رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ماذا بعد؟.. خبراء يتوقعون القادم عقب زلزال المغرب وإعصار ليبيا

ليبيا
ليبيا

كارثتان طبيعيتان لم يمرا مرور الكرام، فكان لزلزال المغرب صاعقة على عقول الوطن العربي والعالم أجمع، تلك التي لم يفق منها الجميع وتلقوا الضربة الأخرى بإعصار دانيال في ليبيا، هما الأخطر والأسوأ منذ عقود، فما بين انهيارات وضحايا قابل الدولتين دمار هائل.

ما بين اليمن ولندن وأمريكا ومختلف دول العالم يواجه الأجواء سقوط أمطار ورياح مختلفة، والتي تأتي هذا العام بشكل مختلف وعلى عكس المتوقع، وبالتزامن مع تلك الأجواء التي تشكل القلق بالنسبة للكثير، تواصلت "الدستور" مع خبراء مختلفين للتحدث عن ماذا سيواجه العالم فيما بعد.

محمود شاهين: أمطار أعلى من المعدل الطبيعي في الخريف

وعلق الدكتور محمود شاهين مدير المركز الإعلامي ومدير عام الإنذار المبكر بالهيئة العامة للأرصاد الجوية حول الأمر، وقال لـ"الدستور" إنه في ظل التغييرات المناخية التي يشهدها العالم أجمع ومع دخول فصل الخريف والشتاء يشهد العالم تقلبات جوية حادة وسريعة وظواهر جوية بالفعل جامحة نتيجة دفء البحار والمحيطات التي تتسبب في تكون المنخفضات المدارية العميقة في البحر المتوسط المتعمقة والتي تؤدي إلي عواصف أحيانًا مثل عاصفة دانيال.

وتابع أن المنطقة التابعة لحوض البحر المتوسط خلال هذه الفترة بالفعل تشهد بعض المنخفضات المتعمقة والتي تستمد قوتها من ارتفاع درجات حرارة البحر المتوسط، ووفقًا للتنبؤات الفصلية بالهيئة العامة للأرصاد الجوية أنه يمكن حدوث موسم أمطار أعلى من المعدل الطبيعي خلال فصل الخريف.

وأضاف أن نظم الإنذار المبكر التي توصي بها المنظمة العالمية للأرصاد الجوية في جميع دول العالم، خاصة في أنظمة الإنذار المبكر من هيئات الأرصاد الدولية الموجودة في كل دولة، فيجب الاهتمام بالإنذار المبكر والتعامل معها بشكل سريع ومنظم ومنسق بشكل كامل من كافة قطاعات الدول.

وذلك لتحذير الدول المجاورة حتى يتم الاستعداد بشكل سليم واستقبال هذه الظواهر الجوية العنيفة التي يمكن أن تؤثر على الدول المجاورة، ويعتبر نظم الإنذار المبكر من أهم الأشياء التي يجب أن تهتم بها الدول خلال هذه الفترة.

عبدالمسيح سمعان: الصرف الصحي هو الحل لتفادي الكوارث

قال الدكتور عبدالمسيح سمعان أستاذ الدراسات البيئية بجامعة عين شمس، إن هناك فرق بين الكارثتين المتتاليتين في المغرب وليبيا، حيث هناك فرق بين الزلزال والعاصفة، فالزلزال يحدث نتيجة الطاقة التي تخرج من باطن الأرض بنظرية الصفائح التكتونية، فيتكون الجزء الخارجي من باطن الأرض من طبقتين: طبقة الصخرية lithosphere التي تؤلف قشرة الأرض والقسم العلوي المتصلب، وذلك ما يتسبب في ضعف طاقة تحرك المباني.

وتابع: "الزلازل ليس لها تنبأ كانت اليابان عرفت، لكن بيواجهوا ده بأنهم بيعملوا مباني قائمة على نظام معين وهو ان المباني تكون كل وحده غير مرتبطة بالأخرى بسبب الزلازل".

أما بالنسبة لليبيا وما حدث هناك من عاصفة جاءت من اليونان مرورًا بالبحر الذي عمل على شدة حدتها، حيث أخذت طاقة من المياه فا أصبحت اكثر قوة ما جعلها تضرب مدينة درنة بعنف، وذلك يحدث بسبب التغيرات المناخية لأن درجات الحرارة عندما تزيد في الارض تؤدي اختلاف حركة الرياح.

وبالتزامن مع استمرار تأثر العالم أجمع بالتغيرات المناخية ومواجهة العالم فصل صيفي شديد الحرارة، يؤدي للتنبأ بفصل شتاء قوي أيضًا مليء بالأيام الممطرة والعواصف المختلفة، وعلق: "من هنا بيرتبط الإعصار أو العاصفة نتيجة التغييرات المناخية ودرجات الحرارة اللي حولت العاصفة من عادية لعنيفة".

وتوقع عبدالمسيح حدوث عواصف أكتر وأمطار وسيول وازدياد في حرائق الغابات خلال الأعوام المقبلة، وشتاء 2024 سيكون الأصعب، ولذلك يمكن تفادي ذلك وتقليل تداعيات الأمر من خلال شيئين، وقال لن نستطيع أن نوقف العاصفة لكن يمكن فعل أمرين لتقليل تداعيات العاصفة وهم: تطبيق نظم الانظار المبكر المتقدم، فتستطيع هيئة الأرصاد أن تعطي تنبأ سريع ويساعد في التجهز للكوارث الطبيعية، والثانية بنية تحتية يمكن أن تستوعب هذه الاحداث والتي تتمثل في الصرف الصحي.