رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"الجارديان": فرنسا تجنى عواقب عقود من استغلال مستعمراتها السابقة

الجيش الفرنسي
الجيش الفرنسي

اعتبر تقرير لصحيفة الجارديان البريطانية أن فرنسا تجني الآن عواقب عقود طويلة من التدخل لتحقيق مطامعها الاقتصادية في مستعمراتها السابقة بقارة إفريقيا، وذلك بعدما طُردت من النيجر، آخر معاقل نفوذها في دول الساحل.

وقال التقرير إن الرئيس إيمانويل ماكرون فشل في معالجة القضايا التي تواجه بلاده في القارة السمراء، لمحو "التاريخ الأسود" لفرنسا في مستعمراتها السابقة، وسط سباق محموم من الدول الكبرى للسيطرة على إفريقيا.

وأشارت الصحيفة إلى محاولة ماكرون طلب العفو من رواندا، التي تتهم فرنسا بالتواطؤ في الإبادة الجماعية التي شهدتها البلاد عام 1994، وراح ضحيتها قرابة 800 ألف رواندي، معظمهم من التوتسي، إضافة لمحاولته التواصل مع قادة البلدان الناطقة باللغة الإنجليزية، مثل جنوب إفريقيا.

ولكن هذه الجهود لم تمنع "التدهور المفاجئ" لنفوذ فرنسا في إفريقيا، وهو ما كانت له عواقب كبيرة على أمنها.

ولجأ قادة جمهورية إفريقيا الوسطى إلى روسيا، معتبرين أن فرنسا لا ترغب بحمايتهم من المتمردين، وسط حالة من الفقر الشديد والعنف، كما أن مواردها الكثيرة جعلتها عرضة للاستغلال من قبل الأجانب.

على سبيل المثال، بحسب الصحيفة، تستفيد مجموعة "فاجنر" الروسية من تصدير الألماس والذهب والأخشاب، كما يُدفع لمرتزقتها مبالغ كبيرة من المال لقمع السكان المحليين، بعدما غادرت آخر فرقة من القوات الفرنسية البلد، العام الماضي.

وفي مالي، تضاعف العنف منذ سيطرة الجيش على السلطة في 2020، وبعد اتفاق الانقلابيين مع "فاجنر"، سحبت فرنسا قواتها التي حاربت الإرهاب.

وخلال العامين الماضيين، ومع وجود أكثر من ألف عنصر من "فاجنر" في مالي الآن، تضاعفت الجرائم والأعمال الوحشية، وهو ما تسبب في تسارع ردود الفعل السلبية ممثلة بالانتهاكات والانضمام إلى التنظيمات الإرهابية، وبالتالي المزيد من الهجمات والاعتداءات.

الحال ذاته في بوركينا فاسو، التي تضاعفت فيها أعداد مقاتلي الجماعات المتشددة، بعد مغادرة القوات الفرنسية بطلب من الجيش الذي سيطر على السلطة العام الماضي.

أما النيجر فتعتبر آخر الدول التي طُردت فرنسا منها، بعدما سيطر العسكر على الحكم، في يوليو الماضي، ورغم رفض باريس مطالب الانقلابيين في البداية، إلا أنها وجدت نفسها مجبرة على سحب سفيرها وقواتها.

وكانت النيجر إحدى أكثر دول الساحل الإفريقي استقرارًا، لكن اليوم بات الخطر يحيط بها، مع ازدياد العنف المرتبط بالمتطرفين بنسبة 40%.

وكانت فرنسا تنشر 1500 من قواتها في النيجر، ووفر هذا العدد قوة كبيرة للدولة الأوروبية، وجعل المنطقة مركزًا مهمًا للحملة الهادفة لمكافحة التمرد عبر منطقة الساحل.