رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"الجارديان": نتنياهو المسئول الأول عن التصعيد فى الأراضى المحتلة

نتنياهو
نتنياهو

أكدت صحيفة "الجارديان" البريطانية، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو هو المسئول الأول عن تصاعد الأزمة التاريخية بين إسرائيل وفلسطين، والتي أدت إلى "طوفان الأقصى" والعدوان الإسرائيلي الغاشم على غزة، فضلًا عن الانقسامات والغضب التي سبقت هذه الكارثة المروعة.

عودة الحرب مرة أخرى إلى قطاع غزة

وتابعت الصحيفة البريطانية أنه من الكارثي أن الإسرائيليين والفلسطينيين عادوا مرة أخرى إلى الحرب، ومع ذلك، كان واجب نتنياهو الأول هو منع مثل هذا الاحتمال، لقد فشل فشلًا ذريعًا، ومقياس فشله هو العدد غير المسبوق من القتلى المدنيين، ووعد بالأمن، لكنه خلق بحرًا من الدموع في كلا الجانبين. إذا كان لديه أي نزاهة متبقية، أو أي خجل على الإطلاق، فلا ينبغي له أن ينتظر التحقيقات الحتمية، عليه أن يستقيل فورًا.

وأضافت أن مسيرة نتنياهو السياسية الطويلة اتسمت بالخوف والمواجهة، والآن، عادة ما يكون رده الانتقامي على هجوم حماس الفظيع في نهاية الأسبوع هو التعهد بمزيد من العنف، والمزيد من التصعيد، وهو يحذر سكان غزة المحاصرين بمغادرة منازلهم مع اشتداد القصف الجوي الإسرائيلي وتجمع قواتها البرية بشكل جماعي، لكنهم محاصرون من كل جانب، أين يجب أن يذهبوا؟، هذه ليست سياسة عقلانية أو إنسانية أو مستدامة، إن استمرار نتنياهو في السلطة، والكفاح من أجل تبرير أخطائه، لن يؤدي إلا إلى تفاقم الأمور.

وتابعت أن العديد من الإسرائيليين يدركون هذه الحقيقة تمام الإدراك، حتى لو لم يفهمها نتنياهو وحلفاؤه اليمينيون المتطرفون في الائتلاف الحاكم، الذين يستفزونهم عمدًا، وجاء في مقال افتتاحي في صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية: رئيس الوزراء الذي يفتخر بخبرته السياسية الواسعة وحكمته التي لا يمكن الاستغناء عنها في المسائل الأمنية، فشل تماما في تحديد المخاطر التي كان يقود إسرائيل إليها عن عمد عند تشكيل حكومة الضم ونزع الملكية، ومن خلال تبني سياسة تتجاهل علنا وجود وحقوق الفلسطينيين، ما جعل الاصطدام أمرا لا مفر منه.

وأضافت أن انفجار الغضب الفلسطيني لم يكن غير متوقع، لقد كان قادما منذ أشهر، وسط أعمال عنف مميتة شبه يومية في الضفة الغربية، حيث بدا أن المستوطنين الإسرائيليين اليمينيين، بتحريض من وزراء متطرفين مثل بتسلئيل سموتريتش وإيتامار بن جفير، يتصرفون دون عقاب. إن التوسع المتواصل للمستوطنات غير القانونية والوجود اليهودي المتزايد في جبل الهيكل، بالقرب من المسجد الأقصى، عندما يؤخذ في سياق رفض نتنياهو التفكير في أي نوع من "عملية السلام" عن طريق التفاوض، يزيد من الزيت على النار المشتعلة.

وأشارت إلى أن الفشل المذهل الآخر كان الجدار العازل الضخم الذي أقامته إسرائيل في قطاع غزة، والذي تبلغ تكلفته 1.1 مليار دولار، ويبلغ طوله 65 كيلومترًا وارتفاعه ستة أمتار، والذي تغلب عليه المهاجمون بسهولة واضحة، ومع ذلك، فإن رئيس وزراء البلاد، وليس الكتل والأسلاك الشائكة، هو الذي يعتمد عليه الأمن في نهاية المطاف.