رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

علماء الأوقاف: الإسلام أعلى من شأن النفس الإنسانية

علماء الأوقاف
علماء الأوقاف

عُقدت فعاليات اليوم الثالث للأسبوع الثقافي بمسجد سيدنا عمرو بن العاص (رضي الله عنه) بالقاهرة، تحت عنوان: "من الكليات الست حفظ النفس وحفظ المال"، وذلك في إطار الدور التثقيفي الذي تقوم به وزارة الأوقاف.


وفي كلمته أكد الدكتور أحمد محمد عوض إمام وخطيب مسجد سيدنا عمرو بن العاص (رضي الله عنه) بالقاهرة، أن التشريع الإسلامي تشريع كامل يتناول كل أمور الحياة، ولا حياة للإنسان ولا للبلاد إلا بالمال، فهو عصب الحياة.

 

الدين يدعو إلى العمل والكسب الحلال وأداء حق المال

وبيّن الدكتور أحمد محمد عوض، أن الشرع وضع سياجًا للمعاملات المالية، حيث إن حب المال أمر فطري قال (سبحانه): "وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا"، مضيفًا أن الإسلام دين المحبة والتعاون والإيثار، يدعو إلى كل ما يحقق ذلك، وقد منع استغلال الإنسان لأخيه الإنسان، واستغلال حاجاته الضرورية قال (صلى الله عليه وسلم): "مَنِ احْتَكَرَ فَهو خاطِئٌ"، كما بيَّن أن الشرع حذَّر من طرق جلب المال بأساليب غير مشروعة، وبين أن كل إنسان سيحاسب عن ماله، حيث يقول (صلى الله عليه وسلم): “لا تزولُ قدَما عبدٍ يومَ القيامةِ حتَّى يسألَ عن عُمُرِهِ فيمَ أفناهُ ؟ وعن علمِهِ فيمَ فعلَ فيهِ ؟ وعن مالِهِ مِن أينَ اكتسبَهُ ؟ وفيمَ أنفقَهُ ؟ وعن جسمِهِ فيمَ أبلاهُ ؟”.

واختتم الدكتور أحمد محمد عوض حديثه بأن الشرع أمرنا بالسعي والأخذ بالأسباب لجلب الرزق الحلال قال (سبحانه): "هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا"، ويقول (صلى الله عليه وسلم): "لأن يأخذ أحدكم حبله فيأتي بحزمة الحطب على ظهره فيبيعها فيكُف الله بها وجهه: خيرٌ له من أن يسأل الناس، أعطَوْه أو منعوه"، فالدين يدعو إلى العمل واكتساب المال من الحلال، وأداء حقه وعدم استغلال الآخرين. 


وفي كلمته أكد الدكتور مصطفى عبد السلام  إمام وخطيب مسجد الإمام الحسين (رضي الله عنه) بالقاهرة، أن الحفاظ على النفس من مقاصد الشريعة الإسلامية، فقد أَوجبت الشريعة على الإنسان أن يمد نفسه بوسائل البقاء؛ من تناول للطعام والشراب، وتوفير الملبس، والمسكن، وحذر المسلم أن يمتنع عن هذه الضَّروريات إلى الحدِّ الذي يهدد بقاء حياته، كما بين أن الشرع نهى عن التطاول على الغير ولو بالإشارة قال (صلى الله عليه وسلم): “مَنْ أشارَ إلى أخيهِ بحديدَةٍ، فإِنَّ الملائِكَةَ تلْعَنُهُ، وإِنْ كانَ أخاهُ لأبيهِ وأُمِّهِ”.

وأوضح  الدكتور مصطفى عبد السلام،  أن الشرع يحرص كل  الحرص على سلامة المجتمع وحفظ العلاقات بين الناس، وعدم تخويفهم وترويعهم ولو بالإشارة والتهديد، ففيه إشارة لعظم مكانة النفس البشرية،  وأن الإسلام دعا إلى الحفاظ على النفس كل نفس بغض النظر عن الدين، أو اللون، أو الجنس، أو العرق، قال (صلى الله عليه وسلم): “مَنْ قَتَلَ مُعَاهَدًا لَمْ يَرِحْ رَائِحَةَ الْجَنَّةِ وَإِنَّ رِيحَهَا تُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ أَرْبَعِينَ عَامًا”.

واختتم الدكتور مصطفى عبد السلام حديثه بأن الإسلام أعلى من شأن النفس الإنسانية ورفع قدرها، وحافظ عليها أيًّا ما كان دينها وعقيدتها، فالنفس محترمة في ذاتها ولذاتها بصرف النَّظرِ عن معتقدها ومذهبها ودينها؛ لأن الذي خلقها وبَرَأها إنما هو الله رب العالمين، وقد أكَّد عظمة النفس وعظمة حرمتها، فأقسم بها الحق سبحانه: "وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا"، كما بين عظمة الجرم في التَّعدِّي عليها، فقال (سبحانه): "مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا".