رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

غزة تحت النار.. جرائم حرب الاحتلال تبيد الفلسطينيين بلا هوادة (ملف)

غزة تحت النار
غزة تحت النار

في غزة، لا يوجد مكان آمن، اللاإنسانية تتصدر المشهد العام، القصف الإسرائيلي يستهدف كل شيء، المنازل والمدارس والمستشفيات والمساجد والمزارع والمقابر. الضحايا يتساقطون كالأوراق، رجال ونساء وأطفال وشيوخ، الدماء تغمر الشوارع والأنقاض، الحياة تتلاشى في لحظات.

إسرائيل لا ترحم، تستخدم أسلحة محرمة دوليًا، مثل القنابل الفسفورية والعنقودية والدخانية، التي تحرق الأجساد وتخنق الأرواح. تستخدم طائرات انتحارية، تحمل على متنها متفجرات قوية، تنفجر في وجه المدنيين العزل. تستخدم قناصة مدججين بالسلاح، يطلقون النار على كل من يحرك ساكنًا.

إسرائيل تنتهك، تخترق القانون الدولي والإنساني، بارتكاب جرائم حرب ضد الإنسانية، تهدد المستشفيات بالإخلاء الفوري أو القصف، وفي حالة عدم تنفيذ الأوامر، تدمّر بلا رحمة، تستهدف المسعفين والصحفيين والعاملين في المجال الإنساني، مما يعطل جهود إغاثة المحتاجين. تخطف الأطفال من أحضان أهلهم، وتعذبهم في سجونها.

إنفوجراف "الدستور"

سأموت لا محالة!

في ساحة مستشفى المعمداني، كانت تتراكم الجثث والأشلاء والدماء، في مشهد يحكي عن مأساة إنسانية لا توصف. القصف الإسرائيلي الذي استهدف المستشفى، أحدث دمارًا هائلًا في المبنى والمعدات الطبية، وأودى بحياة مئات المرضى والجرحى والنازحين الذين كانوا يبحثون عن مأوى وعلاج. 

لا تسمع سوى صرخات الألم والحزن والغضب من أهالي الضحايا، الذين يحاولون التعرف على أقاربهم بين الجثامين، أو ينتظرون بقلق نقلهم إلى مستشفيات أخرى.

كان أحمد حميدان، البالغ من العمر 29 عامًا، أحد الناجين من المجزرة التي شهدها مستشفى المعمداني، في السابع عشر من أكتوبر الماضي. يصف أقسى لحظات حياته لـ"الدستور": "كان مستشفى المعمداني في غزة ملاذًا آمنًا للكثير من المصابين بجروح العدوان الإسرائيلي، وللكثير من الأسر التي فقدت منازلها بسبب القصف، لكن هذا الملاذ تحول إلى جحيم، عندما ضربت طائرات الاحتلال المستشفى بغارة جوية مدمرة، تسببت في انهيار أجزاء كبيرة من المبنى، واندلاع حرائق هائلة، وتشتت أشلاء الضحايا في كل مكان".

"لم يسلم من هذه المجزرة حتى الأطباء والممرضات والعاملون في المستشفى، الذين كانوا يبذلون قصارى جهدهم لإنقاذ حياة المرضى".

مشاهد توثق لحظات قصف مستشفى المعمداني بغزة (من هنا).

 

 

داخل غرفة الطوارئ بالمستشفى، كان الشاب العشريني يرقد مع عدة جرحى آخرين، يتلقى العلاج والإسعافات الأولية من قبل الأطباء والممرضات، الذين كانوا يواجهون صعوبات كبيرة في تأمين المستلزمات الطبية والأدوية، حتى تحول المستشفى إلى ساحة حرب، بعد أن استهدفتها غارة إسرائيلية بلا رحمة.

"المستشفى، الذي كان يقدم خدمات طبية مجانية للفقراء والجرحى، أصبحت تضم مقابر جماعية، الغارة قتلت وأصابت مئات الأشخاص، المشهد هناك كان صارمًا، حيث تناثرت جثث الضحايا في الساحات والأروقة، وامتلأت الغرفة بالدخان والزجاج المكسور"، يتذكر "حميدان" أحداث المجزرة.

