رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

متطوعو «الهلال الأحمر المصرى»: «نعمل على مدار الساعة»

الهلال الأحمر المصرى
الهلال الأحمر المصرى

مع كل أزمة فى مصر أو أى مكان فى العالم تجدهم حاضرين، لا يتأخرون يومًا عن تقديم العون، وأياديهم دائمًا ممدودة للتخفيف عن المتضررين فى كل مكان، سواءً هذا الضرر وقع بسبب كارثة طبيعية أو حادث، وصولًا إلى الحروب والأزمات السياسية.

إنهم رجال جمعية «الهلال الأحمر المصرى»، الذين هبوا لنجدة أشقائهم فى غزة، منذ وجه الاحتلال الإسرائيلى نيران أسلحته الثقيلة والخفيفة إلى أهلها، وذلك عبر التوجه مباشرة إلى مدينة العريش فى شمال سيناء، من أجل المساعدة فى نقل المساعدات الإنسانية إلى القطاع المحاصر.

ورغم ما تعرض له معبر رفح ناحية الجانب الفلسطينى من قصف وتدمير من قوات الاحتلال الإسرائيلى، ما أدى إلى تعطل العمل به، واصل متطوعو «الهلال الأحمر المصرى» العمل على مدار الساعة، فى تسلم المساعدات الإنسانية من مصر وخارجها، وتغليفها وتجهيزها وتخزينها، حتى تصبح جاهزة للنقل مباشرة إلى غزة بمجرد إعادة فتح المعبر.

فى السطور التالية، يتحدث لـ«الدستور» عدد من متطوعى «الهلال الأحمر المصرى» فى العريش، سواء أعضاء فرق التدخل السريع، أو الأطباء، لمعرفة تفاصيل الدعم الذى يقدمونه للأشقاء الفلسطينيين، وكيفية تعاملهم مع المساعدات فى انتظار إعادة فتح معبر رفح.

أسامة خفاجة: جاهزون للدخول وتقديم المساعدة فى أى لحظة.. والمتطوعون ينتمون إلى جميع المحافظات

قال أسامة خفاجة، مسئول فرق الطوارئ بفرع «الهلال الأحمر المصرى» فى بورسعيد، إن هناك فرقة تابعة للفرع موجودة فى مطار العريش الدولى حاليًا، وتعمل على تسلم المساعدات الإنسانية القادمة من مختلف الدول، وتجهيزها للنقل مباشرة إلى قطاع غزة، حال السماح بذلك.

وأضاف «خفاجة»: «فرقتنا من الفرق التى يتم استدعاؤها وقت الأزمات والكوارث، وهى مستعدة حاليًا للدخول عبر معبر رفح فى أى لحظة يُعلن فيها إعادة فتح المعبر وإمكانية المرور من خلاله، لتقديم جميع المساعدات الممكنة لأهل غزة».

وبين أن الفرقة سالفة الذكر مكونة من ١٠٠ شخص، وهو عدد قابل للزيادة يوميًا ولا يقل أبدًا، كما أن المتطوعين ينتمون لكل محافظات الجمهورية، وليس من مكان واحد فقط، لافتًا إلى تلقى «مساعدات كثيرة جدًا» من داخل مصر، من بينها مواد غذائية ومستلزمات إعاشة ونظافة.

وعن طرق التبرع قال مسئول فرق الطوارئ بفرع «الهلال الأحمر المصرى» فى بورسعيد: «التبرع يكون إما من خلال جمعية أو مؤسسة، أو حتى رجل أعمال يوفر شاحنة كبيرة بها المساعدات اللازمة، ثم يسلمها للهلال الأحمر المصرى لتوصيلها إلى أهالى غزة».

وأضاف: «كما يمكن للأفراد العاديين التبرع، من خلال التواصل مع الهلال الأحمر المصرى وتقديم المساعدات التى يريد إيصالها، سواءً عينية أو مادية، ونحن بدورنا نعمل على تغليفها بجانب مساعدات أخرى، ثم إرسالها إلى قافلة العريش لتخزينها وإيصالها إلى الهلال الأحمر الفلسطينى».

