رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

منشورات تكوين تصدر الترجمة العربية من رواية "قاموس ماتشياو"

قاموس ماتشياو
قاموس ماتشياو

صدرت حديثا عن منشورات تكوين ضمن سلسلة "مرايا"، الترجمة العربية من رواية "قاموس ماتشياو" للكاتب الصيني هان شاو جونج، ومن ترجمة يارا المصري.

وحسب الناشر؛ فإنه فيما نقرأُ كلمةً بعد أخرى، في "قاموس ماتشياو" سنكتشفُ أنَّ الكلماتِ ليست فقط تعبيراً عن معانٍ واضحةٍ أو مُضمَرة، وإنَّما هي الحياةُ كذلك، لدى سكانِ قريةِ "ماتشياو" في جنوبِ الصين، الأمرُ الذي يمكنُ مقارنتُه بقاموسِ أيِّ قريةٍ في العالمِ وبحياةِ سكَّانِها.

الكلماتُ إذَن ليست مجردَ رموزٍ دلالية، والقاموسُ حتى لو بدا محايداً، فإنَّه من مكانٍ إلى مكانٍ آخر، يصبحُ تأصيلاً لأشكالِ الحياةِ لدى الناس ومداركِهم وانحيازاتِهم، ويقدمُ الكاتبُ "هان شاو غونغ"  تأصيلاً لحياةِ سكَّان قريةِ "ماتشياو" من خلالِ "قاموسِهم اليومي" وبالكلماتِ التي تكتسبُ دلالاتِها من استخدامِ سكَّانِ القريةِ لها.  

هذه الروايةُ الاستثنائيةُ الفذَّةُ في الأدبِ الصيني الحديث، وفي الأدبِ العالمي كذلك، لا نظيرَ لها سوى روايةِ "قاموسُ الخزر" للكاتبِ الصربي "ميلوراد بافيتش" التي صدرت عام 1984، إذ يعتمد الكاتبان الصيني والصربي القاموسَ أو المُعجمَ منهجاً للسردِ الروائي، وإذ تُرجمَت رواية "قاموسُ الخزر" إلى لغاتٍ كثيرةٍ ليس منها اللغةُ العربية، فإنَّ هذه هي الترجمةُ العربيةُ الكاملةُ عن اللغةِ الصينيةِ لرواية "قاموس ماتشياو".

وعلى أيِّ حال، إن كنت تعتقد أن كلماتٍ مثل "تبدَّد" أو "طعام" أو "أهلية" لها دلالةٌ موحدةٌ حتى داخلِ الصين نفسِها، فإنَّ قراءةَ "قاموس ماتشياو" ستعيدُكَ من الكلماتِ إلى الحياة، كما لو كنَّا نخترعُ الكلماتِ لأوِّلِ مرَّةٍ للإشارةِ إلى الواقع، وهو هنا واقع "قرية ماتشياو وقاموس سكَّانها" وسنعرفُ أنَّ ثمةَ قواميس إنسانية للكلماتِ تعني البشرَ والحياةَ والمجتمعاتِ قبل أنَّ تعني اللغةَ في حدِّ ذاتِها.

يارا المصرى تعلق على ترجمتها لـ"قاموس ماتشياو" 

قالت المترجمة المصرية يارا المصري: سعادتي لا توصفُ بصدور ترجمتي لهذه الرواية، بعد جهدٍ هائلٍ في الترجمة والمراجعة والتدقيق، وأعتبرُ "قاموس ماتشياو" أهم عملٍ أترجمه من الصينية إلى العربية حتى الآن.

وتابعت: إن كانت الترجمةُ مغامرة، فإنَّ مغامرة ترجمة هذه الرواية الفريدة في بنائها السردي، كانت شاقة وشائقة، إذ كتبها المؤلف تأسيساً على مفردات قاموس الكلام لدى قرية "ماتشياو" في جنوب الصين، وإذ نقرأُ  كلمةً بعد أخرى.. فصلاً بعد آخر.. سنكتشفُ أنَّ الكلماتِ ليست فقط تعبيراً عن معانٍ واضحةٍ أو مُضمَرة، وإنَّما هي الحياةُ كذلك، لدى سكانِ قريةِ "ماتشياو" الأمرُ الذي يمكنُ مقارنتُه بقاموسِ أيِّ قريةٍ في العالمِ وبحياةِ سكَّانِها.