لحظات قليلة بعد ذلك، اقتحم رجال الإسعاف المستشفى، وبدأوا في إخلاء الجرحى من المبنى المُشتعل. حملوا "حميدان" على نقالة، وأسرعوا به إلى سيارة إسعاف. في طريقه إلى المستشفى الأخرى، استعاد وعيه قليلًا، وسأل عن حالته. قال له أحد رجال الإسعاف: "لا تقلق يا صديقي - إن شاء الله- ستكون بخير، لقد نجوت من الموت بأعجوبة".

مستشفى المعمداني بغزة قبل القصف

يعمل "حميدان" كمهندس مدني، وكان يحلم ببناء مستقبل أفضل لنفسه ولأسرته، التي تضم زوجته وطفلته الصغيرة، لكن هذا الحلم تحطم بسبب جرائم حرب الاحتلال، التي أجبرته على ترك عمله ومنزله، والبحث عن مكان آمن للعيش.

"نجوت من القصف الذي ضرب منزلي قبل أيام، ونجوت مرة ثانية في قصف المستشفى، سأموت في الثالثة لا محالة".

إنفوجراف "الدستور"

مقابر جماعية

الدكتور محمود شفيق، أحد الأطباء العاملين في مستشفى المعمداني في غزة، كان يقوم بجولته المسائية في قسم الجراحة، حيث كان هناك عشرات الجرحى يحتاجون إلى عمليات جراحية عاجلة، وكانت المستشفى مكتظة بالمرضى والنازحين والمتطوعين، الذين يسعون للحصول على خدمات طبية مجانية وإنسانية، في ظل المعاناة من نقص حاد في الموارد والمعدات؛ بسبب الحصار الإسرائيلي والقصف المستمر.

"كنا نحاول أن نقدم أفضل ما لدينا، وننقذ أكبر عدد ممكن من الأرواح، حتى تحولت ساحة المستشفى إلى مقابر جماعية"، يقولها الطبيب في حديثه لـ "الدستور".

مقابر جماعية في مستشفى المعمداني

ويستكمل: "لم يكن لدينا وقت كافٍ للاستعداد أو الهروب. فجأة، اهتزت المستشفى بقوة، وانفجرت قنابل على سطحها، شُعرت بالصدمة والخوف، وسقطت على الأرض، رأيت السقف يتهاوى فوق رؤوس المرضى والطواقم الطبية، وسمعت صرخات الموت والألم من كل جانب".

"لحسن الحظ، نجوت من هذه المجزرة بإصابات طفيفة، تمكنت من النهوض والخروج من الغرفة التي كنت فيها، ثم رأيت مشهدًا مروعًا، لا يُصدق. المستشفى كانت مُدمرة بالكامل، الجثث والأشلاء كانت مُنتشرة في كل مكان، لم يكن هناك أي نجاة أو إسعاف، لم يكن هناك أي رحمة أو إنسانية"، يستطرد "شفيق" حديثه.

"لا أستطيع أن أصف لكم مدى حزني وغضبي على ما حدث، هذه جريمة حرب ضد شعب غزة، ضد الإنسانية. هذه إهانة للطب والطبيب".

إنفوجراف "الدستور"

إخلاء إجباري

وداخل مستشفى غزة الأوروبي، يكتظ الجرحى والأطقم الطبية داخل غرف صغيرة، لا تستوعب أعدادهم، يتعرضون يوميًا لتهديدات الاحتلال الإسرائيلي بـ "الإخلاء الفوري"، وإلا التعرض للقصف المدمر، كما حدث في مستشفى المعمداني.

يصف الدكتور علي الديري، طبيب بقسم الطوارئ، المشهد الآن داخل مستشفى غزة الأوروبي: "تم قصف محيط المستشفى، بالأمس، ونتوقع قصفنا مجددًا في الأيام القادمة، لكننا غير مستعدين للإخلاء من هنا، فهناك ضحايا عدة يحتاجون المساعدة الطبية، ولن نخذلهم حتى آخر اللحظات".

"الاحتلال لا يقصف المجاهدين، فهو لا يعلم أماكنهم، ويستهدف المدنيين بدلًا عنهم".

