إلى تعاطف معظم بلدان العالم مع إسرائيل التي خرجت من صورة المحتل الغاصب إلى صورة الحمل الوديع الذي ينهش لحمه بقسوة الإرهابيون الداعشيون أعضاء منظمة حماس، لدرجة أن مجلس الأمن رفض إصدار بيان بوقف الإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني بحجة أن إسرائيل تدافع عن أمنها القومي.
لكن سرعان ما أظهر الله الحق.. فبعد قيام إسرائيل بقصف كنيسة ومستشفى المعمدانى، وقتلها المئات من الأبرياء العُزّل، قامت المظاهرات في كل أنحاء العالم تندد بوحشية ما حدث من إسرائيل، وانهالت المساعدات لصالح غزة بعد أن حوت ملاجئ "الأونروا" أكثر من خمسمائة ألف لاجئ فلسطيني بلا مأوي. 

تمخض الجبل فولد فأرا.. فبعد مليارات الدولارات التي تبرع بها جو بايدن، رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، لإسرائيل وأوكرانيا، وجدناه يتبرع لأهالي غزة بمبلغ ٢٠٩ ملايين دولار فقط ذرًا للرماد في العيون.

لاقت مبادرة السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي ترحيبا بالغا لعقد مؤتمر دولي موسع في العاصمة الإدارية الجديدة لاحتواء الأزمة قدر المستطاع، ولشرح كارثة تهجير أهل غزة إلى سيناء وأهل الضفة إلى الأردن لإنهاء القضية الفلسطينية.
ضمير العالم كله الآن على المحك.. ورحمة الله فوق الكل.. حفظ الله مصر ورحم شهداء غزة الأبرياء.