رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تقرير دولى: أحداث درنة دعوة لتوحيد الصفوف المتصارعة فى ليبيا

ليبيا
ليبيا

قالت صحيفة "ذى كونفرسيشن"، الأمريكية، إن الأزمة الأخيرة في درنة المتمثلة في تداعيات إعصار “دانيال” وما خلفه من قتلى ومصابين، لا بد أن تنهي حالة الانقسام السياسي التي تشهدها ليبيا التي مزقتها الصراعات.

تداعيات إعصار دانيال في ليبيا

وتسببت العاصفة دانيال في سقوط أمطار غزيرة بلغت 400 ملم، وأغرقت سدين وجرفت ملايين الأطنان من المياه في جميع أنحاء المدينة، فيما غمرت المياه معظم أنحاء درنة، وأفادت التقارير بأن ضواحي بأكملها جرفتها موجة الإعصار التي ضربت نهر وادي درنة الجاف عبر قلب المدينة.

ويقدر عدد القتلى من الكارثة بأكثر من 11 ألف شخص مع وجود 10 آلاف آخرين في عداد المفقودين، ويخشى أن يكونوا قد لقوا حتفهم وقد أصبح عددا لا يحصى من الناس- ربما ثلث سكان درنة- بلا مأوى.

مركز لداعش

وقال التقرير الأمريكي إن درنة كانت مركزا للدواعش منذ عام 2014، ومن عام 2015 إلى عام 2018، حيث شن قائد الجيش الليبي خليفة حفتر حملة الدواعش وقضى عليهم، ولكن عانت المدينة من عقود من الإهمال، ويعود جزء كبير من بنيتها التحتية إلى الاحتلال الإيطالي للبلاد في أوائل القرن العشرين، لا يوجد في المدينة مستشفى مناسب ولا مدارس.

ووفقا للتقرير، تم بناء سدود وادي درنة التي انهارت وتسببت في عواقب وخيمة في منتصف السبعينيات من قبل شركة يوغوسلافية كجزء من مشروع لتوفير الري للمنطقة ومياه الشرب لمدينة درنة والمجتمعات المحلية الأخرى، ويوجد سدان أكبرهما سد درنة ويبلغ ارتفاعه 75 مترا بسعة 18 مليون متر مكعب من المياه وسد آخر سعته 1.5 مليون متر مكعب.

وقالت ورقة بحثية نشرت في نوفمبر 2022 إن الاثنين معرضان لخطر الانهيار، وفي أعقاب الكارثة مباشرة اعترف نائب رئيس بلدية درنة بأنه لم تتم صيانة السدود منذ عام 2002.

الوضع السياسي في ليبيا 

وأوضح التقرير أن الوضع في ليبيا يتفاقم بسبب الحرب الأهلية التي أعقبت سقوط معمر القذافي وانقسام البلاد إلى نصفين، مشيرة إلى أنه حتى قبل الدمار الذي خلفته العاصفة دانيال، كانت ليبيا تعاني أزمة إنسانية ففي عام 2021، قدرت الأمم المتحدة أن أكثر من 800 ألف ليبي كانوا بحاجة إلى المساعدة بعد عقدين من القتال والاضطرابات وضعف عمليات إعادة الإعمار.

وتعتمد الجهود الدولية حتى الآن إلى حد كبير على موافقة طرابلس على السماح بوصول المساعدات إلى الشرق وحتى لو تحقق ذلك، فإن المهمة تصبح أكثر صعوبة بسبب أن الجسور والطرق التي تربط بين شطري البلاد تعرضت لأضرار بالغة في الحرب الأهلية.