لحظة قصف مستشفى المعمداني

ينوّه الطبيب بأن ضربات الاحتلال الإسرائيلي تستهدف المستشفيات وعربات الإسعاف بشكل مباشر، وأن الإصابات التي يتعرض لها الضحايا عنيفة للغاية، لا يعلم الأطباء طبيعتها في أغلب الأحيان؛ لأن المريض يكون قد تعرض لتمزق في كافة أنحاء جسده، فضلًا عن الكسور والحروق الناتجة عن استخدام الأسلحة المُحرمة.

"إسرائيل تستخدم أسلحة محظورة دوليًا في قصف غزة، مثل القنابل العنقودية والفسفورية والدخانية، التي تسبب حروقًا شديدة وإصابات خطيرة".

وفي رسالة تحدي لجيش الاحتلال، يؤكد الطبيب: "لن نترك المستشفى أو المصابين إلا جثث، الجميع هنا يتفق على ذلك، لا أحد يهاب تهديدات العدو".

إنفوجراف "الدستور"

السيوف الحديدية

وفقًا لـ "فاينانشال تايمز"، دومًا تسعى إسرائيل إلى الحصول على الأسلحة ذات أنظمة جو- أرض مثل ذخائر الهجوم المباشر المشترك (JDAMs)، وصواريخ هيلفاير والقنابل ذات القطر الصغير (SDBs) - يمكن أن يكون من الأسهل على الولايات المتحدة توريدها إلى إسرائيل، وستحتاج إسرائيل أيضًا إلى قذائف دبابات من عيار 120 ملم.

فإن الولايات المتحدة الأمريكية اشترت 240 صاروخًا اعتراضيًا من طراز القبة الحديدية في عام 2019 ولديها بطاريتين للقبة الحديدية يمكنها إعادتهما إلى إسرائيل، هذه الصواريخ، التي يمكن استخدامها لمهاجمة الطائرات وصواريخ كروز والصواريخ الباليستية، نادرة ومكلفة للغاية بحيث لا يمكن استخدامها ضد صواريخ حماس الرخيصة. تم صنع 1600 من أحدث التصميمات.

إنفوجراف "الدستور"

وبهذه الأنظمة من الأسلحة شنت تل أبيب عملية "السيوف الحديدية" ردًا على مقاومة "طوفان الأقصى"، متوعدة حماس بدفع ثمن هجومها، فيما حذر رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من "حرب طويلة وصعبة"، في حين صرح رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية: "نحن على موعد مع النصر العظيم".

إنفوجراف "الدستور"

أسلحة محظورة

وفقًا للجنة التحقيق الدولية المستقلة التابعة للأمم المتحدة، فإن هذه الأسلحة تشكل خطرًا على حياة المدنيين وتخالف القانون الإنساني الدولي، كما تستخدم إسرائيل طائرات انتحارية، تحمل على متنها متفجرات قوية، تنفجر في وجه المدنيين العُزل.

ومن جانبه، يقول رياض قهوجي، مدير مؤسسة الشرق الأدنى والخليج للتحليل العكسري "إنيغما"، إن الأسلحة الفسفورية هي الأكثر استخدامًا في الوقت حالي ضد أهالي غزة، فالفسفور يعتبر مادة تحرق نفسها باستمرار، ومن الصعب إطفائها بالمياه والمواد الأخرى. وهي تستخدم عادة في القنابل الدخانية أو القنابل المضيئة.

إنفوجراف "الدستور"

ويشرح "قهوجي" في حديثه لـ"الدستور": "هذه القنابل تم تطويرها لتكون حارقة وتتشظى فوق المنطقة المستهدفة وتحدث حرائق عدة بها، وهذه تعتبر من الأسلحة التي تحرمها الاتفاقيات الدولية، ويُلزم بذلك الدول التي وقعت عليها".

"إسرائيل لم توقع على أي من اتفاقيات الأسلحة الفسفورية أو الأسلحة العنقودية والألغام، وبالتالي هي لا تعتبر نفسها ملزمة قانونيًا، حسب القانون الدولي في تطبيق أي من هذه الأمور"، يوضحها خبير الدفاع.

