رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أذربيجان تشن هجومًا عسكريًا على "ناغورني قره باغ" وتقتل وتصيب العشرات

أذربيجان
أذربيجان

شنَّت أذربيجان، الثلاثاء، هجومًا عسكريًا واسعًا على منطقة ناغورني قره باغ، التي يسيطر عليها انفصاليون أرمن، مستخدمة طائرات بدون طيار وصواريخ ومدفعية، وأسفر الهجوم عن مقتل 25 شخصًا على الأقل، وإصابة 23 آخرين، بحسب السلطات الانفصالية، كما تعرضت عدة بلدات وقرى في المنطقة، بما في ذلك عاصمتها ستيباناكيرت، لقصف كثيف، استهدف أيضًا منشآت مدنية.

بداية الأزمة

ناغورني قره باغ هي منطقة جبلية تقع في جنوب القوقاز، ذات أغلبية سكانية أرمنية، تعود المنطقة إلى أذربيجان منذ عام 1923، لكنها أعلنت انفصالها عام 1991، بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، واندلعت حرب بين أرمينيا وأذربيجان على المنطقة في مطلع التسعينات، انتهت باتفاق وقف إطلاق النار في عام 1994، دون حل سلمي دائم.

وتسيطر أرمينيا على معظم ناغورني قره باغ وبعض المناطق المحيطة بها، في حين تطالب أذربيجان باستعادة سلطتها على كامل الأراضي.

اشتعال الأحداث

في خريف عام 2020، اندلعت حرب ثانية بين أرمينيا وأذربيجان على ناغورني قره باغ، استمرت لستة أسابيع، وأسفرت عن مقتل آلاف الجنود والمدنيين من الجانبين.

واضطرت أرمينيا إلى التخلي عن بعض المناطق التي كانت تسيطر عليها في ناغورني قره باغ وحولها، بموجب اتفاق سلام بواسطة روسية في نوفمبر 2020.

وفي يوليو 2021، أغلقت أذربيجان ممر لاتشين، الذي يربط ناغورني قره باغ بأرمينيا، بحجة أنه يحتوي على ألغام وأنه يحتاج إلى إصلاح. هذا التحرك أثار احتجاجات من قبل الانفصاليين الأرمن، الذين اعتبروه محاولة لخنق المنطقة وفرض حصار عليها. كما أدى إلى نقص في الإمدادات الغذائية والطبية والوقود في ناغورني قره باغ.

في 19 سبتمبر 2021، شنت أذربيجان عملية عسكرية واسعة النطاق ضد ناغورني قره باغ، زاعمة أنها تستهدف

"الإرهابيين" الأرمن الموجودين في المنطقة. استخدمت أذربيجان طائرات بدون طيار وصواريخ ومدفعية في الهجوم، الذي استهدف عدة بلدات وقرى في ناغورني قره باغ، بما في ذلك عاصمتها ستيباناكيرت. قالت السلطات الانفصالية إن 25 شخصًا على الأقل قُتلوا وأُصيب 23 آخرون في الهجوم، معظمهم من المدنيين. كما تضررت منشآت مدنية مثل المستشفيات والمدارس والكنائس.

تنديد أممي

أثار الهجوم الأذربيجاني ردود فعل دولية منددة ومطالبة بوقف فوري لإطلاق النار والعودة إلى المفاوضات. دعت فرنسا، التي تضم أكبر جالية أرمنية في أوروبا، إلى عقد اجتماع عاجل لمجلس الأمن الدولي لبحث الأزمة، كما نددت روسيا، التي تلعب دورًا رئيسًا في المنطقة كضامن لاتفاق السلام2، بالعدوان الأذربيجاني وحثّت على احترام وحدة أراضي أذربيجان وحقوق شعب ناغورني قره باغ.

وطالب رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان روسيا والأمم المتحدة باتخاذ إجراءات فورية لإيقاف “الإبادة” التي تقوم بها أذربيجان.

وقال في خطاب تلفزيوني إن باكو تريد “جر” أرمينيا إلى المواجهة، مؤكدًا أن الوضع عند الحدود الأذربيجانية الأرمينية “مستقر” وأن يريفان "غير مشاركة في أعمال مسلّحة"5.

وتصاعدت التوترات بين أرمينيا وأذربيجان مطلع تموز/يوليو بعدما أغلقت باكو بذرائع مختلفة ممر لا تشين، ما تسبب في نقص كبير في الإمدادات.

وأثار ذلك مخاوف من تجدد المعارك بين البلدين خصوصا في ظل تعزيز أذربيجان انتشارها العسكري عند الحدود، وحاولت المعارضة الأرمينية عدة مرات على مدى ثلاث سنوات إقناع باشينيان بمغادرة السلطة، وألقت عليه مسؤولية الهزيمة العسكرية الأرمينية خلال حرب خريف 2020 في ناغورني قره باغ. وقال باشينيان إن هناك دعوات لتنفيذ انقلاب في أرمينيا، في حين أفاد التلفزيون الأرميني عن تجمع مئات المتظاهرين أمام مقر الحكومة الأرمنية في يريفان.