رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الرئيس للشعب: التغيير لا يحدث بالهدم لكن بالعمل والكفاح والصبر

الرئيس عبد الفتاح
الرئيس عبد الفتاح السيسي

- المستشفيات الكبيرة معروضة على القطاع الخاص لإدارتها وخدمة المصريين بالمجان وبيع الخدمات للمرضى من غير المصريين

- معهد ناصر سيكون مدينة طبية عالمية والتكلفة تتجاوز 10 مليارات جنيه

كشف الرئيس عبدالفتاح السيسى عن أنه تم الاتفاق مع إحدى الشركات العالمية للانتهاء من إنشاء مصنع لإنتاج «مشتقات البلازما» عام ٢٠٢٦، مؤكدًا أن هذا المشروع سيسهم بشكل إيجابى فى تحسين الصحة العامة للمواطنين.

جاء ذلك، خلال مداخلة للرئيس السيسى خلال جلسة «العدالة الاجتماعية والصحة» ضمن فعاليات اليوم الثالث لمؤتمر «حكاية وطن.. بين الرؤية والإنجاز»، بالعاصمة الإدارية الجديدة.

وقال الرئيس إنه عندما تولى مسئولية وزارة الدفاع فكر فى مشروع «مشتقات البلازما»، والدولة المصرية كانت قد فكرت فى هذا المشروع سابقًا ولم تنجح، وطوال الفترة الماضية نتحدث فى مجلس الوزراء، وأقول لهم ضعوا الهدف وكونوا مُصرين على تحقيقه.

وأضاف: «حاولنا إنشاء هذا المصنع من ٢٠١٢، وطلبنا مساعدة الشركات العالمية المتخصصة للتعاون معنا، وتواصلنا مع كل الجهات المعنية بهذا الشأن ليخرج المشروع وفق الأسس والمعايير الدولية، ولم يحدث ذلك، وجاءت جائحة كورونا بتأثيراتها على العالم وأحدثت تغييرات، وكانت فرصة لبدء التفكير فى تشكيل خريطة عالمية جديدة يتم التعاون فيها مع مصر، وتم الاتفاق مع شركة عالمية ليدخل المصنع مرحلة التشغيل فى ٢٠٢٦».

ولفت إلى أن هذا الملف «اعتبرته جزءًا من تصحيح العادات للمصريين لو استطعنا جعله مشروعًا قوميًا لإنتاج البلازما، لأن المعايير المستخدمة فى قبول العينات واستمرارها صارمة للغاية»، موضحًا أن المواطن الذى يتبرع بالبلازما سيحصل على دخل «مُعتبر» من فكرة التبرع بالبلازما، مع أقصى رعاية صحية خلال التبرع.

وذكر أن التبرع يساعدنا فى الحصول على «الألبومين» والعناصر الأخرى التى تنتجها البلازما وتكون «صناعة مصرية»، مشددًا على أن اعتماد مصر على الحصول على البلازما بصناعة مصرية نجاح كبير؛ لأنها تؤثر على الصحة العامة للكثير من المواطنين، لأنها ستكون مسارًا صحيًا محترمًا.

وكشف عن أنه تم إنشاء ٨ مراكز للبلازما، والمستهدف إنشاء ٢٠ مركزًا فى المرحلة الحالية، مشيرًا إلى وجود معايير للدول المتقدمة فى كيفية التعامل مع الشأن الصحى بشكل سنتعلم منه الكثير؛ لأنه يتم اعتماده من الشركة الإسبانية وتشرف عليه بشكل دقيق وصارم جدًا.

وأكد أن مصر بحاجة إلى ١٫٣ تريليون جنيه لمعادلة الخدمات الصحية المقدمة فى بعض الدول التى ليست بعيدة عن مصر، ولو استهدفت الدول ذات الدخل المتوسط وليس الدول مرتفعة الدخل، سنتحدث عن ١.٣ تريليون جنيه سنويًا، و«مصر لديها ١٠٥ ملايين مواطن، لذلك نحتاج من ٣ إلى ٥ تريليونات جنيه»، مؤكدًا ضرورة العمل الدائم حتى تستطيع الحكومة الحصول على ما تحتاجه لتلك التكلفة.

ولفت الرئيس إلى أن نسبة اكتشاف الإصابة بمرض «سرطان الثدى» كانت ٧٣٪، وانخفضت إلى ٢٩٪، وهى نسبة غير مرضية، ويجب أن تصل إلى ٠٪.

وأكد أن الدولة تهدف إلى تعلم النساء الكشف المبكر عن المرض، سواء من خلال المسح الطبى أو من خلال الكشف الذاتى، من أجل الحفاظ على الحالة النفسية للفتيات؛ لأن الاكتشاف المبكر لهذه الأمراض يسهل عملية الشفاء، وكذلك تفادى الأثر النفسى السيئ من اكتشاف المرض فى وقت متأخر.

وشدد على أولوية تخصيص برامج لتعلم العادات الصحية والرياضية؛ للمساهمة فى التوعية بهذه الأمراض والوقاية منها، وكذلك تفادى الأذى النفسى والجسدى للجميع.

وقال الرئيس: «يجب أن يعلم الناس لماذا نحن حريصون على أن تكون لدينا صناديق تجمع الأموال مثل صندوق تحيا مصر، وصندوق هيئة قناة السويس لاستثمار تلك الأموال والاستفادة من عوائدها فى تنفيذ مبادرات عديدة، لا سيما فى قطاع الصحة».

وأكد أن صندوق تحيا مصر يقوم بدور كبير جدًا، ولا نتحدث عنه كثيرًا، لافتًا إلى أن الرقابة على الصناديق ومنها تحيا مصر، تحت إشراف مباشر لرئيس الجمهورية، إضافة إلى الأجهزة الرقابية الأخرى.

