رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"المصائب لم تنتهي بعد".. هل تقتل الألغام بعض الناجين من "درنة"؟

كارثة درنة
كارثة "درنة"

ربما لم يكفيهم مصيبة أن يجدوا أقاربهم وذويهم قد قُتلوا جميعًا في كارثة "درنة" حتى يزيد على الناجين من هذه الكارثة أن يجدوا أنفسهم بين البقاء بمدينتهم وخطر انتشار الأوبئة وإصابتهم بالعدوى، وبين الخوف من الفرار والتحرك بسبب انتشار بعض الألغام التي جرفتها المياه إلى بعض أراضيها.
 

كانت مسرحًا للحرب العالمية الثانية 

ليبيا في السابق كانت مسرحًا لأحداث الحرب العالمية الثانية حسبما أوضح الخبير الاستراتيجي اللواء عادل العمدة في حديثه لـ"الدستور"، مشيرًا إلى أن الألغام كانت منتشرة على طول الساحل بهذه المنطقة، وبمنطقة العلمين ومطروح في مصر كذلك.

 

وتابع أن الجيش البريطاني قد هزم الجيش الإيطالي في ليبيا، ثم خسر البريطانيون ما كسبوه من أراضٍ لصالح الجيش الألماني، واستطاع الحلفاء بعد ذلك إيقاف زحف جيش الجنرال الألماني روميل في العلمين على الجبهة المصرية، ولكن خلّفت تلك الحرب وراءها ألغاماً قاتلة في الدولة الليبية. 

 

وتابع العمدة، في حديثه لـ"الدستور" أن عوامل التعرية تسببت في دفن الكثير من هذه الألغام وإبعادها، ولكن ومع كارثة "دانيال" أذيبت الطبقة الخارجية من التربة وجرفت هذه الألغام إلى أماكن مجهولة، مشيرًا إلى أنه من الصعوبة تحديدها وسط هذا الدمار.

أما عن خطرها أوضح أن هذه الألغام قد تفقد قدرتها على الانفجار في حال كانت معبأة داخل علب معدنية وذلك بفعل تحللها مع المياه المالحة، أما إذا كانت داخل علب بلاستيكية أو عازلة عن الماء، فهي بالطبع ستنفجر، وبالتالي تشكل خطرًا كبيرًا على كل من الناجين والمسعفين وكذا الضحايا.

الألغام  تحتل ثلث المراعي الليبية

يُذكر أنه بعد أربعين عاماً تقريباً من الحرب العالمية الثانية أي في عام 1985، قدّر معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام (SIPRI) أن الألغام والذخائر غير المنفجرة تحتل ثلث المراعي الليبية.

 

بينما قدرت الأمم المتحدة عدد الألغام في ليبيا بحوالي 3 ملايين لغم، زرع أغلبها في الفترة ما بين 1940 - 1943 من قبل الإيطاليين، الألمان والإنجليز وذلك خلال معارك الحرب العالمية الثانية بها، وأوضحت أن الجزء الأعظم من الألغام يوجد على طول الحدود الليبية الشرقية.

محاولات إزالة فاشلة

وكانت الحكومة الليبية قد حاولت إزالة الألغام لكن أغلب محاولاتها باءت بالفشل نتيجة لاتساع رقعة الأرض وعشوائية زراعة الألغام وتهرب ألمانيا وإيطاليا من تسليم الخرائط والاعتراف بمسؤلياتها في إزالة الألغام.

 

وذكر تقرير صادر من مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، أن إعصار"دانيال" في درنة بليبيا، تسبب في وفاة ما لا يقل عن 11300 شخص، وما زال العدد لم يتم حصره بعد.

 

كما أكد التقرير، أن أكثر من ألف شخص دفنوا في مقابر جماعية في "درنة" بليبا، وحذرت جماعات الإغاثة من هذه الممارسة، ومن جهتها أوضحت السلطات الليبية إصابة 150 شخصا بالتسمم بسبب المياه الملوثة في المناطق المتضررة من الفيضانات.

أقرأ أيضًا: