رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الفريق عبد المنعم خليل يروي كواليس اجتماع السادات بقادة الجيش قبل ساعة الصفر

الفريق عبد المنعم
الفريق عبد المنعم خليل

روى الفريق عبد المنعم خليل كواليس اجتماع السادات بـ قادة الجيش قبيل ساعة الصفر، وبنظرة شاملة يستعرض الفريق عبد المنعم خليل قائد الجيش الثاني الميداني، خلال حرب أكتوبر  73، في مذكراته “حروب مصر المعاصرة”، الحروب المعاصرة التي خاضتها مصر بداية من العام 1939 وحتي 1945 خلال الحرب العالمية الثانية، مرورا بحرب فلسطين والعدوان الثلاثي، وصولا إلى حرب الثلاث سنوات 1967 ــ 1973.

استعدادت حرب أكتوبر 

وفي القسم الذي خصصه الفريق عبد المنعم خليل” لــ حرب أكتوبر، يوضح كيف أنه مع صدور قرارات القيادة العليا ببدء المعركة بداية مع عام 73، أصدرت القيادة العامة للقوات المسلحة أوامر بالتعبئة واستدعاء رديف أول أبريل ورديف أول يوليو لمدة 15 يوما اعتبارا من 2 أبريل 73 كتجربة لعمليات الاستدعاء الأخري القادمة، كما بدأ الاهتمام يزداد بالتركيز علي التدريب والاستعداد القتالي للقوات دون كشف للخطة بأي طريقة.

وعن الاستعدادت للحرب، يشير “خليل” إلي أنه مع بداية شهر أكتوبر 73 حضر القائد الأعلي للقوات المسلحة أنور السادات أول اجتماع شامل للاستماع إلي تقارير القادة والرؤساء بشكل عام ومدي استعداد القوات المسلحة لتنفيذ المهمة، مع ذكر الصعوبات التي تواجها القوات المسلحة.

ثم يعرض خليل لتقارير قادة القوات المسلحة في نفس الاجتماع. حيث أكد “الجمسي” علي أنه تمت مرحلتان من مراحل إعادة تجميع القوات، والمرحلة الثالثة ستتم علي فترات لرفع درجة استعداد القوات المسلحة علي خطوات. وتسير خطة الخداع الاستراتيجي والتعبوي بالتنسيق مع وزارتي الخارجية والإعلام، أما خطة الخداع العسكري فقد تمت بنجاح.

 

تنسيق الضربة الجوية مع سوريا

وأفاد الفريق محمد حسني مبارك قائد القوات الجوية أنه لا تعديل في الخطة، وتم تنسيق الضربة الجوية المركزة مع سوريا: الضربة الأولى، ثم الضربة الثانية بعد ساعتين. 

بينما أوضح الفريق محمد علي فهمي قائد قوات الدفاع الجوي، أن انتقالات كتائب الصواريخ تسير حسب المخطط لتوفير حماية التجمع الرئيسي للقوات البرية في العمليات الهجومية. 

وقال الفريق فؤاد أبو ذكري قائد القوات البحرية، أنه لا تغيير في الخطة، والقوات أخذت مواقعها، وبدأت فعلا الغواصات في التحرك لتنفيذ مهامها.

وقال اللواء أركان حرب محمد سعيد الماحي مدير المدفعية: أنا جاهز لتنفيذ المخطط وتمهيد النيران للهجوم 4 قصفات منها قصفة واحدة كاذبة.

وتكلم اللواء أركان حرب مهندس جمال علي عن خطة التأمين الهندسي قائلا: “المعركة معركة مهندسين، وتبدأ بنا، ويحتم علينا الإسراع في فتح الساتر الترابي وتدبير مهمات الكباري، وحياتنا تتوقف على حماية المعابر، ويجب تركيز الدفاع الجوي لحمايتها”.

