رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كيف تتعامل روسيا مع تطورات قضية فلسطين.. خبير يجيب

بوتين
بوتين

أكد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أن الوضع الحالي في فلسطين جاء نتيجة لفشل السياسة الأمريكية في المنطقة، وأن الحل الوحيد للخروج من تلك الأزمة يتمثل في ضرورة العودة إلى قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بشأن إنشاء دولة فلسطينية ذات سيادة، كما دعا طرفي النزاع إلى تقليل الأضرار التي تلحق بالمدنيين إلى أدنى حد ممكن. 

وحول الموقف الروسي من الأحداث الجارية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، قال أحمد السيد، الباحث بالمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، الموقف الروسي يغلب عليه المرونة ويعتمد على مصالح موسكو الجيوسياسية في المنطقة.

كما دعا وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، جميع الأطراف المعنية إلى تكثيف الجهود من أجل ضمان الظروف الملائمة للاستئناف السريع لعملية المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين، والتي ينبغى أن تتوج بإنشاء دولة فلسطينية مُستقلة داخل الأراضي، والتعايش بسلام بين الدولتين. 

وأضاف السيد، في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أنه بحكم العلاقات التاريخية والطويلة الأمد التي تتمتع بها روسيا بين الفلسطينيين والإسرائيليين، تواصل الاتصالات على مستويات مختلفة من أجل وقف التصعيد بين الجانبين. 

موسكو تعمل على استغلال الأزمة الراهنة وتلقى باللوم على واشنطن

وأشار السيد إلى أن موسكو تعمل على استغلال هذه الأزمة في عدد من الأمور، منها، أولًا إلقاء اللوم على الولايات المتحدة الأمريكية، وأنها مارست ضغوطها على الفلسطينيين ولم يتم أخذ المصالح الأساسية للشعب الفلسطيني في الاعتبار، بل قام الغرب والولايات المتحدة بدعم إسرائيل بدلا من المطالبة بوقف الأعمال العدائية، أيضا تنتقد روسيا الولايات المتحدة نتيجة احتكار جهود الوساطة وتحويل الحوار بين الفلسطينيين والإسرائيليين بعيدا عن التسوية السياسية، وبعيدا عن إنشاء دولة فلسطينية مستقلة وذات سيادة.

وأوضح السيد أن روسيا ترى أن حل المشكلة الفلسطينية لا بد أن يكون وفقًا لمبدأ الدولتين وفقًا لقرارات  مجلس الأمن والأمم المتحدة واحترام حقوق الشعب الفلسطيني.

وأضاف أن الأمر الثاني هو تكثيف الهجمات الروسية على أوكرانيا، وقد تستغل روسيا انشغال العالم بما يجري على الأراضي الفسطينية وتعمل على تكثيف هجماتها على أوكرانيا، وهذا يعكس استراتيجية روسيا في استخدام التحويل الاستراتيجي لتعزيز مكانتها على الساحة الدولية وتحقيق أهدافها الاستراتيجية.

وتابع السيد، الأمر الثالث هو تعزيز العلاقات الإقليمية، مشيرا إلى أن روسيا يمكنها استخدام الأزمة بين فلسطين وإسرائيل لتعزيزعلاقاتها مع دول الشرق الأوسط الأخرى، مثل إيران وتركيا، من خلال دعم أو استفزاز أحد الأطراف، كما يمكن لروسيا تعزيز تحالفاتها وزيادة تأثيرها في المنطقة.

وأضاف أن الأمر الرابع هو دور دبلوماسي، خاصة أن روسيا تسعى عادةً للعب دور دبلوماسي في القضايا الإقليمية والدولية، وقد يستخدم الرئيس بوتين الأزمة لزيادة تأثير روسيا في الشرق الأوسط وتقوية موقفها كوسيط دبلوماسي في محاولة للتوسط وتعزيز دورها في تحقيق السلام.

وأوضح أن الأمر الأخير هو تعزيز التأثير الجيوسياسي: بالمشاركة في تسوية النزاع في الشرق الأوسط، فيمكن لروسيا تعزيز تأثيرها الجيوسياسي والحفاظ على وجودها في المنطقة، وهذا يمكن أن يكون له تأثير إيجابي على مكانتها كقوة إقليمية وعالمية.

واختتم السيد تصريحاته قائلا: "إن روسيا هي الطرف الأكثر ربحًا من الأزمة الراهنة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، فهي من ناحية ستصرف أنظار الولايات المتحدة الأمريكية والغرب عن الحرب في أوكرانيا، الأمر الذي سيسمح لروسيا باللعب بحرية في مسرح العمليات في ظل انشغال المجتمع الدولي بالأزمة، وأيضًا ستعمل روسيا على مواصلة هجومها وانتقادها للولايات المتحدة الأمريكية، وتبرر فشل واشنطن في إيجاد تسوية سلمية للصراع أو تنفيذ قرارات مجلس الأمن، والترويج لدول المنطقة على أنها قوة قادرة على قيادة جهود الوساطة الدولية وتعزيز الاستقرار بخلاف الغرب. كما ستقود الأزمة- حال استمرارها- إلى زيادة أسعار النفط بما يخدم مصالح موسكو كونها من أكبر الدول إنتاجًا للنفط على مستوى العالم، والأمر الأخير، أنه ستعمل روسيا على استغلال الأزمة في زيادة مبيعاتها من الأسلحة للدول المعنية بالأمن في المنطقة.