رياض قهوجي، مدير مؤسسة الشرق الأدنى والخليج للتحليل العسكري "إنيغما"

ويتابع: "حجم الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية داخل غزة واضحة والأضرار كبيرة للغاية، ومن الأضرار التي تعتبر جرائم حرب في القوانين الدولية، حسب معاهدة جنيف، هي عدم استهداف المدنيين بشكل مباشر، عدم استهداف المنشآت الصحية من مستشفيات ومستوصفات، حتى أيضًا إجبار مواطنين على الانتقال الجماعي من منازلهم لمنطقة أخرى يأتي في إطار جرائم الحرب". 

“أمر الطلب الإسرائيلي لمليون من سكان غزة بالانتقال إلى مكان آخر يُصنف ضمن التطهير العرقي، استهداف منشآت تعتبر حيوية مثل محطات المياه والكهرباء، الأشياء المحرمة التي تقوم بها القوات من إطلاق الطائرات الانتحارية والمسيرة، كُل ذلك يأتي حسب اتفاقية "جنيف" ضمن جرائم الحرب"، يضيف "قهوجي".

إنفوجراف "الدستور"

يشير خير الدفاع، إلى حروب إسرائيل السابقة التي كانت عبارة عن عمليات عسكرية لأهداف محدودة للغاية، إما لوقف حماس من إطلاق المزيد من الصواريخ، أو لتدمير مخزن ذخيرة أو تدمير نفق معين، إنما اليوم لا، هذه إعلان عن حرب وليست عملية عسكرية خاصة ومحدودة، والهدف منها إنهاء وجود حماس عسكريًا.

ويختتم "قهوجي": "من الصعب أن نصل لحلول بعد ما حدث، وإسرائيل اليوم مصممة على القتال، والأمريكان يدعمونها بالأسلحة والذخائر التي تحتاج إليها، وبالتالي لا أعتقد أننا سنصل إلى وقف إطلاق نار أو لمنع إسرائيل من مهاجمة غزة. حاليا لا يوجد تغيير".

إنفوجراف "الدستور"

خرق قانوني 

سميرة هاشم، عضو اتحاد المحامين العرب، تؤكد في حديثها لـ "الدستور"، على وجود قوانين دولية ومواثيق ومعاهدات تُدين ما يحدث في غزة بفلسطين، خاصة بشأن الإبادة الجماعية التي تحدث في حق الفلسطينيين، وهذا ما تؤكده اتفاقية منع ومعاقبة جريمة الإبادة الجماعية (عام 1948) والانتهاك الصارخ لها بكل أشكاله، لاسيما وأنها تقتضي بأنه حال احتلال الدول يجب أن يكون هناك حدود بين المدنيين العٌزل والمقاومة -وهو ما لا يحدث الآن من جانب الاحتلال-.

وترى "هاشم" أنه حتى الآن لا توجد جهود كافية لوقف العنف والضغط على الاحتلال الإسرائيلي، إذ أعلن الاحتلال خلال هذه الحرب إعلانًا صريحًا بأنهم لن يتركوا أحد بجملتهم المتدنية بأن سكان قطاع غزة "حيوانات بشرية"، وسط صمت مخجل من المجتمع الدولي وبعض الدول العربية.

وتندد أيضًا بما يحدث من تهجير قسري للمواطنين الفلسطينيين، مؤكدة أن ذلك الأمر غير قانوني على الإطلاق، كما أن المجتمع الدولي يعلم جيدًا خطة الاحتلال في نزوح سكان غزة إلى سيناء في مصر؛ لاستكمال بناء المستوطنات والتطهير العرقي للفلسطينيين وعمليات الإبادة الجماعية خير شاهدًا على ذلك.

إنفوجراف "الدستور"

للاطلاع على تحقيق “الأمم المتحدة” بشأن ارتكاب إسرائيل جرائم حرب.. اضغط هنا

 

توضح عضو اتحاد المحامين العرب، أن نقابة المحامين المصرية بدورها تبحث عن إيجاد الحل السلمي الآمن لوقف الإبادة الجماعية التي تحدث الآن علي مرآي ومسمع كافة الدول، ولكن مهما كُثفت محاولات اللجوء إلي القانون الدولي، لن يحدث فارق، فإن القوى العظمى هي من بيدها الأمر، وهم بالكامل متضامنين مع الاحتلال الإسرائيلي، فضلًا عن تمويلهم بكافة الإمكانيات.

