رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

توقف خدمات الأونروا لمساعدة اللاجئين الفلسطينيين أزمة مالية أم ورقة ضغط سياسية؟

 اللاجئين الفلسطينيين
اللاجئين الفلسطينيين

يعاني اللاجئون الفلسطينيون النازحون حول العالم، من وضع إنساني متأزم، وهذه الأزمة مرشحة للتفاقم بعد تصريحات أممية أشارت لاحتمال توقف خدمات الأونروا المعنية بغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في نوفمبر المقبل بفعل الأزمة المالية، فما الأسباب الحقيقية وراء ذلك، وما المصير الذي ينتظر اللاجئين الفلسطينيين وسبل الدعم المطلوب لحمايتهم؟.

 

فتح برنامج "مطروح للنقاش" تقديم الإعلامية إيمان الحويزي على شاشة "القاهرة الإخبارية"، النقاش حول الأسباب الحقيقية لتوقف خدمات الأونروا، وكذلك ناقش البديل أمام اللاجئين الفلسطينيين إذا توقفت مساعدات الأونروا.

 

الاحتلال الإسرائيلي يضغط على أونروا لوقف مساعداتها للفلسطينيين

ولاء السلامين مراسلة "القاهرة الإخبارية" من رام الله، أوضحت أن فقدان وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفسطينيين "أونروا" التمويل اللازم لكافة خدماتها، يأتي بالتزامن مع ما تشهده فلسطين الآن من أعمال عنف من جانب الاحتلال الإسرائيلي باتجاه المخيمات الفلسطينية في الضفة الغربية، مشيرة إلى أن الأونروا تدفع رواتب الموظفين وتنفق على المدارس وغيرها من الخدمات داخل مخيمات الضفة الغربية، وتوقف هذا التمويل يعني توقف هذه الحياة الاجتماعية.

 

بينما قالت دانا أبو شمسية مراسلة "القاهرة الإخبارية" من القدس المحتلة، إن ما يحدث الآن ليس الضغط الأول الذي يمارسه اللوبي الصهيوني والجماعات اليهودية المتطرفة في أمريكا بتحديد تمويل وكالة تشغيل اللاجئين الأونروا بشروط سياسية.

 

 

 

وأضافت خلال إفادتها ببرنامج "مطروح للنقاش"، أنه في عام 2019 كان هنالك قرار بإغلاق كل مدارس الأونروا أو المدارس التابعة للأونروا في مدينة القدس المحتلة، والتي يدرس بها 1800 طالب في مدينة القدس فقط.

 

وأوضحت أن الحكومة الإسرائيلية تحاول الضغط أكثر فأكثر على كل من يدعم أو يحافظ على الثوابت الفلسطينية، وهي عودة اللاجئين ووقف الاستيطان، وكانت أونروا قد بدأت تقدم خدماتها في القدس المحتلة عام 1949. 

 

ولفتت إلى أن عمليات التهجير ما زالت مستمرة، مثل ما يحدث في مخيم المعسكر، وهو كان في حارة الشرف المستولى عليها الآن والتي يطلق عليها حارة اليهود، فيما بعد جاء جدار الفصل العنصري في عام 2002 عقب الانتفاضة الثانية، فأخرج هؤلاء اللاجئين مرة أخرى من وطنهم من أجل وضع هذا الجدار.

 

 

الولايات المتحدة تستخدم الأونروا أداة لعقاب اللاجئين الفلسطينيين

وقال الدكتور أسامة السعيد باحث في الشئون الدولية، إن المشروطية السياسية للدول المانحة لمنظمة الأونروا ، واقع تعيشه كثير من المنظمات الدولية، وفي حالة الأونروا الأزمة مضاعفة لأن ملايين الفلسطينيين، يتعايشون على الدعم الذي تقدمه الأونروا.

ولفت خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامية إيمان الحويزي، في برنامج “مطروح للنقاش” إلى أن بعض الدول الكبرى وفي مقدمتها الولايات المتحدة، بدلًا من أن تقوم بمسئولياتها الإنسانية والدولية بتقديم الدعم الكافي وزيادة الدعم بما يتناسب مع طبيعة الاحتياجات المتنامية لملايين اللاجئين الفلسطينيين، تستخدم المنظمة كأداة لعقاب اللاجئين الفلسطينيين.

