رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"فاينانشيال تايمز": إسرائيل تسعى لنقل سكان غزة إلى مصر للتخلص من حماس

قطاع غزة
قطاع غزة

أكدت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية أن إسرائيل كانت تسعى للدفع بالفلسطينيين من قطاع غزة إلى مصر من أجل التخلص من حركة حماس ونقل أزماتها إلى القاهرة، حيث قدم متحدث عسكري إسرائيلي، أمس الثلاثاء، بعض النصائح للفلسطينيين الذين يسعون للفرار من قصف بلاده لقطاع غزة: "اخرجوا عبر الحدود المفتوحة مع مصر"، قبل أن يتراجع الجيش الإسرائيلي عن هذه التصريحات.

وفي وقت لاحق، أمس الثلاثاء، أصدر مكتب المتحدث باسم الجيش اللفتنانت كولونيل ريتشارد هيشت توضيحًا، قائلًا إنه لم تكن هناك دعوة رسمية من إسرائيل لسكان قطاع غزة للخروج إلى مصر.

مخططات إسرائيلية للتخلص من سكان قطاع غزة وحماس

وأوضحت الصحيفة البريطانية أن المشكلة أن معبر رفح في جنوب القطاع الفلسطيني كان مغلقًا في وقت سابق من اليوم، وهو مفتوح فقط للمسافرين الحاصلين على تصريح مسبق، كما تسببت غارة جوية إسرائيلية في حدوث أضرار بالقرب من المعبر من الجانب الفلسطيني، فلم تستطع شاحنات المساعدات العبور بسبب تضرر المعبر الفلسطيني.

وتابعت أنه بالرغم من التراجع الإسرائيلي عن التصريحات، فإنه يسلط الضوء على مخاوف مصر منذ فترة طويلة بشأن مخططات إسرائيل لنقل سكان قطاع غزة إلى شبه جزيرة سيناء، وبالتالي التخلص من حركة حماس وأزماتها.

وقال أحمد كامل البحيري، المحلل في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية: "إن إسرائيل، باعتبارها القوة المحتلة، تتحمل مسئوليات تجاه غزة بموجب القانون الدولي، لا يمكنها أن تتخلى عن هذه الأمور وتحول المشكلة إلى مصر".

وأضاف أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يسعى إلى توسيع الأزمة والضغط ليس على سكان غزة فحسب، بل على الدول المجاورة أيضًا.

وأفادت الصحيفة بأن نصائح نتنياهو وخطاب المسئولين الإسرائيليين بنصيحة أهل غزة بمغادرة منازلهم لا تعني سوى التوجه إلى مصر، فهي المكان المنطقي الوحيد الذي يمكنهم الذهاب إليه، نظرًا لأنهم لا يستطيعون الفرار إلى إسرائيل أو حتى القفز في البحر الذي تسيطر عليه إسرائيل أيضًا.

ليست المرة الأولى

وأوضحت الصحيفة البريطانية أن التصريحات الإسرائيلية المشوشة من هيشت لم تكن المرة الأولى التي يقترح فيها مسئول إسرائيلي على الفلسطينيين الذهاب إلى مصر، وقد جادل السياسيون والمعلقون اليمينيون داخل إسرائيل بشكل دوري بأنه يمكن إعادة توطين سكان غزة في شبه جزيرة سيناء، ولكن مصادر مصرية رفيعة المستوى أفادت بأن السيادة المصرية لا ينبغي انتهاكها، وأن سلطات الاحتلال مسئولة عن إنشاء ممرات إنسانية لإنقاذ شعب غزة، لأن تفريغ قطاع غزة من سكانه يعني انتهاء القضية الفلسطينية.

وأوضحت الصحيفة البريطانية أن الرئيس عبدالفتاح السيسي رد على ما يحدث في قطاع غزة، قائلًا: "الأمن القومي هو مسئوليتي الأولى، ولن يكون هناك أي تهاون أو إهمال تحت أي ظرف من الظروف"، وفي إشارة محتملة إلى الحديث عن توطين سكان غزة في مصر، مضيفًا: "لن نسمح بحل القضية الفلسطينية على حساب الأطراف الأخرى".

وتابعت الصحيفة أن القاهرة تدرك جيدًا تعاطف الشعب المصري الكبير تجاه القضية الفلسطينية، ورغبته في إقامة دولة فلسطينية خاصة بهم وليس تهجيرهم من منازلهم وإجبارهم على ترك أرضهم، كما أن مصر تُعدّ من أبرز الوسطاء الدوليين في القضية الفلسطينية.

وأضافت أن دور مصر الوسيط في القضية الفلسطينية ساهم في تعزيز مكانتها الدولية، وساعد سجل مصر في تأمين الهدنة، في ظل الصراعات والدول الفاشلة في ليبيا والسودان، على تعزيز مكانتها أكثر.

وأشارت إلى أنه اليوم وبعد 4 أيام من تصاعد التوترات العسكرية، تجري القاهرة الاستعدادات المكثفة لاستقبال الجرحى وإرسال المساعدات الإنسانية إلى غزة عندما يكون ذلك ممكنًا.

ممر إنساني بالتعاون مع مصر

وقال مستشار الأمن القومي الأمريكي، جيك سوليفان، أمس الثلاثاء، إن خطة المرور الآمن هي "شيء نناقشه أيضًا مع نظرائنا في إسرائيل ومع نظرائنا في مصر"، لكنه لم يقدم تفاصيل.