أما عن دور اتحاد المحامين العرب، تنوّه "هاشم" إلى أنه: "ليس أمامنا سوى اللجوء إلى التحكيم الدولي ورفع دعاوى ضد الاحتلال الإسرائيلي بشأن جرائم الحرب التي يرتكبها الاحتلال في حق الفلسطينيين، كجريمة الإبادة الجماعية واستخدام الأسلحة المحرمة دوليًا، وجريمة قتل المدنيين العزل وقتل الاطفال.

لن يتم حل أزمة القضية الفلسطينية، إلا من خلال تدخل الدول العربية بكافة الطرق لوقف الإبادة الجماعية التي تحدث عن طريق إما المفاوضات أو تطبيق ما تم من معاهدات، علي الأقل بفصل الدولتين" تختتم عضو اتحاد المحامين العرب.

إنفوجراف "الدستور"

تدليس الحقائق 

وفي السياق، يقول العقيد حاتم صابر، خبير مكافحة الإرهاب الدولي وحرب المعلومات، إن ما يرتكبه جيش الاحتلال الاسرائيلي من مجازر وانتهاكات وحشية غير مسبوقة، ترجع أسبابها إلي اقتناعه الزائف بأن استخدام القوة الغاشمة ضد المدنيين العُزل يمكن أن يؤدي إلي تصفية القضية الفلسطينية بنظريات الإبادة العرقية وإخلاء القطاع من أهله، حتى يتمكن من فرض سيطرته علي كافة الأراضي المحتلة.

ويشير "صابر" إلى احتمالية أن تؤثر الحرب علي مصر حال خروج الأمور عن السيطرة ودخول الأطراف الدولية في حرب بالوكالة -كما هو حال في الحرب الروسية الأوكرانية- وهو سيناريو نأمل ألا نصل إليه في ظل هذه الأزمة الدائرة. فوجود حاملة الطائرات الأمريكية في المنطقة جاء في محاولة لتحييد دخول حزب الله والجيش السوري الحرب ضد إسرائيل.

العقيد حاتم صابر، خبير مكافحة الإرهاب الدولي وحرب المعلومات

"تدليس المعلومات والحقائق الأصيلة بأن فلسطين هي صاحبة الأرض، يمكن القول إنه من أبرز جرائم الحرب التي ترتكبها الآن قوى الاحتلال، ولكن لا يمكن طمس الحقيقة طوال الوقت، وإذا كانت مواقع التواصل الاجتماعي تحت سيطرة دولة الاحتلال الإسرائيلية، فلا يمكن مواصلة طمس الحقيقة الثابتة بأن فلسطين دولة عربية وهذه أرضها"، وفقًا لحديث "صابر".

وعن مواجهة تدليس الحقائق ومحو جرائم الحرب التي يرتكبها الاحتلال، يوضح خبير مكافحة الإرهاب الدولي، أنه يمكن إعادة تنظيم المحتوى الخاص بالقضية الفلسطينية ونشره عبر مواقع التواصل الاجتماعي بنظرية الإغراق المعلوماتي، مما يعوق محاولات طمس الحقائق التي ينتهجها مشغلي مواقع التواصل الاجتماعي، المُسيطر عليهم من الدولة العبرية بطريق مباشر أو غير مباشر.

إنفوجراف "الدستور"

ويختتم: "جميعنا ننتظر سقوط جيش الاحتلال في مستنقع حرب المدن والأنفاق، وهو ما سيؤثر سلبًا علي معنويات جيشهم، وسيجبره على العودة إلي طاولة المفاوضات والخروج بأي مكاسب لإنهاء الصراع".

 

الآن، تتجاهل إسرائيل كل المبادرات والجهود الدولية لوقف إطلاق النار، وتصعّد من عدوانها على غزة، تتجاهل كل المطالبات والشجبات والإدانات من قبل المجتمع الدولي، وتواصل انتهاك حقوق الشعب الفلسطيني.