مع دورانه حول الأرض.. هل يمثل كويكب "بينو" كارثة قريبة؟

جدلًا جديدًا تسببت في إثارته أنباء عن اكتشاف أجزاء من كويكب " البينو"، الذي تداولت الأقاويل بشأن احتمالية اصطدامه بالأرض، وذلك بعد إعلان وكالة ناسا فتح كبسولة مهمة أوسايرس-ريكس، التي جمعت عينة من الكويكب.

وكانت قد انطلقت الكبسولة في رحلة لاستكشاف الكويكب منذ 7 سنوات لتهبط الأحد الماضي الموافق 24 من سبتمبر في الصحراء الأميركية، بعد مناورة شديدة الخطورة.

وذكرت التقاريرالصحفية أن وكالة ناسا تحاول منع كويكب "بينو" من الاصطدام بشكل كارثي بالأرض، منذ 7 سنوات، كما أوضحت أن فريق الوكالة قد صنف هذا الكويكب على أنه أكثر الكويكبات المعروفة خطورة"، وفي حال تصادمه بالأرض سيصطدم بقوة 1200 ميجا طن من الطاقة، أي أن قوته ستكون 24 ضعف من أقوى قنبلة نووية تم تفجيرها على مر التاريخ، وهو الأمر الذي سبب الذعر لدى الكثيرين.

وارد اصطدامه بالأرض عام 2135

ردًا على هذه الأقاويل قال الدكتور أشرف شاكر رئيس قسم الفلك بالمعهد القومي للبحوث الفلكية في حديثه "للدستور" أن كويكب "بينو" يدور حول الأرض مرة كل ستة سنوات على مسافة بعيدة، موضحًا أن احتمالية اصصطدامه بالأرض هي بنسبة 1 على 2700 أي أنها مستبعدة بشكل كبير، مشيرًا إلى أنه حتىفي حال اصطدامه بالأرض سيكون ذلك بعد نهاية القرن الحالي وتقريبًا في عام 2135.

وتابع أن تداول الأخبار بشأن احتمالية اصطدام هذا الكويكب بالأرض يتضمن الكثير من المبالغة بهدف بث الذعر، قائلًا "نسمع على مدار أكثر من عشر سنوات أن هذا العام من المنتظر أن يصطدم كوكب بالأرض، وهكذا وهو ما لايحدث، مما يؤكد كذب ومبالغة مروجي هذه الأقاويل".

أضاف أشرف في الوقت نفسه أن إرسال ناسا لمركبة فضاء من أجل استكشاف الكويكب في محاولات لإبعاده عن الوصول إلى الأرض ينطوي على الكثير من المزايا مشيرًا إلى أنه جعل العلماء يكتشفون طبيعته التي كشفت أنه عبارة عن صخور صلبة وذلك بعد أن كانوا يعتقدون أنه عبارة عن شواطئ رملية.

تابع أن هذا الأمر يفيد كذلك في معرفة العلماء كيفية تصنيع مركبات الفضاء التي تتحمل هذه الطبيعة الصخرية للكويكبات، ولا تتهدم أثناء صعودها إليها إضافة إلى اكتشاف ما تحويه هذه الكويكبات من معادن التي يكون بعضها نفيس مثل الألماس وغيرها.

كما ذكر شاكر أن كبسولة مركبة الفضاء التي أرسلتها ناسا  إلى كويكب "البينو" قد جمعت حوالي 250 جرام عينة منه موضحًا أن جمع هذه الكمية يعد إنجازًا نظرًا لكونها كمية كبيرة بالنسبة للكميات التي تم جمعها سابقًا.

يوجد عليه ماء

جديرًا بالذكر أنه قد اكتشفت مركبة الفضاء «أوزيريس ريكس»، التابعة لإدارة الطيران والفضاء الأمريكية «ناسا» عقب انطلاقها إلى كويكب "البينو" الذي يبعد نحو 2.25 مليون كيلومتر عن الأرض وجود  مكونات للمياه عليه مما يعني احتمالية وجود حياة عليه، ويذكر أن عرض هذا الكويكب يبلغ 510 أمتار.

وكانت قد أرسلت ناسا مركبتها الفضائية لاستكشاف الكويكب في 8 سبتمبر 2016، وكان جزء من مهمتها هو تتبع بينو لمدة عامين من 2018 إلى 2020 وذلك بهدف جمع البيانات لحساب مساره المستقبلي بشكل أفضل.