أحمد شعبان: تصنيف الأدوية القادمة من الخارج ولدينا قاعدة بيانات بفصائل الدم 

شدد الدكتور أحمد شعبان، صيدلى، مسئول الصحة بالهلال الأحمر بمحافظة شمال سيناء، على أن هناك الكثير من الأدوية والمؤن وصلت إليهم من دول مختلفة، وهى تحتاج إلى جرد لكل صنف منها، لأن الأدوية وأسماءها تختلف من دولة إلى أخرى، وهنا يأتى دور الطاقم الطبى، إذ يتولى تصنيف تلك المستلزمات اعتمادًا على المادة الفعّالة لكل نوع منها، وهى ليست مهمة سهلة على متطوع عادى ليس بطبيب.

وشرح «شعبان»: «هذا التصنيف يساعدنا فى تحديد احتياجات كل نوع من التخزين ودرجة الحرارة المناسبة له، وأيضًا يساعد فى تحديد الاحتياجات التى تنقص المجموعة التى لديهم، فى حال تواصلت معهم جهات خارجية للتأكد من النواقص التى يمكنها إرسالها إليهم، فيجب أن يكونوا على دراية بكل نوع لديهم لطلب ما يحتاجون إليه».

وأشار إلى أن هناك فريقًا طبيًا مسئولًا عن عملية تحليل فصائل الدم التى يقدمها المتبرعون، لتكون لديهم قاعدة بيانات متكاملة بالفصائل المختلفة، وتضم كذلك بيانات المتبرع نفسه وأرقام هاتفه، ليتم الموضوع بشكل مدروس، لأن الفصائل يجب ألا تكون موجودة بشكل عشوائى، والغرض من جمع تلك البيانات أن تكون لديهم قاعدة بيانات بأشخاص لديهم نية التبرع، فإذا احتاجوا إلى فصيلة دمه فى وقت يعانون نقصًا من فصيلة معينة فيكون من السهل إعادة التواصل معه ليسد حاجتهم، فوقت الأزمة يجب أن يتم هذا الأمر بسرعة. 

وأوضح: «نسجل بيانات المتبرعين حتى لا نجمع الكثير من الدم ويتعرض للتلف، لأننا لا نعلم تحديدًا متى سيجرى فتح المعبر»، مؤكدًا أن صلاحية الدم خارج الجسم حوالى ٣٥ يومًا، بينما داخل الجسم يستمر لمدة ١٢٠ يومًا. 

وتابع: «القوافل الطبية مستمرة وموجودة منذ بداية أزمة غزة، وهناك تسهيلات ومساعدات تقدم لهم من وزارة الصحة».

 وأوضح أن الطبيب أيضًا يقوم بتحديد درجة الحرارة المناسبة لكل صنف دوائى، وهناك مخازن درجة حرارتها مرتفعة لوجودها فى مكان صحراوى، لذا لا تصلح لتخزين أدوية، وإن كانت درجة حرارة المخزن ٢٥ فهى مناسبة مثلًا لتخزين الأقراص والكبسولات التى لا تحتاج إلى ثلاجات، لكن أنواعًا أخرى مثل الإنسولين تحتاج تخزينًا بطريقة معينة.

أحمد عزت: تخزين الأدوية والأغذية فى أماكن مخصصة لإيصالها سالمة

أوضح أحمد عزت، مدير فرق الطوارئ بشمال سيناء، أنه يعمل مع مؤسسة الهلال الأحمر منذ فترة كبيرة، إلى جانب عمله الأساسى، حيث يقدم مساعداته كمتطوع خارج أوقات العمل الرسمية، مضيفًا أن هناك تنسيقًا بين الهلال الأحمر وجميع المؤسسات فى شمال سيناء، لتسهيل مهمة تخزين المساعدات التى تم إرسالها لهم، ليتم نقلها إلى أهل غزة بشكل سليم.

وأضاف «عزت» أن هناك أماكن تخزين مخصصة للمؤن الطبية، لأن كل نوع منها يحتاج إلى ظروف تخزين معينة، ويتم ذلك فى مخازن تابعة للهلال الأحمر فى محافظة شمال سيناء، ولديهم جميع التسهيلات إذا كانت هناك حاجة لمخازن أخرى، سواءً للمواد الطبية أو الغذائية، لحين توصيلها إلى الهلال الأحمر الفلسطينى. 

