رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

إسراء شوقي تكتب: ولايا مكسورات الجناح

إسراء شوقي
إسراء شوقي

"ماما ياريت تفهمي أنا مش البنت دي".. كلمات كتبتها فتاة لم تبلغ الـ 18 عامًا في رسالة للمجتمع بأنها ليست مسؤولة عما حدث لها، أنهت حياتها بحبة غلال سامة، لتعطينا أكبر دليل على أن المجتمع ينهار بالفعل، أخلاق و قيم هشة انتشرت في مجتمعنا الشرقي الذي أعطى فرصة لشباب تافه أن ينجح في قهر كل ما هو مؤنث.
بسنت خالد القروية البسيطة كانت ضحية لتقاليد المجتمع البالية التي تستميت في إقناع الفتاة بأنها "مكسورة الجناح" فقط لأنها أنثى، و يمكن لأي شيء تافه إيذائها و يكذبها ومن الصعب أن تدافع عن نفسها، حتى و إن فعلت فالعار سيظل يلاحقها ويلاحق عائلتها حتى بعد وفاتها.
نسبة كبيرة من المجتمع يربي أطفاله على أن الفتيات ضعاف يسهل كسرهن وابتزازهن، فتاة الغربية كان يمكنها التصدي للحادث، وكان يمكنها تصعيد الأمر و الذهاب إلى النيابة لتضع الجاني الحقيقي و المسؤول الأول عن موتها في السجن وتعيش مرفوعة الرأس، لكنها استسلمت لما تربت عليه و خوفها من وصمة العار.
مجتمع الفتاة في القرية التي انتشرت الصور فيما بينهم لم يخطر في بالهم ولو لوهلة أن الصور مفبركة، وعليهم التصدي للجاني الحقيقي، إذا فكروا بهذا لمنهج كانوا منعوا بسنت من الاكتئاب والانتحار، لكن مجتمعنا للأسف لا يعترف بالمنطق خاصة في قضايا الفضائح والعار.
بسنت تركت رسالة مؤثرة لنا جميعًا، كشفت فيها أنها لم تتلقى الدعم الكافي للمقاومة لتقول "لا" وتهزم من أراد لها السوء وتهزم أفكارًا بالية.
نحن على أعتاب جمهورية جديدة، دفعت فيها الفتيات الكثير لنصل لما نحن فيه الآن، على المجتمع تربية بناته على أنهن أقوى من أي شيء، هن ليسوا "ولايا مكسورات الجناح".. رحم الله بسنت خالد.