رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كيف تناول الأدب العربي القضية الفلسطينية .. 6 روايات تكشف

روايات
روايات

نالت القضية الفلسطينية اهتمام عدد كبير من الأدباء العرب، الذين انشغلوا لسنوات طويلة برصد هذه القضية في أعمالهم الروائية، التي لا تزال يتذكرها الكثيرون حتى الآن، وهو ما نرصده خلال السطور التالية..

زمن الخيول البيضاء 


رواية ملحمية استثنائية يتوج بها الشاعر والروائي الفلسطيني إبراهيم نصرالله مشروعه الروائي الكبير "الملهاة الفلسطينية" الذي بدأ العمل عليه منذ عام 1985، والذي صدر منه ست روايات لكل رواية أجوائها الخاصة بها وشخوصها وبناؤها الفني واستقلالها عن الروايات الأخرى.

تبدأ أحداث الرواية في الربع الأخير من القرن التاسع عشر وصولا لعام النكبة، أي إنها تمتد لأكثر من 129 سنة من تاريخ فلسطين الحديث، ويحاول إبراهيم نصر الله محاورة المفاصل الكبرى لهذه الفترة الزمنية الصاخبة بالأحداث بالغة التعدد، والصراع المرّ بين الفلاحين الفلسطينيين من جهة وزعامات الريف والمدينة والأتراك والإنجليز والمهاجرين اليهود والقيادات العربية من جهة أخرى.

عائد إلى حيفا 


تجسد هذه الرواية حب الأديب الفلسطيني غسان كنفاني للعودة إلى بلده، فهي تدور بمعظمها في الطريق إلى حيفا عندما يقرر سعيد وزوجته الذهاب إلى هناك، وتفقد بيتهما الذي تركاه وفيه طفل رضيع أثناء معركة حيفا عام 1948.

وتعطي الرواية حيزا كبيرا للمفهوم الذهبي للوطنية والمواطنة وتبين من خلال التداعي قسوة الظروف التي أدت إلى مأساة عائلة سعيد وتطرح مفهوما مختلفا عما كان سائدا لمعنى الوطن في الخطاب الفلسطيني.

ربيع حار


تدور أحداث هذه الرواية للكاتبة الفلسطينية سحر خليفة في الفترة اللاحقة لانهيار اتفاقية أوسلو في فلسطين المحتلة وما تبع ذلك من حصار واجتياح لمدن وقرى فلسطين التابعة للسلطة الوطنية الفلسطينية والمذابح الدموية في نابلس القديمة وحصار الرئيس عرفات في رام الله.

وكعادتها، ترصد سحر خليفة الأحداث التاريخية بمراحلها المتعددة في فلسطين المحتلة من خلال شخصيات تجسد الواقع الفلسطيني بضعفه وقوته ونضاله اليائس من أجل الحرية والخلاص وكرامة الإنسان.

هذه الرواية تسلط الضوء على الخلفية التي تنطلق منها العمليات الإستشهادية وتجيب على الأسئلة المطروحة في الساحة الدولية حول المقاومة والاستشهاد.

سوناتا لأشباح القدس


تدور أحداث هذه الرواية للكاتب الجزائري واسيني الأعرج حول "مي" وهي فنانة فلسطينية غادرت أرضها الأولى في 1948 وعمرها ثماني سنوات، في ظرف قاهر، باسم غير اسمها وبهوية مزورة باتجاه العالم الحر بحثا عن أرض أكثر رحمة وحباً. في نيويورك، تفرض نفسها كفنانة تشكيلية أميركية الطراز العالي.

وعندما يباغتها سرطان الرئة، تستيقظ فيها تربتها الأولى وأشباحها الخفية، فتتمنى أن تعود إلى القدس، لون طفولتها المسروقة، لتموت هناك. ولكن، هل يمكن أن نعود إلى الأرض نفسها بعد نصف قرن من الغياب؟ ماذا تعني العودة عندما يقضي الفلسطيني العمر كله في الدوران خارج نظام المجرات؟

باب الشمس


تحكي هذه الرواية للكاتب اللبناني إلياس خوري تاريخ فلسطين من خلال قصة حب بين الفلسطيني يونس الذي يذهب للمقاومة، بينما تظل زوجته متمسكة بالبقاء في قريتها بإكليل.

وطوال فترة الخمسينيات والستينيات يتسلل من لبنان إلى إكليل ليقابل زوجته في مغارة باب الشمس، إذ تنجب منه بعد كل لقاء بينما يعود هو مرة أخرى لينضم إلى المقاومة في لبنان.

وفي هذه الرواية؛ يمضي إلياس خوري يسرد مسيرة المطر والموت والوحل، تهجير ومخيمات وأناس يلحمون بالحياة... يحلمون بالوطن ولكن نهيلة تقول لن يكون هناك وطن قبل أن نموت جميعاً... والآن ماتت نهيلة ومات ذاك المريض وماتت شمس، شخصيات ثلاث تطوق بأبعادها الإنسانية الفلسفية أحداق الأحداث، تلفها بصمت بليغ، لم يترجم معانيه سوى دموع المآقي والمطر.

أعراس آمنة

أضاء الكاتب إبراهيم نصر الله جانبا جديدا في تجربة الفلسطينيين، في هذه الرواية، فقد اختار موضوعا صعبا، هو الموت والشهادة، وهو موضوع يغري بالعويل والبكاء والندب والميلودراما، لكنه ابتعد ببراعة عن كل ذلك، وراح يستبطن الحالة الفلسطينية التي تقع بين حدي الفرح والحزن، العرس والجنازة، ويحاور الموت بعمق وذكاء.

وتتبادل الرواية في سرد فصولها شخصيتان رئيسيتان هما آمنة ورندة، آمنة زوجة شهيد وتعمل في مركز تأهيل المصابين، وهي أم لشهيدٍ أيضًا، ولكنها رغم ذلك تصرّ على طلب يد لميس بنت جارتها وتوأم رندة، تعلم بينها وبين ذاتها أن ابنها قد استشهد منذ زمن، لكنها تعلم أيضاً أن لميس قد استشهدت بالرصاص حين كانت تطلّ من سطح بيتها وهي تنظر إلى فتى أحلامها، لكن آمنة تصر على تحويل آلامها إلى آمال، وتتحدى الاحتلال في خيالها كي لا تصبح ضحية لليأس.

أما رندة فهي الأخت التوأم للميس، وهي صحافية تائهة ولا تعرف من تكون حقاً، أهي رندة أم لميس؟، تسمع رندة لآمنة دوماً، وتحاول أن تشاركها أفراحها المزعومة، وكل مرة تطلب آمنة يد أختها لميس لابنها، تمتلئ عيناها بالدموع لكنها تحاول ألا تخر باكية كي لا تظهر الحقيقة القاسية أمامها، وهي أن كل أفراد عائلة آمنة قد استشهدوا.