رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الجارديان: مصر أنقذت فلسطين من نكبة ثانية والغرب يتجاهلون الضغط على إسرائيل

الرئيس عبد الفتاح
الرئيس عبد الفتاح السيسي

في 7 أكتوبر، بعد ساعات من عملية طوفان الأقصى خرج رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى موجات الأثير ليعلن الحرب على حماس ويصدر تحذيرًا للفلسطينيين في غزة: "ارحلوا الآن"، ولم يُطرح السؤال حول المكان الذي يجب أن يذهب إليه 2.3 مليون فلسطيني، غالبيتهم العظمى من اللاجئين الذين عاشوا تحت حصار وحشي إسرائيلي على مدى الأعوام الستة عشر الماضية، وبدلًا من أن يضغط الغرب على إسرائيل لوقف العدوان يضغطون على مصر لتهجير الفلسطينيين، ولكن يبدو أن مخططات والغرب إسرائيل باءت بالفشل أمام تمسك مصر بالقضية الفلسطينية والتصدي للنكبة الثانية.

 

مخططات إسرائيلية

وأفادت صحيفة "الجارديان" البريطانية، بأن إسرائيل شرعت في شن هجوم جوي غير مسبوق، حيث أسقطت 6 آلاف قنبلة على قطاع غزة المكتظ بالسكان في الأيام الخمسة الأولى وحدها، ثم جاء الأمر، توجيه لسكان شمال غزة البالغ عددهم 1.1 مليون نسمة بالإخلاء إلى الجنوب خلال 24 ساعة.

وتابعت أن الخرائط التي تظهر ممرات الإخلاء التي طُلب من الفلسطينيين الفرار عبرها، كانت تشبه مظاهر الخيال الاستعماري، عبارة سهمان طويلان يشيران جنوبًا، بعيدًا عن فلسطين باتجاه الحدود المصرية"، ورغم هذه التحذيرات، فقد قصفت إسرائيل هذه الطرق مرارًا وتكرارًا ودمرت معبر رفح.

وأضافت أن مصر الدولة الوحيدة بخلاف إسرائيل التي تشترك في حدود مع غزة، لضغوط من الولايات المتحدة ودول غربية أخرى لفتح البوابات وقبول طوفان من الفلسطينيين الفارين من الاعتداء المتواصل والأزمة الإنسانية. 

وفي مقابلة على قناة سكاي نيوز، قال سفير إسرائيل السابق لدى الولايات المتحدة، داني أيالون: "يجب على سكان غزة إخلاء القطاع والذهاب إلى مساحات شاسعة على الجانب الآخر من رفح على حدود سيناء في مصر... وسيتعين على مصر أن تفعل ذلك قبلهم".

وتابعت الصحيفة أنه بدلًا من أن تضغط الدول الغربية على إسرائيل لوقف حملتها الوحشية على قطاع غزة وحماية حياة المدنيين والسماح بدخول المساعدات، حاولت العديد من الحكومات الغربية بدلًا من ذلك التوسط في صفقة مع مصر من خلال تقديم حوافز اقتصادية مغرية للغاية لمصر من أحل السماح بدخول الفلسطينيين وإعادة توطينهم في مصر، ولكن يبدو أن هذه الجهود لم تؤد إلى أي نتائج حتى الآن.

وقالت مصر إنها ستسمح للأجانب والفلسطينيين مزدوجي الجنسية بالمرور عبر معبر رفح بشرط أن تسمح إسرائيل بدخول المساعدات الإنسانية، ولا تزال آلاف الأطنان من الغذاء والوقود والمياه والأدوية وغيرها من المساعدات المنقذة للحياة، المعبأة في قافلة طويلة من الشاحنات، متوقفة على الجانب المصري من رفح منذ عدة أيام. 

 

موقف مصري ثابت

وأفادت الصحيفة البريطانية، بأن مصر لا تزال متمسكة بموقفها الثابت والرفض بإعادة التوطين الجماعي للفلسطينيين في شمال سيناء، حيث قال الرئيس عبدالفتاح السيسي، "نرفض تهجير الفلسطينيين من أرضهم"، مشددًا على أن "القضية الفلسطينية هي أم القضايا ولها الأثر الكبير على الأمن والاستقرار"، حذر وزير الخارجية، سامح شكري، في حديث لشبكة سي إن إن، من أن إعادة التوطين القسري للفلسطينيين في مصر قد يشكل جريمة حرب.

وتابعت أن مصر تتصدى حتى الآن لنكبة ثانية للفلسطينيين، وهو أمر جدير بالثناء، فقرارات مصر مدفوعة بالقضية الفلطينية والأمن القومي المصري.

وأضافت الصحيفة أن إسرائيل تغتنم الفرصة، وبينما تهتف لهم الحكومات الغربية، فإنهم يدفعون الفلسطينيين في غزة إلى حافة الهاوية، ربما يحاولون إخراجهم من غزة تمامًا، من أجل مد الأسهم على الخرائط إلى الخارج.