رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"إحنا لبعضينا".. مبادرات مصرية لدعم الفلسطينيين فى مواصلة أعمالهم تحت القصف

مصر وفلسطين
مصر وفلسطين

تتبنّى إسرائيل انتهاكات صارخة تنافي كل معاني الإنسانية في حق الفلسطينيين أصحاب الأرض، فبعد ساعات من عملية طوفان الأقصى أعلنت تل أبيب عن قطع الكهرباء والإنترنت وجميع الإمدادات عن فلسطين وتحديدًا قطاع غزة.

حرب التصفية التي تشنها إسرائيل لإبادة فلسطين جعلتهم يتشبثون أكثر بأرضهم وركام بيوتهم حتى الموت، والمجازر التي تتعرض لها غزة زادت من شعور المصريين بالقهر والتعاطف والاستعداد بالتضحية من أجل الأشقاء الفلسطينيين.

وخلال الساعات الماضية استعد المصريون إلى خوض معركة من طراز خاص، إذ بادروا بالتطوع في كل المجالات الممكنة لمساعدة الفلسطينيين في البقاء على قيد الحياة؛ ومن هنا انتفض عدد من الشباب والفتيات في مصر لمساعدة الفلسطينيين والقيام بإنجاز أعمالهم وأشغالهم عن بعد لا سيما التي تأثرت جراء انقطاع الخدمات والكهرباء.

انقطع التواصل قبل إرسال العمل          

بمجرد سماع أخبار القصف والمجازر التي تحدث في فلسطين، كان ذلك دافعًا كافيًا للتفكير في المساعدة في إطار الإمكانات المتاحة، هكذا بدأت ريهام فوزي تعمل في التصميم والبرمجة وحديثها عن التطوع لمساعدة الفلسطينيين لإنجاز عملهم عن بعد.

وتقول: "حبينا نساعد إخوتنا الفلسطنيين المصممين والمبرمجين وكتاب المحتوى إللى في نفس مجالنا، في ظل انقطاع الكهرباء والإنترنت عنهم، وذلك من خلال أننا نكمل أعمالهم التي قد بدأوها مع عملائهم وهتتوقف بسبب الحرب".

"حتى الآن تواصلت معي فتاة فلسطينية اسمها ريم، وكانت تطلب بالفعل المساعدة في إنجاز العمل المطلوب منها ولم تتمكن من عمله بسبب انقطاع الكهرباء والخدمات ومع الأسف انقطع الاتصال عن ريم قبل أن ترسل لي كل التفاصيل والمواد المطلوبة منها.. وأنا في انتظارها".

"أملنا أن تنتهي الحرب على إخوتنا الفلسطينيين بأقل خسائر ممكنة، وبنحاول نساعد بأشياء قد تبدو بسيطة ولكن نحاول تقليل حجم الخسائر، وميخسروش مصدر رزقهم"، بحسب ريهام.

في إطار دعم مصر لفلسطين، انطلقت قوافل التحالف الوطني للعمل الأهلى التنموى وحياة كريمة نحو القطاع، وتضم قرابة 106 قاطرة محملة بكميات ضخمة من المساعدات الإنسانية تتضمن ألف طن من المواد الغذائية واللحوم و40 ألف بطانية بجانب مايزيد عن 50 ألف قطعة ملابس وأكثر من 300 ألف علبة من الأدوية والمستلزمات الطبية، وذلك لدعم الأشقاء فى فلسطين جراء أعمال العنف التى شنتها قوات الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة.

انفوجراف "الدستور"

التكاتف واجبنا

رفضت أميرة النجار، متخصصة في التسويق، التبرع بالمال خوفًا من عدم وصوله إلى الفلسطينيين في ظل الأحداث المريرة التي يعيشونها: "هي الفكرة كلها جات من إني كنت بحاول اتبرع لهم بس مكنش فيه جهات تبرع كتير في بداية الأزمة، كما أرى أن المساعدة المادية لم تكن مجزية في ظل هذه الظروف فهي هتكون مساعدة وقتية فقط".

وتوضح: "فكرت كثيرًا عن أكثر المساعدات الملموسة لأهل فلسطين في الوقت الحالي، وإيه ممكن يساعدهم على الفترة البعيدة، وكان أفضل شيء هو مساعدتهم للحفاظ على شغلهم وأساعدهم في المجال المتخصصة فيه".

بالتأكيد المساهمة ستكون مجانية بشكل كامل، هكذا تؤكد أميرة: "الشخص اللي هيسلمني شغله أنا هقوم بإنجازه وهو يحصل على المقابل المادي كاملًا، هدفي هو المساعدة الإنسانية والمعنوية إلى أن تنتهي هذه الفترة العصيبة".

أميرة النجار

تحت الطلب

المجالات التي بادر المصريون في مساعدة الأشقاء الفلسطينيين فيها كانت متعددة ومختلفة، إذ يقول محمد طارق، مهندس متخصص في تكنولوجيا المعلومات: "بحكم أني اشتغلت في أكثر من مجال فأنا لي الشرف أن أساعد إخوتي الفلسطينيين الذين يواجهون صعوبة في ممارسة عملهم في عدة مجالات".

مع انقطاع الكهرباء المستمر في فلسطين لا أستطيع أن أتواصل معهم بشكل كبير، يقولها طارق مستطردًا، نحن على أتم استعداد للمساعدة ونحاول التواصل مع أشقائنا الفلسطينيين إلا أن الأمر صعب بعض الشيء.

يعمل المهندس طارق في أكثر من مجال، ومن هنا ينتظر أي طلب لمساعدة الفلسطينيين في مجال كتابة المحتوى ومجال أمن المعلومات لحماية المتاجر الإلكترونية من القرصنة.

محمد طارق 

ويشهد قطاع غزة قصفًا إسرائيليًا مكثفًا أودى حتى الآن بحياة ما لا يقل عن 2329 شخصًا في القطاع الفلسطيني المحاصر، وإصابة الآلاف، وفق وزارة الصحة الفلسطينية.

العجز

إسراء طايل، متخصصة في كتابة الإعلانات والتصميم، تقول: "المبادرة دي عبارة عن أننا هنعمل الشغل مكان إخوتنا في فلسطين، يعني مثلًا اللي كان فيهم شغال في كتابة المحتوى والإعلانات والتصميم وشغله واقف بسبب الحرب، فإحنا هنا معهم قلبًا وقالبًا وهنعمل ليهم الشغل دا مجاني ونسلمه مكانهم".

"الشعور بالعجز مرير للغاية"، هكذا توصف إسراء الحالة التي تشعر بها حيال ما يحدث في فلسطين، موضحة: "عشان حالهم ميقفش أكتر ماهو واقف واهي حاجة بسيطة نحاول نقف بيها معاهم بدل حالة العجز اللي إحنا فيها دي".

وتختتم إسراء: "المبادرة كانت من أكثر من شخص من الشباب والفتيات إيمانًا بأهمية دورنا في الوقت الحالي، ومن هنا فكرنا أن لو حد من إخوتنا في فلسطين بيشتغل فريلانسر ومش قادر ينجز شغله بسبب الأحداث أو ضعف أو انقطاع النت فإحنا مستعدين ننجز له شغله بدون مقابل في المجالات اللي إحنا متخصصين فيها".