رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بمقدار 100 مرة.. الممارسات البشرية أدت لارتفاع درجات الحرارة القاتلة فى أمريكا الجنوبية

أزمة المناخ
أزمة المناخ

أظهرت الأبحاث أن أزمة المناخ هي السبب الرئيسي لدرجات الحرارة غير الموسمية الأخيرة في الشتاء الجنوبي وأوائل الربيع.

وأظهر العلماء أن درجات الحرارة القاتلة في وسط أمريكا الجنوبية خلال الشهرين الماضيين كانت أكثر احتمالًا 100 مرة، بسبب الممارسات البشرية التي عطلت المناخ.

وتجاوزت درجات الحرارة 40 درجة مئوية في أواخر الشتاء وأوائل الربيع في نصف الكرة الجنوبي، مما أثر على الملايين وأدى إلى وفيات مرتبطة بالحرارة.

ظاهرة النينو 

وقد تم إلقاء اللوم جزئيًا على ظاهرة النينو هذا العام، لكن دراسة سريعة أجراها باحثون في World Weather Attribution كشفت أن أزمة المناخ التي هي من صنع الإنسان كانت إلى حد بعيد السبب الرئيسي للدفء غير الموسمي.

وفحصت الدراسة الأيام العشرة الأكثر حرارة على التوالي في أغسطس وسبتمبر في منطقة تشمل باراجواي ووسط البرازيل وأجزاء من بوليفيا والأرجنتين، حيث صدرت تحذيرات من موجة الحر.

وباستخدام التحليل الإحصائي للاتجاهات التاريخية والبيانات على الأرض ونماذج الكمبيوتر، وجدت أن درجات الحرارة في هذه الفترة ارتفعت بما يتراوح بين 1.4 درجة مئوية و4.3 درجة مئوية نتيجة لتسخين المناخ من قبل الإنسان.

في الماضي، كانت درجات الحرارة هذه مستحيلة تقريبًا، لكن من المتوقع أن تحدث كل 30 عامًا، وإذا ارتفعت درجة الحرارة العالمية إلى درجتين مئويتين فوق مستويات ما قبل الصناعة، فمن المتوقع حدوث موجات حر مماثلة كل خمس أو ست سنوات. وارتفعت درجة حرارة العالم الآن بنحو 1.2 درجة مئوية.

وقال لينكولن مونيز ألفيس، الباحث في المعهد الوطني البرازيلي لأبحاث الفضاء، إن الرسالة الرئيسية هي أن العوامل البشرية وليست الطبيعية هي التي تقف وراء التطرف، وقال: "نريد أن نكون واضحين: كان من الممكن أن يساهم تطور ظاهرة النينو ببعض الحرارة، ولكن بدون تغير المناخ، كانت حرارة الربيع بهذه الشدة غير مرجحة للغاية".

وقد تأثر الملايين من الأشخاص مع ارتفاع درجات الحرارة في البرازيل وبوليفيا والأرجنتين وباراجواي في فصل الربيع، حيث ارتفعت درجات الحرارة القصوى على المستوى الوطني إلى أكثر من 40 درجة مئوية. 

ولا يزال التأثير قيد القياس، حيث تم الإبلاغ عن أربع حالات وفاة مرتبطة بالحرارة في ساو باولو، التي سجلت 37 درجة مئوية، وفقًا للعلماء، على الرغم من أنهم يقولون إن العدد الحقيقي ربما لن يُعرف قبل عدة أشهر.

جاء ذلك بعد شتاء دافئ في أجزاء كثيرة من أمريكا الجنوبية. وفي الأرجنتين، وصف مكتب الأرصاد الجوية الوضع بأنه "خارج عن النطاق" بعد أحر بداية لشهر أغسطس منذ 117 عامًا.

وفي الشمال، تعاني العديد من مناطق غابات الأمازون المطيرة من موسم جفاف أصعب من المعتاد. نفق ما لا يقل عن 139 من الدلافين النهرية المهددة بالانقراض في بحيرة تيفي، التي تشبه الحمام الساخن بعد أن أدى الجفاف الذي طال أمده إلى جفاف معظم المياه.