ورد الفريق محمد علي فهمي وقال: تم توفير كل ما يمكن توفيره لحماية المعابر (يقصد الكباري والمعديات ومناطق العبور).

وأكد الفريق الشاذلي رئيس أركان حرب القوات المسلحة، بأن معدات العبور كافية تماما وتأمين أعمال المهندسين متوفر من الأرض والجو.

وجاء دور هيئة الإمداد والتموين وتكلم رئيسها اللواء أركان حرب نوال سعيد قائلا: إن الإمداد وانتظام وصوله يحتاج إلي تركيز في التصنيع والإمداد بمعدات العبور. 

ثم تحدث اللواء عبد المنعم واصل قائد الجيش الثالث، قائلا: لا تغيير في المهمة، والجميع متفهم تماما وتم مراجعة الجيش، وتم التجهيز الهندسي للمصاطب والمنطقة الابتدائية للهجوم، ونحن علي استعداد. 

أما اللواء سعد مأمون، قائد الجيش الثاني، فقد أشار إلي أنه قد تم إعادة التجميع، وتم تدريب جميع القيادات واللواءات بكامل معداتها تماما مثل الحرب وهذا حقق نجاحا، وأنه لا تعديل في التخطيط الموضوع، ثم قال: وبإذن الله سنحقق المهمة، وقد عملت نداء كشحن معنويات للقوات بالجيش الثاني. 

وهنا قال الرئيس السادات لقائد القوات البحرية: البحرية مسئولة عن حماية جنب الجيش الثاني من بورسعيد إلي الشرق، وعبد الاستيلاء علي القنطرة ونقط العدو الحصينة شرق بورفؤاد، ويجب أن تقوم البحرية بحرمان العدو من أي تدخل بحري.

وعندما جاء دور منطقة البحر الأحمر قال اللواء إبراهيم كامل إنه لا تغيير في المهمة، والقوات جاهزة ومعنوياتها جيدة. ولكن السادات قال: يجب أن نتوقع أن العدو سيعمل ألاعيب. ومعروف ما قام به العدو من نشاط جوي واختراقات في المنطقة إلي عمق مصر من هذا الاتجاه.

المعنويات المرتفعة للجنود المصريين

ويلفت الفريق عبد المنعم خليل إلي: وعندما طلب مني تقديم تقريري عن المنطقة العسكرية المركزية، بدأت  قائلا بثقة في نصر الله لنا: الحقيقية أني متفائل بالنصر. وبصفتي كنت رئيسا للجنة الخاصة بالمرور علي تشكيلات ووحدات الجيوش الميدانية وقياس درجات الاستعداد أقول: إن الروح المهعنوية لقوات الجيش الثاني والثالث ووحداتي التي أرسلتها إلي الجيوش للدعم عالية ومرتفعة. 

وكذا عن الاستعداد القتالي لقوات المنطقة المركزية أقول: إن الانتشار سيتم في آخر ضوء يوم 4 أكتوبر 1973، والقوات تستعد في أماكنها لأعمال التأمين والدفاع، وتم التنسيق مع قوات الحرس الجمهوري. 

كما شرح العميد نبيل شكري قائد وحدات الصاعقة، خطة الصاعقة وأن استعدادات قوات الصاعقة تمام، والقوات جاهزة للتنفيذ، وطلب سرعة الإمداد التالي لوحداته في داخل سيناء. ورد عليه الفريق الشاذلي قائلا: نحن ملزمون بالإمداد بعد 48 ساعة. 

واختتم اللواء نوال سعيد رئيس هيئة الإمداد والتموين، موضحا أن أوضاع القوات والقواعد الإدارية تسمح بخدمة العملية بالكامل وتحمل ضربة العدو للإحباط، وأن الاحتياجات موزعة علي أنساق تضمن استمرار القتال، وأن الحملة قادرة علي الإمداد، حتي مع تعرض السكة الحديد للتعطيل، كما تم عمل خطة إمداد وتأمين فيما يختص بتعرض موارد الوقود.