رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

لعبة أمم على حدودنا الأبية

ياله من احتفال مفرح ومبهج ومبلسم للنفوس القلقة.. لقد كانت عروض الاحتفال بتخرج شباب وفتيات الكليات العسكرية لينضموا لوحدات وقوات جيشنا العظيم غاية في الإبهار، وذلك تزامنًا مع الاحتفالات التي تشهدها مصر بالذكرى الخمسين لنصر أكتوبر المجيد.. توالت المشاهد البديعة.. بداية بمراسم تقليد علم القوات المسلحة وسام الجمهورية.. عرض جوي، تشكيلات جوية على شكل رقم خمسين، نسبة إلى مرور 50 عامًا على حرب أكتوبر المجيدة، وحملت طائرات الهليكوبتر علمي مصر والقوات المسلحة..
كما تضمن برنامج تلك الاحتفالية التاريخية عرضًا لطائرات إف 16 والتي تعد من مقاتلات الجيل الرابع.. عرض لطائرة الإنذار المبكر وطائرتى ميراج 2000، والمقاتلات متعددة المهام، وطائرات الرافال وطائرات ميج 29 متعددة المهام.. عرض بديع لفريق الفروسية..
وقدمت قوات الصاعقة المصرية عرضًا مذهلًا خلال الحفل، مع عرض مهم لطائرات تؤمن قوات الصاعقة خلال تنفيذ مهامها، حيث تم استخدام محدثات صوت خلال العرض..
وتابعنا باستمتاع وزهو ما  قدمه رجال المظلات من عروض مبهرة وجمالية تميزت بمهارات وقدرات بديعة على تكوين أصعب التشكيلات بمعداتهم المروحية، وقدم الرئيس عبدالفتاح السيسي، التحية لأعلام الدول العربية التي شاركت في حرب أكتوبر، وشهد عرضًا للمعدات التي شاركت في حرب أكتوبر 1973 والتي تخطت بها القوات المسلحة قدراتها لتسطر بها أمجادها..
أعتذر عزيزي القارئ لجريدتنا الغراء للإطالة في عرض بعض ما تم تقديمه في تلك الاحتفالية المبهرة بمناسبة اليوبيل الذهبي لحرب أكتوبر العظيمة، وقد يغفر لي تلك الإطالة رغبتي كمواطن مصري في إعلان فرحتي بشباب بلادي والزهو بقدرات جيش وطني عظيم، ولأن تلك الاحتفالية كانت بمثابة رد على كل رسائل الطامعين المتربصين بحدود بلادي، والتي يتوالى إعلانها بوقاحة من أجل إحياء مخطط قديم أطاحت به ثورة 30 يونيو بجسارة وحكمة قائد تجاوزنا معه أزمنة الفشل والبلادة والاستكانة.. 
وعليه، كان خطاب الرئيس عبدالفتاح السيسي شديد الأهمية وبالغ الوضوح ومكتمل الرؤية من منصة عسكرية وطنية لعل من يتصورون أن مصر وشعبها وقياداتها قد يأتي اليوم الذي يفرطون فيه في الانتصار للقضية الفلسطينية استثمارًا لأحداث النزاع الأخيرة على أرض غزة والتي امتدت للضفة الغربية أيضًا..
لقد وجه الرئيس السيسي رسالة بالغة الوضوح والبأس لكل شعوب العالم مفادها أن مصر تواصل بكل قوة دورها المسؤول والريادي والذي تتقدم به الصفوف في الدفاع عن القضايا والحقوق العربية وفي القلب منها وفي الصدارة القضية الفلسطينية، وأن مصر التي لم تخذل أمتها العربية عبر التاريخ في كل أزمنة المحن والأزمات، وتواصل بكل قوة ذلك الدور، سواء في حالات الحرب حينما تكون مصر مقاتلة، أو في حالات السلام حينما تكون مبادرة، ولن تخذل مبادئ القانون الدولي ولن تتراجع عن الالتزام بالقيم الأخلاقية والانتصار للمواقف الحكيمة..
وكانت إشارته لأهمية أن ينتهي الصراع  بالوصول لإقرار حالة سلام وإلا كنا نمارس العبث بمقدرات شعوبنا، وعليه فقد دعا الرئيس جميع الأطراف إلى ضبط النفس وإخراج الأطفال والنساء من دائرة الحرب، محذرًا من خطر ترك أي شخص يتعرض للخطر وحده..
ومن جديد، كان تأكيد الرئيس بشكل واضح أن سعي مصر للسلام، واعتباره خيارها الاستراتيجي يحتم عليها ألا تترك الأشقاء في فلسطين الغالية، وأن نحافظ على مقدرات الشعب الفلسطيني الشقيق، وتأمين حصوله على حقوقـه الشـرعية فهذا هو موقفنا الثابت والراسخ، وليس بقرار نتخذه بل هو عقيدة كامنة في نفوسنا وضمائرنا آملين بأن تعلو أصوات السلام، لتكف صرخات الأطفال، وبكاء الأرامل ونحيب الأمهات ولن يتأتى ذلك، إلا بتوفير أقصى حماية للمدنيين من الجانبين فورًا، والعمل على منع تدهور الأحوال الإنسانية، وتجنب سياسات العقاب الجماعي، والحصار والتجويع والتهجير..
وطالب أطراف الصراع بالحرص على عدم تحميل الأبرياء تبعات الصراع العسكري، وهو ما يستوجب تسهيل وصول المساعدات الإنسانية، لأبناء الشعب الفلسطيني، بشكل عاجل ويجب على المجتمع الدولي اليوم أن يتحمل مسؤولياته في هذا الصدد، فمن أجل السلام فليعمل العاملون..
وأكد الرئيس أكثر من مرة أن مصر ستستمر في بذل جهودها من أجل السلام، وأنها لن تترك الشعب الفلسطيني الشقيق، معبرًا عن رغبتها في تأمين حقوقهم الشرعية والمحافظة على مقدراتهم..
وفي إطار القضية الفلسطينية، أكد السيسي على ضرورة عدم تحميل الأبرياء مشاكل النزاع العسكري، وشدد على ضرورة تسهيل وصول المساعدات العاجلة لقطاع غزة، داعيًا المجتمع الدولي إلى تحمل مسئوليته في تقديم المساعدة في هذا الشأن، وضمان عدم تعرض المدنيين للخطر..
وفي ختام كلمته، أكد السيسي أهمية تحقيق السلام كخيار استراتيجي، وشدد على ضرورة حل الصراعات والصعوبات التي تعصف بالمنطقة بمراعاة المبادئ القانونية والأخلاقية، وأعرب عن أمله في أن يتمكن صوت السلام من العلو فوق صراخ الأطفال وبكاء الأرامل.