رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

خوارزميات السوشيال ميديا.. مصريون وفلسطينيون يؤكدون غلق حساباتهم الشخصية بسبب "دعم غزة"

حرب المعلومات
حرب المعلومات

في فجر السابع من أكتوبر شنت المقاومة الفلسطينية عملية طوفان الأقصى وسددت ضربة أربكت نظام دفاع العدوان الإسرائيلي، وذلك اعتراضًا على الانتهاكات والاختراقات التي حدثت طوال السنوات الماضية في حق القدس والفلسطينيين.

 

وعليه شن جيش الاحتلال الحرب على المواطنين الفلسطينيين العزل باسم حرب السيوف الحديدية، والتي تستهدف كل ما هو مدني من مستشفيات ومدارس ومساجد، إلا أن الحرب لم تقتصر على هذا الأمر فقط، فإن الحرب طالت تدليس المعلومات وطمس الحقائق عن كون فلسطين دولة عربية.

 

وبالتوازي مع الحرب على أرض فلسطين فإن مواقع السوشيال ميديا ولا سيما موقع فيس بوك يقوم بمسح كل ما هو عن فلسطين ومسح الصور والفيديوهات والمنشورات التي توثق المجاذر التي تحدث في فلسطين.

 

وفي السطور التالية ترصد "الدستور" طمس الحقيقة وحرب المعلومات التي يشنها العدوان الإسرائيلي من خلال استغلال أدوات وخوارزميات الفيس بوك لتدليس الحقائق وحذف منشورات الفيس بوك المناهضة للاحتلال.

مواطن: تقييد لصوت الحق وحرية التعبير

 

أكد عبدالله سعد أحد النشطاء غلق حسابه الشخصي على منصة التواصل الاجتماعي "فيسبوك" من قبل إدارة ميتا، بعد كتابته منشورًا يدعم القضية الفلسطينية.             

وقال سعد لـ"الدستور" إنَّه كتب عبر حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك": بعض الأبيات من قصيدة للشاعر السوري نزار قباني: "قدس يا مدينة تفوح أنبياء يا أقصر الدروب بين الأرض والسماء يا قدس يا منارة الشرائع يا طفلة جميلة محروقة الأصابع حزينة عيناك يا مدينة البتول يا واحة ظليلة مرّ بها الرسول حزينة حجارة الشوارع حزينة مآذن الجوامع يا قدس يا جميلة تلف بالسواد. وسوف تستمر مسيرة النصر حتى يرفرف العلم الفلسطيني في القدس وفي كل فلسطين".

وتابع أنَّه بمجرّد نشر الكلمات التي تدعم القضية الفلسطينية، تفاجأ بغلق حسابه فورًا قبل إدارة "فيسبوك" التي ردت برسالة: "يبدو أنك قمت بمشاركة رموز أو محتوى يعبّر عن مدع أو دعم لأشخاص ومنظمات نعرّفها بأنها خطيرة أو تابعتها".

ووصف ذلك بانتهاك صريح تقييد لصوت الحق وحرية التعبير على موقع فيسبوك، مُشيرًا إلى أنَّ هذه الخوارزميات التي فرضتها إدارة ميتا ما هي إلا لعبة سياسية تدعم العنف الإسرائيلي الواقع على فلسطين.

واختتم حديثه: "يبدو أنَّ في تعليمات لـ فيسبوك ببدء غلق حسابات المصريين الرافضين لتهجير الفلسطينيين".

أحد النشطاء: “مهما يقفلوا حسابات هتفضل القدس عربية”

من جهة أخرى تعرّض أحد المدونين على فيسبوك يُدعى الكاتب محمد مصطفى إلى إغلاق أكثر من حساب شخصي تابع له على منصة التواصل الاجتماعي، مؤكدًا أنَّها سياسة سائدة.

ونشر مصطفى عبر حساب آخر بديل، موضحًا ما حدث له على حساباته الشخصية قبل إغلاقها، قائلاً: "تأكدت إن الفيس بوك مجتمع منافق لما اتقفلت ليا صفحة بسبب إني ناشر صور تخص فلسطين بسبب إني بطالب بالمقاطعة للمنتجات الصهيونية".

وتابع: "بسبب إننا بننشر جزء من الحقيقة وليست الحقيقة كاملة، ومهما يقفوا هتفضل القدس عربية، وغزة جريمة يتحمل مسئوليتها كل حكام العالم، ويسأل عنها أمام الله كل حكام العرب، ولو قفلوا الصفحة دي هنعمل غيرها وغيرها وهنفضل نقول يسقط الكيان الصهيوني ويسقط كل عميل وخائن".

