رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

عبدالرحيم كمال: سعيد ومتفائل بعودة الوعى لفعل المستحيل

هذه أيام شريفة، وأنا شخصيًا ممتلئ بالسعادة والتفاؤل، ربما ذلك الشعور يبدو ظاهريًا أنه يناقض المشهد المطروح أمام أعيننا، فنحن لا نشاهد سوى مستشفيات تُقصف من قبل العدو وأشلاء أطفالنا، أطفال ماتوا قبل تناول وجبة طعامهم، ونساء ثكلى ورجال مقهورون ومقاومة تحاول، وعدوان بربرى وحشى لا يقره قانون، ولا تقبله شريعة، وميزان عالمى مختل، فأين التفاؤل إذن؟، وفى أى جحر تختبئ تلك السعادة؟

والسعادة حقيقة ماثلة وحاضرة أمامى أكثر من حضور الموت والقتل والألم، سعادة بوعى تمت استعادته فى أيام معدودات، أجيال كاملة منذ حرب أكتوبر العظيمة، نصف قرن كانت كفيلة بأن تجعل الناس تنسى، على الأقل الأجيال الشابة والمراهقة والأطفال، ولكن ذلك لم يحدث، وفى لحظة استعاد الجميع الوعى والشعور وعادت الدماء تجرى فى العروق، وكأن كل نطفة تعرف وكل جنين وكل مولود ومولودة، الجينات داخلنا تعرف عدوها من صديقها.

أفاق الجميع فى لحظة، رفضوا جميعًا فرض الأمر بالقوة، ورفضوا أيضًا فرض الأمر باللؤم والحيلة، خطط العدو الدنىء كعادته أن يلعب على جبهتين، جبهة السلاح والقوة المفرطة لحصار ودك غزة، وجبهة دفع العالم كله لتأييد فخ دخول أهل غزة إلى سيناء المصرية، وهنا ظهرت مصر فى صورتها التى اعتاد العالم عليها، مصر العزيزة القادرة، أسد الشرق القادر على حماية حدوده، وفى نفس الوقت دعم إخوته وبنى جلدته فى غزة، دون أن يمرر خططهم الشيطانية المكشوفة.

قال الرئيس السيسى: لا.. لن نسمح بتصفية القضية وتفريغها أبدًا، قالها وهو القائد الأعلى للقوات المسلحة ورئيس الدولة الأكبر والأقدر والأهم فى المنطقة، الدولة صاحبة القضية بالأساس، الدولة التى قدمت الغالى والنفيس، وما زالت تقدم وستقدم من أجل أهلنا فى فلسطين، قدمت أرواحًا غالية ودماءً ذكية، وانصهر الشعب العظيم مع قائده فى كلمة واحدة، سيناء مصرية وفلسطين عربية، سيناء مصرية وفلسطين دولة لها حدودها وكيانها، ولن يخرج أهل البلد من أرضهم أبدًا ليسلموها إلى معتدٍ غاصب جبان، وهذا سر سعادتى وتفاؤلى، سعادة باستعادة قدرتنا ووعينا ومكانتنا وهيبتنا وتوحدنا، لقد استعدنا الأهم والأغلى، وهو الوعى القادر دائمًا على فعل المستحيل، ولقد فعلنا ذلك المستحيل فى السادس من أكتوبر قبل خمسين عامًا، وقادرون على تكراره دائمًا وأبدًا.. فاسعدوا مثلى وليحذرونا جيدًا.

سيناريست وروائى