رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أزمات مستمرة.. انقطاع الكهرباء والمياه وغياب مقومات الحياة يهدد ملايين الفلسطينيين

صورة من غزة
صورة من غزة

تحاول إسرائيل ممارسة أكبر قدر من الضغط على قطاع غزة بعد انطلاق الهجوم الأخير، الذي شكل مفاجأة كبيرة لتل أبيب بعد سقوط مئات القتلى وسيطرة المقاتلين الفلسطينيين على مقرات شرطية وعسكرية في مستوطنات غلاف غزة، في الوقت الذي تم فيه إغلاق المعابر ووقف إمدادات الكهرباء والمياه للقطاع، ممّا يهدد حياة ملايين الفلسطينيين.

 

مطلع الأسبوع الحالي، أعلنت وزارة الطاقة الإسرائيلية وقف إمدادات الكهرباء المخصصة لقطاع غزة، وذلك عقب انطلاق عملية "طوفان الأقصى"، التي قامت بها حركة "حماس" للرد على الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على أهل فلسطين.

وقال وزير الطاقة الإسرائيلي كاتس، في بيان مقتضب: "وقعت أمرًا يقضي بوقف شركة الكهرباء الإسرائيلية إمدادات الكهرباء لغزة".

ويعمد الاحتلال بشكل متواصل إلى تقليص إمدادات الكهرباء والماء، وصولا إلى قطعها كعقاب في كل مرة يقوم الفلسطينيون بمناهضة ضده، وتتأثر جميع مناحي الحياة بهذا القطع، والذي يشمل القطاعات الاقتصادية والمنازل والمستشفيات.

ووفقًا لتقارير فلسطينية فإنَّه لا يوجد في القطاع حاليا إلا مصدران للطاقة، هما الخطوط الإسرائيلية الواردة عبر الأراضي المحتلة، والتي توفر عادة ما يتجاوز 120 ميغاواط ومحطة التوليد المحلية التي توفر قدرة إنتاجية تتراوح ما بين 65 و120 ميغاواط، وفقا لكفاءة مولداتها الأربعة.

قطع المياه مع تصاعد القتال مع الفلسطينيين

قامت إسرائيل بوقف الخدمات الأساسية من كهرباء وماء عن المواطنين في قطاع غزة، في التاسع من أكتوبر الجاري.

وقال وزير البنية التحتية الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، إنه أمر بقطع فوري لكل إمدادات المياه عن قطاع غزة مع تصاعد القتال مع فلسطينيين.

وأضاف الوزير في منشور على موقع للتواصل الاجتماعي أعلن فيه قطع المياه: "ما كان في الماضي لن يستمر بعد الآن في المستقبل".

وتعدّ المياه من أهم التحديات التي تواجه الدولة الفلسطينية، خاصة قطاع غزة، منذُ الحرب الإسرائيلية التي بدأت في السابع من أكتوبر الجاري التي شنّها الاحتلال الصهيوني على قطاع غزة.

وتتنوع مصادر المياه في فلسطين بين السطحية والجوفية، حيث تعد الأمطار من أهم مصادرها، والتي تمتد فترة سقوطها ما بين شهر أكتوبر إلى شهر أبريل.

وتعتبر المياه الجوفية المصدر الرئيسي لمياه الشرب في فلسطين، والتي تتشكل أساسا من تسرب الأمطار إلى باطن الأرض، وتقدر نسبة الأمطار المتسربة إلى باطن الأرض بحوالي 30% من كمية الأمطار الساقطة.

وتعدّ فلسطين، شأنها شأن دول المنطقة، تتأثر بأزمات المياه بشكل كبير، إلا أنها تعاني من مشكلة إضافية تؤدي إلى تعميق الأزمة، لدرجة تجعل منها خانقة، وهذه المشكلة سببها والمسؤول عنها الاحتلال الإسرائيلي، وسيطرته على المياه في الأراضي الفلسطينية، وحرمانه ملايين السكان الفلسطينيين من التمتع بنعمة الماء، أو حتى بالتصرف بالحد الأدنى من حقهم الطبيعي فيه؛ والذي من المفترض أن تكفلة القوانين والاتفاقيات الدولية ومنظمات حقوق الإنسان ومعاهدات السلام.

 

اتفاقية جنيف الرابعة

تقول المادة 33 من اتفاقية جنيف الرابعة بشأن المدنيين الصادرة في العام 1949، تحت بند "المسئولية الفردية والعقوبات الجماعية والنهب والانتقام"، "لا يجوز معاقبة أي شخص محمي على جريمة لم يرتكبها هو شخصيًا. وتحظر العقوبات الجماعية، وكذلك جميع تدابير الترهيب والإرهاب. وتُحظر الأعمال الانتقامية ضد الأشخاص المحميين وممتلكاتهم".