                         

مواطنة فلسطينية: حسابي تعرض للتحذير أكثر من مرة ومهدد بالغلق

سهر مسلم، فلسطينية تعيش في موريتانيا، تقول أنه منذ بدية حركة المقاومة طوفان الأقصى بغزة في فلسطين والعدوان الإسرائيلي يستخدم كل أدوات القمع على المواطنين الفلسطينيين، وذلك لعدم نشر أخبار الحرب وقصب المدنيين العزل.

تقول سهر: "أنا أهلي بغزة وانقطع التواصل معهم، حتى الإعلام والأخبار قل لعدم توفر الكهرباء، فهم يقطعون الكهرباء والإنترنت لتضييق على حركة المقاومة والمواطنيين".

وتوضح: "ازداد الأمر سوءً بعد قيام فيس بوك بمسح جميع المنشورات الخاصة بفلسطين، ومسح كل الحقائق والصور والفيديوهات التي يقوم بها جيش الاحتلال ضد الفلسطينييين بغزة".

وتضيف: "الحساب الخاص بي على موقع فيس بوك تعرض لأكثر من مرة إلى التحذير كما تم مسح جميع المنشورات عن فلسطين وغير فلسطين، فقد تم مسح أخر منشورات نشرت آخر 5 شهور".

وتؤكد سهر أنهم سيستمرون في نشر الصور والفيديوهات التي توثق حركة مقاومة طوفان الأقصى، مشيرة إلى أنهم يتغلبون على هذا الأمر بكتابة الكلمات من دون حروف أو بتقطيع الكلمة حتى لا يتعرف عليها موقع فيس بوك ويقوم بمسحها.

تعد خوارزمية فيس بوك عبارة عن برمجيات ومعادلات آلية يستخدمها فيس بوك ليقيس مدى جودة كل منشور يتم نشره على المنصة، سواء كان هذا المنشور من خلال حساب شخصي أو صفحة أو مجموعة، وسواء كان نوعه نصي أو فيديو أو صورة أو رابط لصفحة ويب، وذلك من أجل تقييمه ومن ثم إظهاره أمام المستخدم المناسب في الوقت المناسب وفي المكان المناسب في الصفحة الشخصية.

مع اتهامات لفيس بوك بالتضييق فى وصول المنشورات الخاصة بالمستخدمين، وهو الأمر الذى دعى الكثيرين لمشاركة هذا المنشور من جهة والتفاعل معه في نفس الوقت لدي الأصدقاء الأخرين، لكن هذا يطرح سؤالا مهما، وهو هل هذه الطريقة مجزية فعلا وقادرة على تغيير خوارزمية فيس بوك أم لا؟.

طالبة جامعية: أحذف بعض الحروف لعدم حذف حسابي

أسماء علي، طالبة جامعية، تقول إنه منذ اشتعال الحروب في فلسطين واستهداف المناطق المدنية المأهولة بالسكان، وهي تنشر جميع الصور والفيديوهات التي تشاهدها؛ إيمانًا منها بأن هذا دورها وألا تصمت عن الحق.

توضح: بعد أيام قليلة من مقاومة طوفان الأقصى كنت قد نشرت معلومات عديدة عن المقاومة وعن الفلسطينيين الذين يستشهدوا كل دقيقة، ومن هنا بدأ فيس بوك يحذرني من الانتهاكات وغلق حسابي".

تضيف: "بدأت افصل الكلمات عن بعضها على الرغم من عدم فهمي كثيرا في التكنولوجيا أو الخوارزميات إلا أني أقوم بحذف بعض الكلمات حتى لا يتم تتبعها من قبل الفيس بوك".

تشير أسماء إلى أن العديد من أصحابها تم بالفعل حذف حساباتهم لمشاركاتهم في القضية الفلسطينية ونشر معلومات تندد بافعال جيش الاحتلال في حق فلسطين.

مهندس أمن معلومات: الخوارزميات تلاحق منشورات فلسطين

محمد طارق، مهندس متخصص في أمن المعلومات، يقول إن شركة ميتا (فيسبوك سابقًأ) هي صاحبة المنصات الآتية؛ فيس بوك وانستجرام وواتساب، فهذا يعني أن 85% من قوة التسويق الإلكتروني هي مملوكة لشركة ميتا التي تتحكم في السوق الالكترونية لتسويق أي شئ.

