رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الكاتب أحمد عبده: نصر أكتوبر تم بالتلاحم بين أفراد القوات المسلحة

الكاتب أحمد عبده
الكاتب أحمد عبده

الكاتب أحمد عبده، من الكتاب والمثقفين الذين شاركوا في حرب أكتوبر 73، والذي تحتفل مصر هذا العام بيوبيله الذهبي. 

وكشف عبده لـ “الدستور” عن ذكرياته في حرب أكتوبر، ومن بينها حكاية الشهيد محمد زرد.

الشهيد أحمد حمدي 

ويستهل “عبده” ذكرياته عن حرب أكتوبر، قائلا: أتكلم هنا عن مشاهداتي وتجاربي مع بطولات الآخرين، فبعد انتهاء الحرب بأيام وفي مهمة عسكرية، عبرت بنا العربة العسكرية بالطبع وكان ذلك من على الكوبري الفل الذي عبرت من عليه قوات الجيش الثالث، الواقعة في نطاق منطقة السويس، الدبابات والمصفحات والعربات والمدافع والصواريخ. كنت أنظر من نافذة العربة وإذا بي أرى لوحة خشبية صغيرة مرشوقة في الطرف الأيمن للكوبري مكتوب عليها “الشهيد أحمد حمدي” وهو كان العميد أحمد حمدي نائب مدير سلاح المهندسين.

وأوضح: سلاح المهندسين هم الذين أنشأوا عشرات الكباري على طول القناة، لم نكن نعرف اسمه في هذا التوقيت، بحكم صغر أعمارنا وصغر رتبنا، فهمنا من اللافتة أنه استشهد في هذا المكان وبعد ذلك عرفنا عنه الكثير، فهو استشهد في وسط جنوده أثناء إنشاء الكوبري، فكان العدو يلاحقهم كلما انتهو من أي كوبري، أو أثناء العمل فيه والغاية من هذه الملحوظة أن حرب أكتوبر تمت بالتلاحم بين أفراد القوات الضابط بجوار الجندي وبجوار ضابط الصف وكان هذا أحد أسرار الانتصار بل عبقرية حرب أكتوبر.

قصة الشهيد محمد زرد

ويضيف “عبده”: في نهاية الكوبري وكادت العربة أن تنتهي من عبوره إلى جهة الشرق في سيناء، ومن النافذة اليسرى لمحت لوحة خشبية أخرى، مرشوقة هذه المرة في تبة عالية من الرمال، مكتوب عليها “الشهيد محمد زرد” اجتازت بنا العربة منطقة المعبر وتوجهتْ بنا إلى حصن عيون موسى.

وتابع: فيما بعد عرفت قصة الشهيد محمد زرد، ودوره في هذا المكان وقد استشهد فيه، فهنا كان الحصن 149، أو كما يسمونه النقطة 149 الإسرائيلية، وهي إحدى حصون خط بارليف في هذا المكان الواقع أمام ذلك الكوبري، والمرشوق في رماله اللوحة المكتوب فيها اسم البطل، كان لابد من اقتحام هذا الحصن المنيع، المدجج بالدبابات والمدافع، وقذف طائرات العدو مقاومة العدو شرسة جدا زحف البطل/ الرائد محمد زرد على بطنه صاعدا التبة العالية، وهو يقبض على قنبلتين في يديه أصابته طلقات العدو في جنبه أمسك جروحه وصمم على الوصول لهدفه، صعد إلى أحد مزاغل الحصن " فتحات تهوية"، وهو يضغط على بطنه ليمنع خروج الأمعاء وألقى بالقنابل في المزغل وأشار إلى جنوده أن يقتحموا المزغل الثاني ويهبطوا منه بالحبال على عمق أكثر من عشرين مترا للتعامل مع قوات الحصن بالسونكي والقنابل، وتم نقل البطل إلى مستشفى السويس الميداني ليلقى ربه هناك. وللعلم مكان هذا الكوبري أو المعبر أُقيم النفق الشهير المسمى نفق أحمد حمدي.

واختتم: بعد رحلة الكوبري الِفل أو المعبر وبعد اقتحام حصن عيون موسى في اليوم الثاني للحرب، والتمكن من تحريره في اليوم الثالث. وهو يقع شرق مدينة السويس في سيناء على بعد 15 كم من القناة دخلنا الحصن المحرر لأجد الجنود؛ وعلى حوائط ودهاليز وممرات الحصن، وقد بطنها الإسرائيليون من الفورمايكا وقد قاموا بتسجيل ذكرياتهم على الحوائط، نقشها الجنود المصريون للذكرى فلان الفلاني بكالوريوس هندسة جامعة كذا فلان الفلاني ليسانس حقوق جامعة كذا وهكذا فقلت في نفسي أن هؤلاء هم أحفاد قدماء المصريين هذا الأمر مر عليَّ ولم ألقي له اهتماما ملحوظا وقتها وإذا بي في عام 2000  أي بعد 27 سنة من الحرب أتذكر هذا المشهد فأقوم بكتابة قصة بعنوان “نقش في عيون موسى” لينفرط شريط الذكريات وأكتب عددا كبيرا من القصص في هذا الاتجاه، مكونا مجموعة قصصية بالعنوان نفسه  نقش في عيون موسى تمجيدا وتسجيلا فنيا لبطولات أكتوبر الخارقة.