رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

رغم استهجان قرار "سميحة أيوب".. مفتى الديار الأسبق: السينما ليست مفسدة للأخلاق

سميحة أيوب
سميحة أيوب

رغم استهجان قرار "سميحة أيوب".. مفتي الديار المصرية: السينما ليست مفسدة. ربما تلخص هذه العبارة الأزمة التي تعيشها الشخصية المصرية، وما أصيبت به من متغيرات تكاد تعيدها إلى العصور الوسطى.

المتابع لحالة الاستهجان التي قوبل بها إدراج الفنانة الكبيرة، سيدة المسرح العربي، سميحة أيوب، ضمن مادة المهارات والأنشطة في نشاط المسرح، للصف السادس الابتدائي، ولا بد له أن يردد سؤال المفكر الاقتصادي والاجتماعي الراحل دكتور جلال أمين "ماذا حدث للمصريين؟"، والذي ضمنه في كتاب يحمل ذات العنوان.

فبدلًا من الاحتفاء بالقرار الذي يرسخ قيم الجمال لدى الأطفال، ويعرفهم بالرموز الفنية المصرية، تعالت أصوات استهجان واستنكار القرار، لا لشيء سوى أن سميحة أيوب فنانة، ممثلة.

سميحة أيوب مع جان بول سارتر 

بين ما “كان” وما “نكونه”  الآن 

وبإلقاء نظرة على تاريخ مصر الثقافي أواسط القرن العشرين، وبواكيره، سيرصد الفارق الشاسع الذي أصاب الشخصية المصرية، بين الأمس البعيد واليوم. ومنها على سبيل المثال لا الحصر الآراء المنفتحة لواحد من رجال الدين، بل هرم السلطة الدينية في مصر، ألا وهو الشيخ حسن مأمون، مفتي الديار المصرية الأسبق في الفترة من 1956 وحتى 1964، حيث تولي مشيخة الأزهر من العام 1964. 

ففي عددها الــ 298 المنشور بتاريخ 16أبريل من العام 1957، خرجت مجلة الكواكب الفنية وعلى صدر صفحاتها وحوار مع مفتي الديار المصرية، الشيخ حسن مأمون كان أبرز محاوره: “السينما ليست مفسدة للأخلاق”.

ليس صحيحًا أن السينما مفسدة للأخلاق

وحول رؤيته المستنيرة عن الفن والفنانين- نقيض ما رأيناه من ردود أفعال حول قرار سميحة أيوب-  يقول "مأمون": أحب أن أقول، إنه ليس صحيحًا أن السينما مفسدة للأخلاق، بل إنها عمل نافع، ولا تقلل أهميتها الإذاعة، وأنا أقصد السينما بمعناها الحقيقي، وليست كما هي الآن في مصر.

ويوضح “ مفتي الديار المصرية” الأسبق حسن مأمون، لافتا إلى دور الفنون ومنها السينما في ترسيخ القيم الجمالية والوعي شريطة أن تكون سينما حقيقية: أعني أن السينما ابتعدت عن أهدافها، وأصبحت لا تطرق سوى الموضوعات المثيرة التي تؤثر في الشباب وتحيد بهم عن الطريق السوي.

وهنا يقوم الشيخ حسن مأمون بدور نقدي بناء يهدف للارتقاء بالمجال السينمائي ليحقق أهدافه المنشودة. لم يكفر الشيخ السينما ولا العاملين بها، لم يطعنهم في أخلاقهم ولا قال أن السينما مفسدة.

مفتي الديار المصرية الأسبق حسن مأمون

روشتة مفتي الديار المصرية للسينما

وحول إذا ما كانت الرقابة على السينما كافية لتحقيق دور السينما في ترسيخ القيم الجمالية، يقول حسن مأمون: يجب أن نضع نصب أعيننا الشعب كله، فنحن نضع القوانين للمجموعة، وتتألف حياة الإنسان من عدة عوامل. البيت والمدرسة والأصدقاء، وعلينا أن نجتهد في أن تكون منابع هذه العوامل كلها طيبة، ولنضرب لهذا مثلًا: الشبان الذين يؤلفون عصابات للسطو والقتل هل في مدارسهم عصابات؟ لا، لا بد أنهم شاهدوا ذلك في الأفلام وكل فيلم فيه مناظر.

وقد سررت لأنهم وضعوا قانونًا يحدد سن السادسة عشرة، ويمنع من دونها مشاهدة أفلام معينة. وعن خطورة مشاهدة من تجاوزوا هذه السن لهذه الأفلام، يضيف "مأمون": طبيعي أن هناك خطورة، ولهذا لا يكفي المنع، بل لا بد أن تكون الأفلام في ذاتها نافعة.

ويوضح مقصده بالأفلام النافعة: هناك موضوعات كثيرة نافعة كالموضوعات التاريخية، يمكن أن تطرقها الأفلام، فالمهم أن تبعد الشباب عن الجريمة.