وعن الخوارزميات يقول طارق إنها عن طريق إدخال معلومات رياضية معقدة يستطيع المركز الرئيسي الخاص بالبيانات بالتعرف على بيانات الشخص وطباعه وأسلوبه، وأيضًا الاهتمامات التي تجذب انتباهه من خلال تفاعلاته على السوشيال ميديا، ونوعية البوستات التي يتفاعل معها سواء من خلال لايك او كومنت أو شير.

ويوضح خبير أمن المعلومات أنه من خلال هذه الخواريزميات ظهر مصطلح أو ما يعرف بـ (انتهاك معايير الفيسبوك) وهو حديث العالم الآن، لما يحدث من غلق حساسبات وحذف معلومات ومنشورات مختلفة وتحديدًا منذ بداية حرب إسرائيل على فلسطين.

ويضيف: "معايير فيسبوك هي مجموعة كلمات عملاقة من أكتر من لغة على مستوى العالم موجودة وشغالة 24 ساعة في ال 7 أيام على كل الحسابات الموجودة في قاعدة البيانات لأنها متقسة كل قاعدة بيانات خاصة بمجموعة دول معينة، يعني في قاعدة بيانات لمصر والأردن والسعودية وفلسطين وهكذا، كل دولة لها قاعدة البيانات اللي بنسميها في أمن المعلومات بالـ Data Center".

ويشير مهندس أمن المعلومات إلى أن هذه الخوارزميات سريعة التعامل والنتائج، وهي تحتوي على مجموعة كلمات من كل لغات العالم موجودة في جهاز كمبيوتر، وحينما يقرأ كلمة في قائمة المحظورات يبدأ في التحرك وحذف المحتوى من فيسبوك تمامًا.

ومع انتهاكات إسرائيل المستمرة منذ اندلاع الحرب، يقول مهندس أمن المعلومات، إن فيسبوك يرسل إنذارات بانك تحت الملاحظة وأن أي منشور يتنافى مع سياسات الفيس وك سيتم حذفه في حال تكرار الموضوع مرة تانية يتم حظرك من استخدام المنصات.

خبير أمن معلومات: غلق الصفحات الداعمة للقضية الفلسطينية

من جهته أكد خبير أمن المعلومات المهندس شاكر محمد الجمل،  أنَّ كل من يدعم فلسطين سواء بمنشورات دعم أو صور أو فيديوهات، يتم غلقها أو حذفها بشكل فوري من قبل إدارة فيسبوك.

وقال خبير أمن المعلومات، إن حرب فيسبوك تأتي بالتوازي مع الحرب على قطاع غزة، ممّا يؤكد سياسات الأمريكان في تقييد الدعم للقضية الفلسطينية وتأييد جُرم الاحتلال الصهيوني والحرب التي شنّتها إسرائيل على بلاد القدس منذُ السابع من أكتوبر الماضي.

وأضاف في تصريحات خاصة لـ"الدستور" أنَّ الخورزميات التي تمّ وضعها من قبل إدارة شركة ميتا التي يملكها مارك زوكربيرج والمالكة لمنصات التواصل الاجتماعي "فيسبوك، انستجرام، ثريدز، واتساب"، تهدف إلى دعم الجرائم التي يفعلها الاحتلال على أرض فلسطين.

وتابع أنَّ شركة "ميتا"، مالكة فيسبوك، قد أعلنت الجمعة الماضية، حذف أكثر من 795 ألف منشور باللغتين العربية والعبرية، وصفتها بأنها "مزعجة أو غير قانونية" فيما يتعلق بحرب إسرائيل على غزة.

وجاءت خطوة الشركة بعد أن وبخها الاتحاد الأوروبي بسبب عدم معالجة المعلومات المضللة على منصاتها.

وقالت الشركة، في بيان، إنها تعمل مع مدققي الحقائق الذين يتحدثون العبرية والعربية، لحظر الحسابات واتخاذ الإجراءات اللازمة، بعد أن أبلغ المفوض الأوروبي تييري بريتون، الرئيس التنفيذي للشركة مارك زوكربيرج، وغيره من الرؤساء التنفيذيين لمواقع التواصل الاجتماعي، بأن منصاتهم كانت مسؤولة عن موجة من المحتوى غير القانوني في ما يتعلق بالحرب بين إسرائيل و"حماس"، وفق "زوكربيرج".

وأوضح خبير أمن المعلومات المهندس شاكر محمد الجمل، أنَّ هناك وسائل بديلة للتعبير بحرية عن القضية الفلسطينية، والتي تتمثّل في وضع الجملة وفيها هشتاج عربي وإنجليزي، أو كتابة الكلمات المستهدفة وفي منتصفها أو بعدها أرقام أو مسافات أو رموز تعبيرية أخرى.