 

الولايات المتحدة الأمريكية قلصت حجم دعمها للأونروا أكثر من مرة

وأشار إلى أن الإدارة الأمريكية قلصت حجم دعمها للأونروا، أكثر من مرة، مما أدى أن تقلص المنظمة خدماتها، وعجزها عن توفير الدعم الإنساني لملايين الفلسطينيين.

وأردف: "هذا نهج شائع في النظام الدولي الراهن، استخدام القضايا الإنسانية كأداة سياسية ووسيلة ضغط لخدمة أهداف بعينها".

وأوضح أن اللاجئين الفلسطينيين لديهم حقوق، باعتبارهم لاجئين، وفي دولة خاضعة للاحتلال، مما يوجب لهم مزيد من الحقوق وحمايتهم من التعرض لأزمات إنسانية أو أمنية.

 

 

الأونروا قائمة على التبرعات ولا يوجد إلزام على الدول المانحة 
 

قال عدنان أبوحسنة المستشار الإعلامي لمنظمة الأونروا، إن 95% من ميزانية المنظمة تبرعات تطوعية، ولا أحد يحاسب أحدًا، عندما قطعت إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب 360 مليون دولار، لم يستطع أحد أن ينطق، لأن منظومة التبرعات تقوم على تبرعات طوعية، لكن ما كان يصرف على 4 ملايين بات يصرف على 6 ملايين لاجئ، وبالتالي نحتاج زيادة التبرعات.

 

البدائل أمام اللاجئين الفلسطينيين حال أوقفت أونروا خدماتها 

وأضاف خلال مداخلة ببرنامج "مطروح للنقاش" أن المنظمة تحاول توسيع قاعدة المانحين والحصول على تعهدات، توجه للقطاع الخاص، والعالم الإسلامي والعالم العربي، نحاول توسيع قاعدة المانحين والحصول على تعهدات، ويساندهم في ذلك الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، والأمين العام للجامعة العربية أحمد أبوالغيط.

 

 

الدبلوماسية المصرية ودورها في دعم الأونروا: الرئيس السيسي الوحيد الذي ذكر الأونروا

وأكد أبو حسنة، أن وزير الخارجية المصري سامح شكري يقوم بدر هائل ومهم، وهو خبير في شئون الأونروا، والرئيس عبدالفتاح السيسي، الرئيس الوحيد الذي ذكر الأونروا في خطاباته تاريخيًا، يركز على أهمية دور الأونروا، الدبلوماسية المصرية عريقة في فهم دورها.

 

ولفت إلى أن المنظمة لديها برامج لكنها لا تحل محل الدولة، تقدم خدمات صحة وتعليم وإغاثة، لكن لا يمكن أن نستبدل السلطة الفلسطينية، وهناك 80% من سكان غزة يعتمدون على المساعدات الإنسانية، فالقطاع الخاص مدمر، الدخول والخروج من غزة صعب، التصدير معدوم، وبسبب الحرب في سوريا تم تشريد 350 ألف لاجئ فلسطيني من بين نصف مليون بسوريا.

 

 

الأونروا مفتاح الاستقرار بالنسبة للاجئين الفلسطينيين

 

 

قال أمجد الشوا مدير شبكة المنظمات الفلسطينية، إن الأونروا هي مفتاح الاستقرار بالنسبة للاجئين الفلسطينيين وهذا معروف بالنسبة للجميع، وأي مساس بالأونروا هو مساس باستقرار الفلسطينيين. 

 

وأوضح خلال مداخلة ببرنامج "مطروح للنقاش"، أنه عندما نتحدث عن واقع اللاجئين سواء في في المناطق الخمسة بشكل عام وقطاع غزة بشكل خاص، سنرى واقع الفقر والبطالة.

 

وأشار إلى أن الاحتلال الإسرائيلي على مدار سنوات طويلة من المفاوضات كان دائما ينكر على الفلسطينيين حقهم الذي نصت عليها مختلف الاتفاقيات والمعاهدات الدولية، وبخاصة القرارات التي تنص بشكل واضح على عودة اللاجئين وحقهم في التعويض.

 

ولفت إلى أن ضرب إسرائيل لأونروا بشكل واضح هو ضرب في كينونة اللاجئ الفلسطيني والاعتراف به، فأونروا هي من تقوم بتسجيل اللاجئين الفلسطينيين، ولها دور في حمايتهم وحفظ الوضع القانوني لهم، لأنهم يستحقون خدمات وتعويضات.