رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

نساء مصر.. «حكاية وطن»

خاضت المرأة المصرية معارك كثيرة، وحفرت هويتها في التاريخ بحروف من نور، فهى ملكة منذ زمن بعيد، ورغم التمييز الاجتماعي الذي تعرضت له سابقًا، أثبتت سيدات مصر أنهن قادرات على تحمل المسئولية وبناء الوطن.

مصريات كثيرات حفرن أسماءهن في التاريخ، نفرتيتي، حتشبسوت، صفية زغلول "أم المصريين" الأيقونة المصرية النسوية التي لن ينساها التاريخ، أمينة السعيد، وأم كلثوم، وحقوقيات، وفنانات، وأديبات، وملكات شاركن في هوية وتاريخ مصر على مر العصور والأزمنة قديمًا وحديثًا. 

في الجمهورية الجديدة، انتبه الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى قوة المرأة في الدولة المصرية، وأهمية بناء مجتمع نساؤه يتحدين الصعاب وقادرات على مواجهة كل أمر عسير، وتجاوز الأزمات، ولذا جاء دعمه لتمكين المرأة ليؤكد أن المصريات هُن تاج في عهد الجمهورية الجديدة، ولسن "عورة" كما كانوا يريدونها.

أعادت الدولة لنساء مصر قوتهن، وأكدت أنهن مصدر مهم للإلهام وتفجير طاقات المجتمع بأكمله، وليس لفئات بعينها، ظهرت المكافحات، وأمهاتنا اللواتي كرسن حياتهن لخدمتنا جميعًا ويمتلكن قصصًا ملهمة "عظيمة".

هذا التمكين والدعم جاء بعد ما حدث لدور المرأة المصرية من انتكاسة وتراجع في المجتمع في أواخر السبعينيات، وبداية انتشار "الأصولية" والتشدد في ربوع مصر، وبالفعل نجح أعداء مصر، في عرقلتها وإبعادها عن دورها الوطني وتهميشها، فكان التعامل مع نساء مصر على أنهن كائن ثانوي، في موقع غريب تمامًا عنها، وعن هويتنا المصرية، ففلاحات مصر طوال حياتهن وهن كتف بكتف مع رجالها في كل فترات مصر الصعبة قبل وقت الرخاء. 

الجمهورية الجديدة والمسئولون عنها استرجعوا ذكريات الماضي، ونماذج النساء المشرفات، ليس هذا فحسب، بل أكدوا أهمية دور النساء ودعموهن في الدراما، وفتحوا ملفات القوانين الظالمة، وتغيير الكثير من المفاهيم المغلوطة بعدما استمرت لعقود، ورفعوا شعار "المرأة أيقونة".

دعمت الجمهورية الجديدة  المرأة  في كل المجالات، وعملت على رفع وعيهن وحثهن على العمل في مجالات الهندسة، العلوم، الفنون، والآداب، كما أنها دعمتها في الوقوف أمام التحرش، وإساءة معاملتها في أماكن العمل.

في الجمهورية الجديدة، عادت الصحفيات المصريات لكرسي القيادة لتكون الزميلة علا الشافعي أول رئيسة تحرير لجريدة خاصة، كما ارتفعت نسبة المناصب القيادية والوزارية في مصر بنسبة 24%.

نجحت المرأة المصرية في الجمهورية الجديدة في زيادة نسبة تمثيلها في البرلمان، حيث وصلت لنسبة 28%، أما المناصب الإدارية فوصلت 32%، حصلت المصريات على 56% من الوظائف في السلك الدبلوماسي، 27% كنواب للوزراء، تمكين المرأة كذلك وصل لتعيين أول مستشارة للأمن القومي، وأول رئيسة لمحكمة اقتصادية، وأول رئيسة للمجلس القومي لحقوق الإنسان، ومناصب كبرى أخرى.

نساء مصر هن قوتها، وماضيها وحاضرها ومستقبلها، هُن الأمل، وقوة العمل، نساء مصر هُن حكاية الوطن التي لا تنتهى.