ووجه الرئيس رسالة للمصريين، قائلًا: «لما تيجى تجد مستوى مش عاجبك.. إوعى تقول الحكومة بتعمل إيه وإوعى تقول وزير الصحة بيعمل إيه.. ده مش معناه إننا بنقبل التهاون.. لا، لكن اعرف إنك إنت وانت بتقول اللى شايفه ده، علشان تغيره، لازم تبقى مع مصر، يعنى مزيد من العمل، يعنى لما أغنى الناس هقدر أحسن كتير من اللى مش عاجبنا دلوقتى».

وأضاف: «إوعوا تفتكروا ده ممكن يتغير بإنك تهدها، اللى انت شايفه ده مش هيتغير إلا بالعمل والكفاح والصبر، ويمكن يكون الحرمان كمان، كل المستشفيات الكبيرة اللى احنا عملناها بما فيها المدينة الطبية بمعهد ناصر، بنعرضها للقطاع الخاص، إحنا هنشترى منهم الخدمة بتاعتهم وهما هيديروها لصالح فئات داخل مصر وخارج مصر».

وأكد الرئيس السيسى أن معهد ناصر سيكون مدينة طبية عالمية مهما كانت التكلفة، مشيرًا إلى أن نجاح الفكرة لا يتم إلا بالفهم والإصرار على نجاحها وتوفير مقومات النجاح، والدولة داعمة لكل ما يخدم الوطن.

وقال: «إن تنفيذ هذه الفكرة تكلف حتى الآن ٦ مليارات جنيه وستتخطى عشرة مليارات جنيه بخلاف تكلفة التجهيزات»، مضيفًا: «إذا كنتم ترغبون فى ضمان مسار ناجح لا بد أن تقوم الدولة بإنهاء معظم الإجراءات وتترك جزءًا للقطاع الخاص، كأن تقوم الدولة بإنشاء مستشفى بالمواصفات المطلوبة- من قبل القطاع الخاص- ويتم إعطاؤها له لإدارتها، حتى نبتعد عن إجراءات تخصيص الأرض والتصميمات والتنفيذ وقروض البنوك، وهو ما سيجعل بناء مستشفى يستغرق من ٥ إلى ٧ سنوات، أما فى حالة تنفيذ الدولة لها فيستغرق عامين فقط وعلى المستفيد الإدارة، على أن تقوم الدولة بشراء الخدمة المقدمة للمواطنين».

وأشار الرئيس السيسى إلى أنه عُرض عليه عام ٢٠١٤ من قبل الراحل الدكتور أحمد زويل، فكرة إنشاء جامعة زويل من قبل الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، حيث كان المبلغ الموجود معه آنذاك ٥٠٠ مليون جنيه، وهو مبلغ لا يكفى لإتمام هذا المشروع العظيم، مضيفًا «هذه كانت فكرة.. وليس كل فكرة تحظى بالنجاح إلا إذا كنت على دراية بما تقوم بعمله وتصر على نجاحها ولا تتركها».

كما أشار الرئيس إلى فكرة رجل أعمال آخر عام ٢٠١٥ وكان يريد تنفيذ عمل خيرى صممه فى الولايات المتحدة الأمريكية، وكان يريد أن تنفذه الهيئة الهندسية، فأجبته «هذه الفكرة غير قابلة للنجاح لأنها ستكون بتكلفة ٢٠ مليار جنيه»، وأبلغنى أنه سيكمل هذا المشروع بتبرعات داخلية وخارجية، وأن ما يملكه يتخطى المليار جنيه فى هذا الوقت، وأجبته بالقبول وقمت بعمل هذا المشروع، لأننى آخذ الفكرة غير القابلة للنجاح وأعمل على إنجاحها.

وقال الرئيس عبدالفتاح السيسى إنه يستفيد مما يطرح فى الصحف وما يكتب، حيث يطرح الناس كلامًا مهمًا من الممكن أن يتخذ مسارًا؛ بشرط أن تتوافر فيه مقومات النجاح، وإلا ستكون فكرة لن تخرج إلى النور، أو أن تخرج ولن تكتمل وتثير حزنك.

وفيما يتعلق بالعلاج فى مصر، قال الرئيس السيسى «إنه من الممكن أن يكون لدينا ٧٠٠ مستشفى، لكن ظروف الإدارة والأجور التى يتم منحها للأطقم العاملة بالمستشفى قد لا تكون مشجعة أو محفزة، فنتيجة للظروف لا نقدر كحكومة ودولة تلبية الأرقام المناسبة المطلوبة لكل العاملين فى قطاعات الدولة، وعلى رأسها التعليم والصحة».

وشدد الرئيس على أن المدينة الطبية والمستشفيات الكبيرة التى يتم تنفيذها يتم عرضها على القطاع الخاص لإدارتها وتقديم الخدمة داخل مصر، ولمن يرغبون من خارجها فى مقابل شراء الخدمة منهم وتقديمها للمواطنين بالمجان.

وأشاد الرئيس السيسى باجتهاد وزير الصحة والسكان الدكتور خالد عبدالغفار، وقال: عندما كان وزيرًا للتعليم العالى حيث كانت لديه القدرة على تسويق فكرته ليتم تنفيذها، وبتلك الأفكار التى تم تنفيذها أصبح لدينا ٥٠٪ من الطاقة المطلوبة بالمستشفيات الجامعية، وسنصل إلى ١٠٠٪ تقريبا، مشددًا على أنه «حين يطرح الوزراء أفكارًا سيتم دعمها لصالح الدولة».