رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تفسير " وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة " من سورة الإسراء

جريدة الدستور

مع تصاعد الأحداث بين فلسطين وإسرائيل بدأ البعض يبحث عن تفسير بعض الآيات القرانية التي ذُكر فيها المسجد الأقصى وبيت المقدس ونوضح منها: " وليدخلوا المسجد كما دخلوه اول مرة " وفقا لتفسيرات الشيخ الشعراوي.

تفسير وليدخلوا المسجد كما دخلوه اول مرة

تفسير وليدخلوا المسجد كما دخلوه اول مرة

من الذين يدخلون المسجد كما دخلوه أول مرة؟

وفقا لتقسيرات الشيخ الشعراوي: قوله تعالى: وَلِيَدْخُلُواْ ٱلْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ، أي: أن المسلمين سيدخلون المسجد الأقصى، وسينقذونه من أيدي اليهود.

{ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ.. } 

المتأمل في هذه العبارة يجد أن دخولَ المسلمين للمسجد الأقصى أول مرة كان في عهد الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، ولم يكن الأقصى وقتها في أيدي اليهود، بل كان في أيدي الرومان المسيحيين.

فدخوله الأول لم يكُنْ إساءةً لليهود، وإنما كان إساءة للمسيحيين، لكن هذه المرة سيكون دخول الأقصى، وهو في حوزة اليهود، وسيكون من ضمن الإساءة لوجوههم أن ندخل عليهم المسجد الأقصى، ونُطهِّره من رِجْسهم.

ونلحظ كذلك في قوله تعالى: { كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ.. } [الإسراء: 7] أن القرآن لم يقُلْ ذلك إلا إذا كان بين الدخولين خروج.

إذن: فخروجنا الآن من المسجد الأقصى تصديق لِنُبوءَة القرآن، وكأن الحق سبحانه يريد أنْ يلفتنا: إنْ أردتُمْ أنْ تدخلوا المسجد الأقصى مرة أخرى، فعودوا إلى منهج ربكم وتصالحوا معه.

ما معنى قوله تعالى ليسوءوا وجوهكم؟

وقوله تعالى: { لِيَسُوءُواْ وُجُوهَكُمْ.. } [الإسراء: 7].

أي: نُلحق بهم من الأذى ما يظهر أثره على وجوههم؛ لأن الوجه هو السِّمة المعبّرة عن نوازع النفس الإنسانية، وعليه تبدو الانفعالات والمشاعر، وهو أشرف ما في المرء، وإساءته أبلغ أنواع الإساءة.

وليتبروا ما عَلَوْا تَتْبِيرًا تفسير؟

وقوله تعالى: { وَلِيُتَبِّرُواْ مَا عَلَوْاْ تَتْبِيرًا } [الإسراء: 7].

يتبروا: أي: يُهلكوا ويُدمِّروا، ويُخرِّبوا ما أقامه اليهود وما بنَوْهُ وشيَّدوه من مظاهر الحضارة التي نشاهدها الآن عندهم.

لكن نلاحظ أن القرآن لم يقُلْ: ما علوتُم، إنما قال { مَا عَلَوْاْ } ليدل على أن ما أقاموه وما شيدوه ليس بذاتهم، وإنما بمساعدة مَنْ وراءهم من أتباعهم وأنصارهم، فاليهود بذاتهم ضعفاء، لا تقوم لهم قائمة