محمد جمال: تسلمنا مساعدات من الأردن وتركيا والصحة العالمية

أفاد محمد جمال، منسق ميدانى فى «الهلال الأحمر المصرى»، أحد مسئولى فرق التدخل السريع، بأنهم موجودون فى العريش منذ بداية الأحداث الأخيرة فى غزة، كاشفًا عن إيصال مجموعة من المساعدات إلى «الهلال الأحمر الفلسطينى» بالفعل قبل اشتداد الأزمة.

وقال «جمال»: «سلمنا دفعة من المساعدات فى بداية الأزمة، وتم التنسيق على تسليم دفعات أخرى الأحد الماضى، لكن اشتداد القصف عرقل إعادة فتح معبر رفح لتوصيلها»، مبينًا أن هذه المساعدات حصلوا عليها من عدة جمعيات مصرية، إلى جانب أكثر من دولة.

وأوضح أنه «تسلمنا شحنة مساعدات عبر طائرة أردنية، ثم مساعدات أخرى محملة على ٣ طائرات تركية، إلى جانب ٥ طائرات أخرى من دول مختلفة، ومساعدات من منظمة الصحة العالمية، تنوعت جميعها ما بين مواد غذائية ومساعدات طبية، وتم تخزينها فى مخازن الهلال الأحمر بشمال سيناء، كل حسب المكان المناسب له».

وشدد على أن متطوعى «الهلال الأحمر المصرى» يعملون على مدار الساعة، لافتًا إلى أن فريقه وحده يضم أكثر من ٢٠٠ متطوع، وجارٍ التنسيق مع المسئولين لإيصال المساعدات والإغاثات إلى «الهلال الأحمر الفلسطينى» عبر معبر رفح، بمجرد إعادة فتحه.

وأضاف: «نحن مستعدون لذلك فى أى لحظة»، مشيرًا إلى الدعم الكبير الذى تلقاه «الهلال الأحمر المصرى» من الجهات المعنية فى محافظة شمال سيناء، إلى جانب الدعم من الفرع الرئيسى فى مدينة نصر، لذا «لا توجد أى عراقيل حتى الآن».

معتز عبدالغفار: نسبة المتطوعات 40%.. ومستعدون لقرار فتح المعبر 

شدد معتز عبدالغفار، مدير إدارة الإغاثة والكوارث بالمركز العام للهلال الأحمر، على أن فرق المتطوعين تستقبل المساعدات من مطار العريش، برًا وجوًا، بالتنسيق مع محافظة شمال سيناء، وجميع المتطوعين مستعدون فى أى لحظة يُفتح فيها معبر رفح لإيصال كل تلك المساعدات لأهل غزة.

وأوضح «عبدالغفار» أن نسبة المرأة بين المتطوعين تصل إلى٤٠٪، ويعملن مع زملائهن فى استقبال وتخزين المساعدات، موضحًا أن المتطوعين يصنعون قوائم لتقسيم الشحنات، لتسهيل تصنيفها. وأشار إلى أن هناك مخازن مخصصة لكل نوع من المساعدات.

أحمد البحيرى: شاركت فى مهمات مماثلة مع ليبيا والسودان

أشار أحمد البحيرى، مسئول بإحدى فرق الطوارئ بالهلال الأحمر، إلى إنه تم اختياره لهذه المهمة بشكل خاص لأن لديه خبرة كبيرة فى التعامل مع المواقف المشابهة لغزة والعمل فى المعابر، كما حدث أيضًا مع أزمتى ليبيا والسودان من قبل. وأكمل أن المساعدات الخارجية تصل إليهم من خلال الطائرات التى تهبط فى مطار العريش، وتصل المساعدات الداخلية مغلفة من المركز العام للهلال الأحمر بمدينة نصر، وموضوعة فى كراتين مرتبة بواسطة متطوعين هناك أيضًا، ويتم وضعها فى المخازن الخاصة بكل نوع منها. أما عن المؤن الطبية، فقال: «يتم وضعها فى أقرب مخزن لمعبر رفح، ويكون مجهزًا لتخزين الأدوية بالشكل الصحيح، حتى لا تفسد أو تتعرض لأى مشكلة».